تقرير : ناصر القحطاني
رخصة للزواج تتجدد كل خمس سنوات ، فكرة أطلقها الدكتور طارق الحبيب المتخصص في علم النفس والمشكلات الاجتماعية فى محاضرة له في الإمارات مؤخرا فالدكتور الحبيب، استشاري الطب النفسي السعودي، طالب باعتماد الرخصة وتجدد بصورة دورية كل خمس سنوات ولا تمنح إلا لمن تأهل بصورة علمية واجتماعية ونفسية ودينية سليمة، ليكون زوجًا أو زوجة، صالحين.
وشدد من خلال أمسية اجتماعية نظمتها مؤسسة التنمية الأسرية في أبوظبى مؤخرًا على أن تكون تلك الرخصة إثباتًا معتمدًا ومعترفًا به، ولا تعتمد المعاملات الحكومية لأي متزوج، ما لم تجدد دوريًا في الموعد المحدد لانتهائها حسب موقع المصري اليوم في عدد سابق!!
وتركت فكرته ردود أفعال واسعة في الأوساط الاجتماعية في دول الخليج عامة والسعودية خاصة بين تأييد ورفض وتحفظ !
ولأهمية ما أشار اليه الدكتور الحبيب رصدنا نبض الأزواج والمتخصصين حول الفكرة :
واقع الحياة الزوجية أفضل من أى رخصة !!
أم سالم 30 عاما متزوجة وربة بيت في العاصمة السعودية الرياض تقول لعشرينات قد تكون الفكرة ناجحة إلى حد ، لكن ليس في منتصف الحياة الزوجية يطالب زوج أو زوجة بتلك الرخصة ، و يمكن أن تحور الفكرة إلى حصول الشاب الذي يريد الاقتران بشريكة عمره على شهادة بعد اجتيازه دورة تأهيلية نفسية واجتماعية قبل أن يقدم على الحياة الجديدة ، وتابعت لايعنى إصدار الرخصة استمرارية الحياة الزوجية من عدمها ،لأن الواقع الحياتي اليومي وخاصة لمن أمضى في الحياة الزوجية سنوات طويلة هو العلاج فواقع الخبرة يجدي وليس إصدار رخصة ورقية لاتعنى لنا شيئا !!
الفكرة لم تدرس بشكل جيد :
أستغرب فكرة الدكتور طارق بل إنها فكرة طرحت بشكل غير مدروس البتة ، الحياة الزوجية لا تحتاج إلى تقييم أو اختبار من اجل إصدار رخصة لان التفاهم بين الزوجين دون شرط او قيد هو الأهم ، أما إذا كانت المسألة إعادة تأهيل للمتزوجين فيمكن أن تكون المسألة اختيارية هكذا قالت لعشرينات سارة العبدالله متزوجة ولديها أربعة أطفال ومضت تقول يمكن الإعلان عن دورات تأهيلية تثقيفية في الحياة الزوجية لمن (يرغب ) سواء الزوج أو الزوجة ويمنحان رخصة أو شهادة اجتياز لهما وليس للغير ، آما ربط إصدار الرخصة بانجاز معاملات حكومية أو خلافة وأن تكون شرط أساس هي فكرة غير مجدية !
سعيد المري متزوج من الطائف ولدية أبناء يشير أن الفكرة جيده لو وجدت التفاعل المطلوب من المجتمع، وتابع لا أظن أنها ستكون كذلك لعدة أسباب حينما اختار الزوج زوجته قبل الزواج أصلا كان اختيارهما بقناعة وتفاهم ،وكل منهما عرف عن الآخر أشياء كثيرة ، وثم إن من عادات المجتمع السعودي السؤال عن العريس وعن حياته ودخله المادي وطباعه ،وماذا يحب وماذا يكره أما وان يطالب بالرخصة فى منتصف أو أول او حتى آخر الحياة الزوجية، فهذا ليس سوى تسرع دون دراسة للاقتراح بشكل دقيق
أؤيد الفكرة بسبب جهل الزوج والزوجة لطبائع بعضهما:
لما لا فالكثير من أسباب الطلاق العاطفي أو الطلاق الشرعي يتم بسبب جهل الأطراف ببعضها من متطلبات وطبائع ونفسيات، هكذا قالت لعشرينات الكاتبة الصحفية أ- سعاد باشماخ وتابعت أن الأغلب يدخل التجربة وهو في حالة استنفار ، لا يرى إلا الوجه المزيف والذي يسعى كلا الطرفان تحسينه فيبرز الحسن ويخفي العيوب ، فما إن يتم الزواج تبدأ المشاكل، وقالت أنها تؤيد فكرة التأهيل طالما انه يخدم الأسرة نفسيا وصحيا وطبيا
وأضافت : لقد اجتهدت بوضع ملف محايد أتمنى ان يكون متكامل وكانت غايتي منه إعطاء صورة متسعة لكلا الطرفان نشرته في إحدى المنتديات ،وقد أسميته هي وهو والعفاف فكر عمل , ثقافة عاطفة, فمهمة المختصين إعطاء مفاتيح متعددة وعلى المقبلين أن يختارو من المفاتيح ما يناسبهم ويجعلهم أفضل
لا وصاية على حياة الزوجية !!
أم ثامر 28 عاما متزوجة من جدة ،تؤيد إقامة الدورات التأهيلية ولا تؤيد ان تكون مشروطة بإصدار رخصة تتجدد كل خمس سنوات وعللت ذلك بقولها لا احد يملي على الزوج أو الزوجة ما يجب أن يفعلانه أو ما لا يجب ، ولا يسمح لأحد أن يدخل حياة الأسر فكثيرا من المشاكل الزوجية تحدث وتحل بالاتفاق والتفاهم أو بتدخل الأقرباء أو لجان إصلاح ذات البين، والزوج أو الزوجه يستطيعان أن يتجاوزا كل ما يعترض طريقهم من مشاكل والحياة الزوجية هي الاختبار الحقيقي
بعد هذا العمر ولدي الآن عشرة أبناء أربعة منهم في الجامعات ،والبقية في مدارس بين المرحلة المتوسطة والثانوية أطالب بالرخصة ، بدأ على محمد القحطاني رب أسرة من العاصمة الرياض حديثه معنا وقال الفكرة التي أطلقها الدكتور طارق تخص ولا تعم ،هى ستكون مجدية لمن سيقبل على الزواج أو على الأقل السنوات الأولى من الحياة الزوجية أما ان تعمم الفكرة على كل المتزوجين فلا ا ظن أنها ستنجح وتابع : الآن عمري يقترب من ال 60 عاما وزوجتى تصغرني بخمس سنوات ونطالب بأن نحصل على تلك الرخصة وإنها ستكون من ضمن أوراق المعاملات الحكومية لانجاز ما يخص حياتنا هذا (هراء) !
محمد أمجد 10 سنوات من الرياض قال أنا لا ارتاح نفسيا للفكرة وطالما إن والدي ووالدتي يشعران بالتفاهم بينهما فلا داعي لمثل تلك الأفكار !
مشاعل السديري 13 عاما تقول كل شئ مفروض في الحياة الزوجية مرفوض ولا يمكن أن تقترن بشرط يدخل أجواء التفاهم مع الأسر فأسرتنا متفاهمة دون الغير
أن كيمياء المخ المسيطرة على عملية الحب تظل تولد شحنات وشحنات حب وطاقة عواطف لمدة ثلاث سنوات ثم تتوقف تلك الشحنات وكأنها بطارية فرغت ، ولا يمكن إطلاقا إعادة شحنها ثم تتحول العلاقة القائمة على الحب إلى علاقة دفء وإخلاص ، هكذا أشارت أميمه محمد وتابعت أن العمر الافتراضي للحب ينتهي بعد فترة قصيرة من عمر الحياة الزوجية الطويل
فالسؤال هو هل الحب شرط أساسي من استمرار حياة زوجية ناجحة ؟
مراكز الاستشارات الاجتماعية تقوم بالدور:
الدكتور عوض القحطاني من جامعة الملك خالد ومشرف على مركز متخصص في الاستشارات الاجتماعية في أبها جنوب السعودية، يؤكد أن معظم المشكلات الاجتماعية التي تحدث بين الزوجين سببها عدم التفاهم أو تدخل أطراف أخرى ،ويمكن أن تحل أيضا بالتفاهم ، ومثلما يموت الحب بفعل تصرفات الزوج أو الزوجة، فقد يولد من جديد وتصبح الحياة مشرعة بالتفاؤل أمافكرة تجديد رخصة الزواج لمدة خمس سنوات قد تكون فكرة مبالغا فيها ، وما أشار اليه الزميل الدكتور الحبيب من إقامة دورات تأهيلية للزوجين فهذا ما نطالب به فلابد أن نزيد من جرعات التوعية بين الزوجين ،ونسلط الضوء على المشاكل الزوجية ومسبباتها ونستشير المتخصصين في إيجاد الحلول الناجحة بدون ربطها بإصدار رخصة أو ما شابه ، بل العكس قد تسبب الفكرة فجوة بين الزوجين طالما أن الأمر أصبح مفروضا عليهما وليس باختيارهما ،وتابع أنا مع فكرة تأهيل الشاب قبل الزواج وهذا ما اتجهت إليه جمعيات تعنى بهذا الأمر وتقيم دورات تأهيلية للمتزوجين او العرسان من الجنسيين .

إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم