0


 أيامنا الحلوة
 ناصر القحطاني
*بقلم : ناصر غالب القحطاني

كانت أيامنا حلوة تلفها الطمأنينة وترفرف عليها طيور المحبة ، كنا نضحك للدنيا من قلب فتضحك لنا كنا نمارس حبنا العفوي ، كنا نسير على الأرض ونتنفس هواء الحياة النقي ، لم نكن نعرف مظاهرات ولاحتى إنقلابات ولا إنترنت ولاحتى رسائل جوال ، كنا نمارس اللهو البرئ ولا نعرف للخيانة طريقا ، حياة الماضى الرائعة ودعتنا وأصبحنا الآن نعيش حياة موحشة وغريبة ، حياة عجيبة وتناقضات رهيبة في الزمن الموحش
يودعنا أصحاب القلوب الناصعة وآخرون يختفون وسط هدير هذه الحياة ، سرقتهم عن  أحبابهم بريق البلاك بيري وغرف الشات والدردشات نسو الأصحاب والأحباب
أصدقاء يتغيرون ويتلونون تسرقهم دهشة الحياة ، لم تعد في الحياة مسرة نخشى لهيب تناقضاتها 
حياة مثيرة ومدهشة لا خير في نجواها  لكنها الحياة ، كنا في السابق نتابع التلفاز عبر شاشة القناة الأولى ولم نعرف "الدش" ولاحتى الفضائيات كنا نتابع أحداث المظاهرات في العالم الغربي ونحمد الله أنها لم تكن موجوده في عالمنا العربي وانقلبت الآية وأصبحت في جوارنا واقعا ملموسا
كنت صغير في منزلنا الشعبي القديم في خميس مشيط أستقبلنا الأستاذ عبد العزيز الزير وهو والد الصحفية حنان الزير حينما كان يعمل مدرس في قريتى الطلحة قبل أكثر من 40 عاما وحل وأسرته ضيوف علينا أتذكر تلك الأيام الجميلة فرحل الأستاذ وأختفى في هذه الحياة لكنى لن أنسى تلك الصورة ، كنت ومع صديق مشواري عائض آل كثيم وفى ذات البيت نتابع مسلسلات يوميات ونيس عبر art في رمضان ونعيش يوميات "ونيس" كنت استقبل الأصدقاء في فناء ذلك البيت فنتبادل الضحكات والنكات والمقالب فرحل عن الدنيا من رحل منهم رحمهم الله ومن ظل على قيد الحياة أختفى ، كانت أيامنا الحلوة تبث فينا السعادة والعطف والرحمه والآن تختلف الزوايا وفى كل زاوية غرابة ودهشة في زمن موحش ومظلم ومؤلم 
كنا نداعب همومنا بضحكة من عمق القلب وكنا نتسامر تحت ضوء القمر ، كنا نعيش حياتنا بلا خوف ولا رهبة  كنا نحب من عمق القلوب ،ونبتسم به مع الحياة تختلف الصورة وزوايا اللوحة الحزينة  
جمعتكم مباركة 
 * رئيس التحرير

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى