كتب : حسن محمد حاج
الصور البريئة للشاب خالد سعيد قبل ان تجره اجهزة الامن المصرية ، لاتشبه ابدا الصورة التي بدا عليها الفقيد بعد ان مر على ايدي اجهزة الامن ، والعينان السوداوان اللتان تعكسان الامل والطموح والاشراق ، لاتشبهان العينان الداميتان الصفراوان واللتان تيبست فيهما دماء الحياة بعد دقائق تعذيب علنية امام الناس وفي الشارع ، ولم يكن الفم الجميل في الصورة والمطبق على صفين من الاسنان البيضاء ، لم يكن يشبه الفم الذي انتشرت صوره والذي بدا وكانه تعرض الى الف رفسة بارجل اجهزة الامن المصرية وكان فمه الجميل داميا ومحطما ومشققا، وظهر وجه خالد المشرق سابقا وكأنه تعرض الى مسلخة بشرية على يد وحوش استعان بهم نظام كامب ديفيد والذي اقتصر عمله على تنفيذ رغبات الكيان الصهيوني .
هذه الجريمة التي كانت في وضح النهار وامام الناس تقول ان النظام الحاكم في مصر هو نظام خارج حدود التاريخ والبشر والقانون والحضارة والانسانية ، ولايوجد ابدا أي تبرير لهذه الاعمال الاجرامية الا ان يعترف النظام نفسه انه ليس سوى نظام مافيا يحكم دولة بكاملها ، يعذب وياسر ويستعبد شعبا من ثمانين مليونا من البشر ويسرق مالهم وارادتهم ، وان أي دفاع عن هذا النظام ليس الا نوع من الدفاع عن قتلة وسفاحين وشياطين يرأسهم قادة خانوا الله والوطن والشعب ، وباعوا الوطن عبيدا وعمالا وارضا وسماء وماء ، وان من يسوس هذه الحكومة هم مجموعات لايهمهم سوى ارضاء حاكم مهووس مريض متفرعن ونرجسي مغرور، ومعه طاقم من تماسيح لاتشبع.
بأي حق يساق شاب من بين اصحابه ثم يضرب رأسه بالجدار ويرفس وجهه حتى الموت ليصبح جثة هامدة ويلقى ثانية بين اصحابه ، وبعد ذلك يبرر جهاز الامن عمله الاجرامي بان الشاب خالد سعيد انتحر بسبب تناوله كيس بانجو ، واذا كان الشاب الضحية انتحر بكيس البانجو، فاين هو اللون الازرق الذي يلون وجهه المختنق ، ومن هو الذي كسر جمجمته وهشم وجهه وحطم اسنانه ومزق فمه ، وفي أي دولة تدعي ان فيها قانونا يصرف هذا التبرير المقيت والكذب الوقح المرعب،والمؤلم وبعد النهوض الدولي للتنديد بجرائم النظام الموغلة في الاجرام ، فان النظام الامني يفكر جديا في الاعتذار ،على ان الجريمة تمت بسبب التشابه بالاسماء كعادة هذا النظام ، وزيادة في الاجرام فان النظام الامني قام بفتح مواقع على الفيس بوك للتنديد بقتل الشهيد، ووراء ذلك الموقع اجهزة امنية هدفها معرفة المعارضين والناشطين من اجل تمريرهم على مجازر العقاب الامنية، ولهذا فقد فكرنا رسميا بفتح موقع خاص لاتطاله اجهزة الامن الظالمة .
قاتل الله دولة الكيان الصهيوني والتي بسببها ركب ظهورنا قادة من اوسخ ماعرف التاريخ فنهبوا الدول وسرقوا الشعوب واهانوا كل صاحب عزة وكرامة وكل هذا باسم قانون الطواريء ، وباسم مكافحة الارهاب ، وباسم اتفاقية كامب ديفيد ، والعجيب الغريب ان احكام الطواريء لم تصنع طلقة رصاص واحدة من اجل ازالة دولة القراصنة الصهيونية ، ولكنها صنعت اجهزة امنية تسجن الشعب وتحول جيوشها الى كلاب حراسة لدولة القراصنة ، ولولا هؤلاء القادة المجرمون لما استمرت دولة القراصنة يوما واحدا ، بل وانها تستمد شرعيتها من اعتراف هؤلاء القادة بها .
لقد مللنا من التجارة بالشعارات ، والاتفاقيات ، ودماء الشهداء ، والتجارة بالاوطان ، فمتى يضيء ضوء امتنا كما اضاء منذ اربعة عشر قرنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم