منذ ستة أعوام
لم يعد صاحبي ، كوجه الفانوس نيرا
ولم يعد يحدق بظلي ، يسائله عما أخفي !
منذ ستة أعوام
لم يعد لي وجهي ،
ولم يكن صاحبي الذي يلتصق بي
يبحث عنه تحت وسائدنا ،
ولم يدعك الملح على ثغري !
منذ ستة أعوام
مارس الصاحب الغريب ، هواية الغواية
نبش في دفاتري ،
وبين أهداب عيني بخنجره الفضي
يرد الي أرضي لو عثرت قدمي !
ويصلي الفروض الست لو نامت عين ربي ..
صاحبي القديم ،
ملتصق بي حد تراكمات الميلامين
والغريب مدقع في شظايا الفؤاد وتكسر الجليد !
ياصاحبي إنطفىء لوني ،
فما عاد جبيني كالياسمين
ولاعادت فوانيسك نيرة كما نريد ..
اعتقني من التصاقك ،
فوريدي يضج بدم ممتلىء بالحديد
يخاتلني لو انك رحلت دوني ، مالجديد !!
خذ شعلة من جمري ،
فالشمس لم تمر من بيننا
ولا الليل العتيق يثني أشجانه ..
عاتبتك ألف مرة ، فلما لاتعيد للعين التحديق
أملئني بك ، كما كنت تملئني مسبقا ، عد لي ..
ياصديقي الغريب اقترب ،
وليتك عاصمة انعطافي ،
فمسار الصدق ارتخىء ، وذهب الوريد !
الكاتبة : هدى النامي

إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم