0
كتب : د عبدالله ناصر السدحان : 

الحزام الناري (الحلأ النطاقى) ويعرف أيضاً بالزوستر (H.zoster) أو Shingles وهو التهاب فيروسي يسببه نفس الفيروس المسبب للعنقز، لذلك من الممكن لأي شخص قد أصيب بالعنقز ان يصاب بالحزام الناري في فترة من فترات عمره، حيث يظل الفيروس كامناً وغير نشط في بعض خلايا العقد العصبية في جسم الإنسان وعند ثورانه ومعاودة نشاطه يصاب بهذا المرض.
إن عشرين بالمائة (20%) تقريباً ممن أصيبوا بالعنقز قد يصابون بالحزام الناري (الهربس زوستر) والغالبية منهم ولحسن الحظ لا يصابون به إلا مرة واحدة. وبالرغم من ان الأطفال قد يصابون بهذا المرض إلا انه ومما لاشك فيه انه ينتشر بين كبار السن (فوق الخمسين).
والمرضى الذين تنخفض مناعتهم لأي سبب من الأسباب يكونون أكثر عرضة للاصابة من غيرهم، وتكون الصورة الاكلينيكية (السريرية) أكثر حدة وقد تطول فترة شفائه.
ويصيب هذا النوع من الالتهاب الفيروسي حوالي ثمانين شخصاً من كل ألف شخص في العالم في فترة من فترات العمر، وعند أخذ العدوى من شخص مصاب فإنه يمر بفترة كمون بين 10- 20يوماً حتى تبدأ أعراض المرض بالظهور.
الأعراض.


وما هي أعراض المرض؟


ان أول أعراض هذا المرض هو الشعور بالألم أو الحرقان في سطح الجلد وقد يكون كالتقريص أو التحسس المفرط، وكل ذلك يكون متركزاً في منطقة محددة بأحد جانبي الجسم (الأيمن/ الأيسر) وقد يطول هذا الاحساس لفترة تصل إلى ثلاثة أيام قبل أن يبدأ الطفح الجلدي على شكل احمرار التهابي في نفس المنطقة وقد يصاحبه صداع شديد مع ارتفاع في درجة الحرارة.
ويتطور هذا الاحمرار إلى مجموعات من البثور الجلدية (مماثلة لبثور العنقز لكن عددها أكبر ومجتمعة) ويبدأ الصديد والدم بالتجمع داخل تلك البثور والفقاعات الجلدية، ومن ثم يبدأ بالجفاف ثم لا يلبث أن يبدأ بالزوال والتطاير مخلفاً بعض الاحساس بالألم أو الحرقة الجلدية التي قد يطول بقائها بعد الشفاء.
مكانه


وأين يظهر الحزام الناري على الجسم؟


- أكثر ما يظهر على الجسد والوركين وقد يصيب الوجه والذراعين والساقين، لكن من الممكن أن يصيب أي جزء من الجسم البشري لكنه غالباً ما يكون في أحد الجانبين فقط.
وفي بعض الحالات قد يصيب العين مما يسبب ألماً شديداً وقد يؤدي إلى مضاعفات من الصعب علاجها، لذلك من الأفضل متابعة العلاج لدى اخصائي العيون.
مضاعفاته



هل هناك مضاعفات؟


النيور الجيا أو الألم العصبي أو الحرقان على سطح الجلد بعد الشفاء من البثور هو أكثر ما يؤذي المرضى والذي قد يطول لأشهر أو حتى سنوات. ويصيب الأكبر عمراً بين المرضى، لذلك يجب الحرص على علاج ومتابعة الحالات مبكراً ما أمكن حتى نتجنب ذلك.
كما ان التهاب البثور بالبكتيريا قد يسبب تأخر الشفاء، لذلك ننصح في بعض الأحيان بعمل مزرعة واعطاء المضادات الحيوية اللازمة.
وعند انتشار البثور والفقاقيع المرضية على سائر الجسم لدى مرضى نقص المناعة يحتاج إلى عناية خاصة ومكثفة.




كيف يتم التشخيص؟


- يعتمد التشخيص على الصورة السريرية بشكل كبير، وقد يقوم طبيب الجلدية بعمل مسحة جلدية لفحصها تحت الميكرسكوب، أو يفرغ أحد محتويات البثور والفقاعات الجلدية لعمل مزرعة للفيروسات وهو بالتأكيد فحص لا يجدي نفعاً في الكثير من الحالات.


هل الحزام الناري معد؟


- من المعروف ان الفيروس المسبب للحزام الناري ينتقل للآخرين الذين لم يصابوا في صغرهم بداء العنقز مسبباً لهم الاصابة بالعنقز فقط، لذلك يعتبر الحزام الناري (H.zoster) أقل عدوى من العنقز، لكن قد يعدي عند محاولة إفراغ أو إزالة بعض بثور وفقاقيع الحزام الناري، كما يجب الحرص بإبعاد الرضع والأطفال ضعيفي المناعة من الاحتكاك بالمرضى المصابين بالحزام الناري.


هل يترك التهاب الحزام الناري ندب وآثار؟


- قد يترك آثارا أو ندبا في مكان الاصابة إذا صاحبها التهاب بكتيري عميق يصل إلى طبقات الجلد (الأدمة) لذلك يجب الحرص على معالجة الالتهاب البكتيري لمنع تكون تلك الندب.


وماذا عن العلاج؟


الحزام الناري غالباً ما يشفى خلال أسابيع ولكن قد يخلف الاحساس بالألم العصبي، ولكن إذا تم تشخيص الحالة مبكراً فمن الأفضل البدء في العلاج بمضادات الفيروسات مثل السيكلوفير أو الفالاسيكلوفير أو الفامسيكلوفير، وذلك لتخفيف وتقليل مدة الاصابة ولمنع تكون المضاعفات ما أمكن ذلك، وكلما كان مبكراً كان أفضل.
وفي بعض الحالات قد نلجأ إلى اضافة الكورتيزون وذلك لتخفيف الألم الشديد وبخاصة في الاصابة بمنطقة العينين أو العصب الوجهي، وربما نحتاج إلى اضافة أدوية وعلاجات للقضاء على الألم والاحساس بالحرقان على سطح الجلد.


 

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى