0
 لقطة من الحلقة
 احمد الصويري - أبو ظبي :
 د نادية ومعد برنامج شاعر المليون
آخر أمسيات المرحلة الأولى من مسابقة شاعر المليون بنسختها الخامسة، انطلقت مساء أمس الثلاثاء من مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي ونقلت في بث مباشر على قناتي أبوظبي الإمارات وشاعر المليون، بحضور كثيف لجمهور الشعر ووسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية التي يستقطبها البرنامج في كل نسخة، زيّنه قبل انتصاف الأمسية حضور سموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان نائب القائد الأعلى للقوّات المسلّحة وليّ عهد أبوظبي، حيث استقبله الجمهور بالتصفيق والوقوف احتراماً له، وكان في مقدّمة مستقبليه في المسرح سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان سموّ وليّ عهد أبوظبي، مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.


وكالعادة التي جرت عليها حلقات البرنامج بدأت المشوار الأسبوعي بحديث لطيف وغنيّ من استوديو التحليل دار بين الإعلامي عارف عمر معدّ البرنامج، والمستشارة النفسية الدكتورة ناديا بوهناد التي تناولت في تحليلها جوانب متعددة من خلال لمحة سريعة أشارت بها إلى شخصيات المتسابقين الثمانية في هذه الأمسية. ليعلن بعدها مقدّما البرنامج المميزان حصة الفلاسي وحسين العامري بابتسامتيهما المعروفتين بدء الأمسية السادسة من أمسيات المسابقة مرحّبين بأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الأستاذ حمد السعيد والدكتور غسان الحسن والأستاذ سلطان العميمي.

ومع ابتداء الحلقة جرى تقديم تقرير سريع تضمّن عرضاً بانورامياً لمشاركات شعراء الأمسية السابقة التي تأهل فيها بقرار اللجنة بدر المحيني وراشد الرميثي، ليقف بعد ذلك الشعراء الستّة الذين انتظروا نتائج تصويت المشاهدين لهم فكانت نتائجهم كالآتي:
أحمد شحاذة الخميسي 46%، أنور العازمي 47%، حمود بن قمرا 61%، عبدالله السمين 50%، محمد الزعبي 45%، مشعل الدهيّم 67%، ليكون جمهور الشعر قد نقل الشاعرين مشعل الدهيّم وحمود بن قمرا إلى المرحلة الثانية من المسابقة.
خالد الهبيده

أول فرسان الأمسية كان الشاعر الكويتي خالد الهبيده الذي جاء بقصيدة تحمل معاني الفراق وآلامه وآثاره على النفس الإنسانية، وقد لاقت القصيدة استحسان الأساتذة أعضاء لجنة التحكيم حيث أشار الدكتور غسان الحسن إلى كثير من المزايا في القصيدة، والتي اعتبر أبرزها وقوف الشاعر على عتبات الغموض دون الدخول فيه، في حين أشار العميمي إلى أن الشاعر جعل ابتداء الأمسية مسكاً من خلال قصيدته التي كتبها بحرفة وتميز ووعي وصور تنم عن شاعر يمتلك أسلوبه الخاص، أمّا حمد السعيد فقد أشاد بذكاء الشاعر الذي جعله يبتعد عن المواضيع المطروقة في الأمسيات السابقة ويختار نصاً عاطفياً بصور مستقاة من البيئة يعبّر من مطلعه عن شاعر متمكن.
عاطف الحربي

أما الشاعر الثاني الذي وصفته الدكتورة بوهناد بالاجتماعي والمحب للأضواء، فقد كان عاطف بن سعد الحربي الذي جاء من السعودية مقدماً قصيدة تحدث فيها عن مشاركته والتحدي الذي حداه إلى أبوظبي والذي بدا جليّاً منذ مطلعه الذي قال فيه " أنا وريث القصيد وكل حيّ يطلب الثار .. لي في الكتابه حياة ولي بها موته شريفه"، وقد توقف الأساتذة أعضاء اللجنة عن الكثير من مواطن القوة في القصيدة التي أشاروا فيها إلى ذكاء الشاعر وتمكنه الواضح في الربط، وأبرز ما ميّزها برأي الأستاذ حمد السعيد استخدام الشاعر لبحر قلّما يستخدمه الشعراء إذ يزيد وزن القصيدة عن الهجيني الطويل بتفعيلة واحدة، فيما أبدى الدكتور الحسن والأستاذ العميمي إعجاباً بالقصيدة مشيرين إلى مقدرة الشاعر في تفكيك الصورة الكلية إلى صور جزئية ممتدة على عدة أبيات.
عبدالرحمن المدفع

ثالث الشعراء كان البحريني عبدالرحمن المدفع الذي جاء بهدوء وثقة عالية وحماس زاده دخول سمو الشيخ محمد بن زايد إلى المسرح مع اعتلائه المسرح، فقدم نصاً ينتمي إلى الشعر الملتزم كما وصفه الأساتذة في اللجنة، وقد عبّر الشاعر في قصيدته عن طروحات منطقية تتناسب وقراءة الواقع الذي تعيشه البلاد مستنداً على إضاءات شاعرية تحمل موهبة مميزة ومقدرة لدى الشاعر أشادت بها اللجنة.
غازي العتيبي

وفي حضور آخر للسعودية جاء الشاعر غازي العتيبي بقصيدة ذات موضوع إنساني يدعو فيها الشاعر إلى السلام الاجتماعي والتسامح والتصالح، وأبرز ما توقفت عنده لجنة التحكيم في القصيدة البحر الذي استخدمه الشاعر حيث قال د.الحسن إنه وزن طويل جداً وعلى الرغم من ذلك لم يقع الشاعر في حشو وترهل بل جاءت قصيدته متماسكة، وأشار أيضاً السعيد والعميمي إلى المزيج الجميل من الثقافة الذي وظفه الشاعر بأبيات مكتوبة بشفافية ونقاء جعل كل بيت منها يوزن بالذهب على حد تعبيرهم.
فيصل الفارسي

وبإطلالة مميزة وحضور متألق ألقى الشاعر العماني فيصل الفارسي الجنيبي قصيدة تحمل روح التلاحم الإنساني والتاريخي والثقافي بين شعبي سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة، وبلفتة ذكية غير مسبوقة مع آخر أبيات القصيدة حين قال "شيخ يغلف روحه ببسمة اطفال" كان رفع الشاعر صورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله يتوسط فيها مجموعة من الأطفال، ما جعل سموّ الشيخ محمد بن زايد وجمهور المسرح يقفون مصفقين، وقد أبدت اللجنة إعجابها بالقصيدة من حيث موضوعها الذي أوصل فيه الشاعر رسالة وطنيّة تعبر عن وحدة البلدين والشعبين بأسلوب شعري عالي المستوى، فحاز أيضاً على إعجاب الجمهور الذي تفاعل معه بقوة.
ماجد الديحاني

الشاعر الكويتي ماجد لفى الديحاني الذي قالت عنه د.بوهناد إنه منظم واجتماعي ومبتكر، فقد جاء ليعزز أهمية هذه الأمسية من حيث انتقاء الشعراء للمواضيع والتزامهم قضايا هامة، من خلال قراءته قصيدة عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قال عنها الأستاذ حمد السعيد بأنها قد تأتي للشاعر بالأجر من عند الله قبل درجات اللجنة معتبراً أن هذا النص يؤكد على كون الشعر رسالة، واعتبر الدكتور غسان الحسن أن الشاعر كان موفقاً في استخدام الأساليب البلاغية مشيراً إلى أهمية موضوع القصيدة وطريقة تناول الشاعر لها، فيما دعا العميمي الله تعالى أن يجعل هذه القصيدة في ميزان حسنات الشاعر واعتبرها تأكيداً على أن هذه الأمسية ذات مواضيع مميزة مؤطرة بإبداع شعري مرتفع المستوى.
محمد الحارثي

الفارس السابع كان أحد طلبة أكاديمية الشعر وهو الشاعر الإماراتي محمد بالعلا الحارثي الذي قدم في أول حضور إعلامي له نصاً يسلط الضوء فيه على مسألة الشعراء المغمورين مازجاً بين الذاتية وموضوع مسابقة شاعر المليون والشعراء الذين لم يحالفهم الحظ في الظهور بعد، وقد نوهت لجنة التحكيم بالصور التي زينت أبيات قصيدته مؤكدين على أن إحدى وظائف المسابقة أن تمنح الفرصة للجميع دون محسوبيات أو اعتبارات غير الشعر والموهبة والتمكن.
مدالله الحويطي

وكان ختام الأمسية بنكهة أردنية حيث أنشد الشاعر مد الله سليمان الحويطي بصوته الجميل قصيدة عن المسابقة والشعر والشعراء، لم يغب عنها اعتزازه ببلده وقبيلته ولعل ذلك الاعتزاز كان واضحاً بحسب ما قالت د.ناديا بوهناد من خلال وضعه العلم الأردني على صدره، وقد توقف الأساتذة في اللجنة عند الكثير من أبيات القصيدة ونوّهوا إلى نواح جمالية عديدة تبدت في توظيف الشاعر للصورة الشعرية واستخدامه المحسنات البديعية، إلى جانب ظهور خصوصية اللهجة والبيئة الأردنية في قصيدة الشاعر.
الهبيده والعتيبي

وبعد انتهاء المنافسة بين الشعراء الثمانية واستضافة الإعلامي عارف عمر للمتأهلين بالتصويت مشعل الدهيم وحمود بن قمرا في استوديو التحليل، أعقبه تحليل نفسي موجز قدمته د.بوهناد عن المتسابقين الثمانية، جاءت درجات لجنة التحكيم للشعراء معلنة تأهل خالد الهبيده بـ 48 درجة، وغازي العتيبي بـ 49 درجة من 50، في حين لم يكن باقي الشعراء الذين انتقلوا إلى التصويت ببعيدين عن درجات المتأهلين حيث حصل عاطف الحربي على 47، وعبدالرحمن المدفع على 44، وفيصل الفارسي على 47، وماجد الديحاني على 45، ومحمد الحارثي على 43، ومدالله الحويطي على 44، ما أثبت أن التنافس عالي المستوى في هذه النسخة من المسابقة بين جميع الشعراء.
لجنة التحكيم

وفي إشارة إلى آلية المرحلة الثانية من المسابقة والتي سيُعلن عن أسماء الشعراء الستة المشاركين في أولى حلقاتها الأسبوع القادم بعد الانتهاء من التصويت لشعراء هذه الأمسية، أوضح الأستاذ سلطان العميمي عضو لجنة التحكيم – مدير أكاديمية الشعر أن مرحلة الـ 24 سيخضع فيها الشعراء المتنافسون إلى معيارين أساسيين: الأول هو أن يترك للشاعر خيار تقديم قصيدة حرة الوزن والقافية والموضوع على أن يكون عدد أبياتها ما بين 10 و 15 بيتاً، أمّا المعيار الثاني الجديد على المسابقة، فهو أن يخضع الشاعر في النصف الثاني من الحلقة لاختبار في فن التخميس، وأضاف العميمي أن التخميس ليس هو "المخومس" المعروف في الشعر النبطي، وإنّما هو فن معروف في الشعر الفصيح يقوم على تخميس بيتين ضمن إطار معين ووقت محدد، وستُقدم اللجنة في الحلقة القادمة شرحاً لكيفية التخميس، كما أكد على أن أكاديمية الشعر مستعدة لتوفير كل المعلومات والمراجع التي يحتاجه الشعراء لمعرفة فن التخميس.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى