تيماء موطن "هداج" والآثار العظيمة رموز للشموخ

 تقع محافظة تيماء بين المدينة المنورة ومدينة تبوك وهي تابعة لمنطقة تبوك إدارياً ، و تبعد حوالي 265 كم شرقي مدينة تبوك وتبعد حوالي 400 كم شمال المدينة المنورة

مها محمد - تيماء : 

تعبر قافلة موقع "زوايا" الإخباري مناطق ومحافظات السعودية لتنقل نبض الوطن البهي في عروق العشق للشموخ والحضارة ونتوقف اليوم في محافظة تيماء ، وهي أحد محافظات منطقة تبوك وأكبرها وأكثرها سكاناً .

  وتقع محافظة تيماء بين المدينة المنورة ومدينة تبوك وهي تابعة لمنطقة تبوك إدارياً ، و تبعد حوالي 265 كم شرقي مدينة تبوك وتبعد حوالي 400 كم شمال المدينة المنورة

 وتحققت في تيماء كل مشروعات التنمية وتوجد فيها القطاعات الحكومية الخدمية في مقدمتها المحافظة والبلدية والخدمات التعليمية والصحية والأمنية والإجتماعية والنسائية وغيرها . 

 آثار بئر "هداج" وقصر الحمراء : 

وتعد من المدن الغنية بالآثار القديمة والتي تعود إلى ما قبل التاريخ، ومن أشهر آثارها، قصر الأبلق ( صاحبه السموءل ) وقصر الحمراء وبئر هداج وقصر الرضم وقصر ابن رمان وهي مقصدا للسياح العرب والأجانب ، وأرضها خصبة صالحة للزراعة, تشتهر بتمرها الجيد ( خاصة الحلوه ) وكذلك ماءها العذب ( حيث يومياً تذهب صهاريج مياه تيماء إلى مدينة تبوك للبيع ) , عثر بها على نقوش يظن أنها من القرن السادس ق.م, ورد ذكرها أكثر من مرة في التوراة . تنسب إلى تيما أحد أبناء إسماعيل وكما كانت تسكن من العماليق .

 وتعد واحة بئر "هداج"  من الواحات القديمة التي تضم العديد من الآثار التي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام حيث عثر فيها على آثار ونقوش ترجع إلى القرن الثامن قبل الميلاد وآثار أخرى يعود تاريخها إلى الفترة الإسلامية المبكرة ومن أهم هذه الآثار ــ جميع هذه الآثار لا تزال موجودة وقائمة إلى اليوم ــ :

وبئر" هداج " يعتبر أعظم بئرفي الجزيرة العربية بل وأشهرها ويعرف بـ ( شيخ الجوية ) ويعتقد أن تاريخ حفر بئر هداج يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد ( كما قال لي ذلك عدد من مختصي الآثار الذين أتوا عدة مرات للتنقيب عن آثار محافظة تيماء )

ويقع بئر هداج وسط تيماءالقديمة وهو احد أهم آثار المملكة العربية السعودية ويعتبر من أهم المعالم الحضارية القائمة على المستوى العالمي فيما يتعلق بالآبار ، وكان يشتهر بسعته ووفرة وعذوبة مائه حيث كان يسني عليه بسبعة وسبعون جملا في آن واحد ، وقيل أكثر من ذلك ، ويعتبر بئر هداج الطابع المميز لمدينة تيماء وهو مقصد الكثير من زوار المحافظة . وقد ذكره كثير من الشعراء منهم : السموءل (حاكم تيماء في القرن الخامس الميلادي) وأمرؤ القيس وغيرهم كثير .

ومن الآثار قصر الحمراء يقع في الجهة الشمالية منتيماءويعود تاريخ بنائه إلى منتصف القرن السادس قبل الميلاد ،  وقصر الرضموهو مربع الشكل تقريباً وفي وسطه بئر ويعود تاريخه إلى الألف الأول قبل الميلاد  و السور الكبير الذي يحيط بمدينة تيماء القديمة ويمتد طوله إلى 12كلم ويعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس قبل الميلاد.
و قصر ابن رمان أحد أمراء تيماء السابقين  ، وهي الآن بها جميع الخدمات الحكومية وقاعدة عسكرية للجيش ومدارس للأبناء .

 قصر الأبلق ( أو قصر السموءل )

الذي يقول فيه السموءل :

لنا جبـل يحتـله مـن نجــيره

منيـع يرد الطـرف وهوكليل

هو (الأبلق) الفرد الذي شاع ذكره

يعـز على مـن رامه ويطـول

رسا أصله تحت الثـرى وسمـابه

إلى النجـم فرع لا يُنال طويل

ومطلع قصيدة السموءل:

إذا المرء لم يدنس من اللوم عرضه

فكـل رداء يرتــديه جميـل

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها

فليس إلى حسـن الثناء سـبيل

وتروى هذه الحادثة غريبة : انه  في زمن زيارة الرحالة الجريء (هوبر) وجد صخرة ضخمة بها نقش مطول في أحد المواقع الأثرية ( يقال في قصر الحمراء بتيماء ) ونقلها على ظهر جمل إلى العلاء فمعان بالاردن فدمشق ومنهاإلى باريس ، واتضح في باريس أن النقش أرامي يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد ،وتوجد هذه الصخرة التي بها النقش حاليًا بمتحف اللوفر في باريس وتعرف بـ ( مسلة تيماء ) ومسجلة بهذا الاسم الآن 

ورش ميدانية لإحياء آثار "تيماء"
 وكانت قد أختتمت مؤخرا في محافظة تيماء بمنطقة تبوك فعاليات ورشة العمل الخاصة ببرنامج "لا يطيح" الذي نفذته الهيئة العامة للسياحة والآثار وبمتابعة لجنة التنمية السياحية بمحافظة تيماء وفقا لـ المدير التنفيذي لجهاز تنمية السياحة بمنطقة تبوك ناصر الخريصي وذلك بهدف تمكين المجتمع المحلي وتأهيل أبنائه من مزاولة حرفة البناء بالطين في القرى التراثية ومواقع التراث العمراني والحفاظ على هذه الحرفة من الاندثار.
و أثرى الورشة انضمام منسوبين من عدة جهات من القطاعين الحكومي والخاص المهتمين بالبناء وفق النمط المعماري التراثي التي تشتهر به محافظة تيماء