جدة - زوايا ورويترز :
على خريطة كبيرة مرسومة في الأرض داخل معرض للفنون في جدة يضع الفنان السعودي حمزة الصيرفي علامة صفراء مكتوب عليها "تحذير .. ثورة" في موقع مصر بالخريطة ثم يتحول صوب موقع السعودية.
لافتة مكتوب عليها "تطور لا ثورة" هي التي سيضعها الصيرفي فوق موقع السعودية على الخريطة.
المعرض يحمل شعار "يجب أن نتحدث عن الحاضر" ويقول منظموه انه أول معرض عام للفن الحديث يفتح أبوابه في المملكة.
ويختبر الصيرفي حدود حرية التعبير في بلده المحافظ بتناول التغيرات السياسية التي شهدتها المنطقة العام الماضي في عمله.
ووصف أحد المنظمين أسلوب الصيرفي في تسليط الضوء في عمله على المشاكل والصراعات في العالم.
قال الشاب نادر الذي شارك في تنظيم المعرض "اللوحة هذه تعبر عن.. الفنان حمزة الصيرفي مسميها فرشة العالم.. أنه فيه ناس بتستخدم الارض بطريقة خاطئة وكل ما استخدمناها بطريقة خاطئة تظهر لنا تحذيرات. طبعا في استراليا تظهر لنا طريقة الطاقة تشكل زيادة عن اللزوم. فيه مشاكل في روسيا من انتخابات ومشاكل. في الوطن العربي عندك المظاهرات واعادة الانتخابات اللي (التي) حصلت حاليا والمظاهرات. في السعودية بيتكلم أنه يجب أن نتحاور عشان (لكي) يكون فيه تطور بشكل ايجابي أحسن ما يكون.. بدون مظاهرات وبدون مشاكل.. بطريقة ايجابية وبحوار مفيد. في أفريقيا بيتكلموا عن النفايات السامة اللي بيدفنوها فيها. بتكلموا عن أمريكا.. أمريكا الجنوبية.. عن العصابات والمخدرات والمشاكل زي (مثل) المافيا.. بتكلموا عنها."
ورغم اتجاه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الى تحرير المجتمع تدريجيا ونشجيع الحوار فلا تزال لجنة مرتبطة بالحكومة تراجع أي عمل فني تشكيلي أو مرئي قبل نشره.
وأبدت مرشدة في المعرض اعجابها بعمل فني يعبر عن وضع المرأة.
وقالت المرشدة جيهان محمود "أنا أعجبتني اللوحه اللي ورايا عشان (خلفي لانها) هي بتمثل المرأة بشكل عام وتسلط الضوء على دور المرأة السعودية في المجتمع. فالفنانة مثلت المرأة كأم وكموظفة دبلوماسية وكمان مخرجة ومصورة وفنانة ومهندسة كمبيوتر."
ويضم المعرض دمية على شكل طفل موصول بجهاز للتحكم عن بعد ذكرت زائرة تدعى منيرة المغربي أنه يعبر عن الغزو الفكري الغربي لعقول الجيد الجديد في العالم العربي.
وقالت منيرة "هذا الجهاز بمثل الغرب ودول (هؤلاء) أطفالنا بينموهم وبيغزوهم عن طريق التكنولوجيا الحين اللي (الان التي) داخلة علينا عن طريق البلاي ستيشن والالعاب وعن طريق الافلام الكرتونية. فبطريقة غير مباشرة بتخرب دماغهم.. بتعلمهم كيف تكون الفتن ويكون القتل.. كيف يقتل أخوه. بتعلمهم أشياء ما هي من أسس ومباديء الاسلام."
ويقول الفنانون السعوديون انهم يبحثون طوال الوقت عن طرق للالتفاف على الرقابة الصارمة التي تفرضها المملكة على كل المصنفات الفنية.
يضم المعرض عملا فنيا بعنوان "غذاء الفكر" عبارة عن صواني مليئة بمئات الشرائط الصوتية المسجلة عليها خطب دينية كانت توزع في السعودية في الثمانينات. ورصت الشرائط بحيث اكون كلمتي "حرام" و"باطل".
عمل اخر يضمه المعرض للفنان أحمد العنقاوي يتكون من مئات الميكروفونات ويحمل عنوان "تبض الشارع". وكان الفنان قد وضع الميكروفونات في شوارع جدة ليسجل من خلالها المارة ما يشاؤون. ويستطيع الزائر للمعرض أن يسجل كلمة من خلال العمل الفني وأن يستمع الى ما سجله الاخرون.
وذكر العنقاوي أنه لم يستطع الاحتفاظ بكل الكلام الذي سجله الناس وقال انه واجه صعوبة في تحقيق التوازن بين حرية التعبير ومقتضيات مجتمع ديني محافظ.
وسقدم المعرض أعمال الفنانين السعوديين للناس في أنحاء العالم منذ عام 2008 حيث أقيم في العديد المدن منها لندن ودبي والبندقية واسطنبول وبرلين.
ويضم المعرض أكثر من 50 عملا فنيا لاثنين وعشرين فنانا سعوديا.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم