الأسيرة وفاء البس ابنة مخيم جباليا ....من يستجيب لنجدتها ؟

حروق مؤلمة وإهمال صحي وحرمان من رسائل الأهل

فلسطين  : هبة حمدان

ما أصعب أن تُحتجز فتاة رقيقة في ريعان شبابها داخل قضبان حديدية لتحرم من أهلها وأحبابها وتُقيد حريتها, وتمنع من زيارتهم.

ولأنهن بنات هذا الوطن دأبت "نساء من أجل فلسطين" والتي أخذت على عاتقها إبراز معاناة هؤلاء الأسيرات, على إبراز هذه المعاناة ، فكان الحديث هذه المرة عن معاناة الأسيرة وفاء البس ابنة مخيم جباليا في مدينة غزة والتي تعد الآن الأسيرة الوحيدة من قطاع غزة داخل سجون الاحتلال الاسرائيلى:

جهاد منذ الصغر

ولدت الأسيرة وفاء البس في مخيم جباليا شمال قطاع غزة عام 1984م وتربت بين أحضان أسرة ملتزمة وكان ترتيبها الخامسة بين ثلاثة إخوة وثماني أخوات, وتلقت تعليمها في مدارس جباليا ثم التحقت بجامعة القدس المفتوحة لتدرس في قسم الدراسات الاجتماعية.

شغفت وفاء منذ صغرها بالجهاد والاستشهاد في سبيل الله حيث كان يراود فكرها دوماً صور الشهداء والمجاهدين، وكانت دائماً تكتب الشعر عن بطولات الاستشهاديات، إلى أن انضمت إلى حركة فتح رغبة في العمل العسكري، وكثيراً ما كانت تشارك أهالي الشهداء وتواسيهم بفقدان أبنائهم في أعراسهم.

اعتقلت الأسيرة وفاء على حاجز ايرز ببيت حانون بتهمة أنها تريد تنفيذ عملية استشهادية, وقد حضرت ساحة المحكمة وهي مكبلة بالسلاسل وسط حراسات أمنية لتنتظر حكمها حيث تم الحكم عليها مدة 12 عاماً وأربعة عشر عاماً أخرى أنهت منهم إلى الآن ثلاث سنوات.

تعاني الأسيرة وفاء من ظروف صحية صعبة وقاسية ومؤلمة حيث أوضحت أن الشك يروادها بأن تكون مصابة بمرض سرطان الثدي, وأنها منذ ثلاث سنوات تطالب وتناشد المؤسسات والصليب الأحمر لمساعدتها في علاج أصبعها الخنصر حيث أنها لا تستطيع مده وهو بحاجة إلى إجراء عملية جراحية كما أخبرها الطبيب وإلا سوف يُقطع .

 كما أنها تعاني من ضيق التنفس وحروق في معظم أنحاء جسدها وهي بحاجة لكل مساعدة طبية ممكنة, حيث لا يتم إعطاؤها إلا كريمات لا تؤثر على وضعها شيئاً فهي بحاجة لعمليات لتخفيف الآلام التي تعاني منها فجسمها تسيل منه كمية كبيرة من الدماء والماء من أثر الحروق.

عقوبات فردية

كما أن إدارة سجن تلموند الذي تُحتجز داخله الأسيرة وفاء "25عاماً" فرضت عقوبات فردية عليها هي بالذات وذلك بسبب تقديمها شكوى للجنة الدولية للصليب الأحمر عن سوء معاملة إدارة السجون الإسرائيلية لها, وتتعرض بشكل يومي لانتهاكات متواصلة حيث تواجه وبشكل فردي المعاملة القاسية والأساليب القمعية بسبب وضعها الصحي الذي تستغله إدارة السجون الإسرائيلية للتنكيل بها.

وحين زادت معاناة وفاء قامت برفع شكوى للصليب الأحمر, فقامت إدارة السجن على أثر ذلك بمعاقبة الأسيرة بدفع غرامة مالية قيمتها 200 شيكل, إضافة إلى منعها من التواصل مع أهلها الذين لم ترهم منذ فترة اعتقالها عام2005، كما تم حرمانها من إرسال واستقبال الرسائل من قبلهم .

وقد ناشدت الأسيرة وفاء كافة المؤسسات المعنية بالاهتمام أكثر بقضية الأسرى والأسيرات حيث قالت:"على جميع المؤسسات أن تهتم أكثر بزيارة أسرى وأسيرات غزة وذلك لخصوصية الوضع فالمحامون هم المتنفس الوحيد لنا وهم يعوضونا شيئاً ما عن زيارات الأهل, فأرجو ألا تنسونا".

هذه معاناة لأسيرة واحدة من آلاف الأسيرات  اللاتي تحتجزهن قوات الاحتلال الصهيونية فهل من مجيب لاستغاثاتهن؟