0
صورة خاصة باليونيسف



مقديشو (زوايا) فرتون شفد

كان بين الأمهات العديدات اللاتي جئن مع أطفالهن إلى موقع حملة أيام صحة الطفل، عدد قليل جداً من الآباء وكان عبدي إبراهيم واحداً منهم. وقد جاء في وقت مبكر من صباح اليوم مع ابنته، صحارى، البالغة من العمر 16 شهراً للتأكد من أنه قد تم تطعيمها ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها.
ولا توجد مرافق للرعاية الصحية الأولية هنا في قرية هايايابو التي تقع في منطقة جبلية على مشارف مدينة بوروما وعلى مقربة من الحدود مع اثيوبيا. ومع ذلك، فإن مبادرة أيام صحة الطفل – بدعم من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية – تتيح للأطفال والنساء الذين يعيشون في مثل هذه المناطق المحرومة الحصول على التدخلات الصحية المجانية. وبالرغم من أنه قد تم بالفعل الوصول إلى مئات الآلاف من الصوماليين في الجولات السابقة من هذه الحملة، إلا أنه ما زال يتعين القيام بالمزيد من العمل.
صورة خاصة باليونيسف

امرأة تأخذ لقاح ضد التيتانوس خلال حملة أيام صحة الطفل في قرية هايايابو، في شمال غرب الصومال.

الخروج من مأساة
جاء السيد إبراهيم ليعرف من السيارات التي تجول حاملة لافتات الحملة ومكبرات الصوت عن الخدمات الصحية المتاحة لابنته. وقال: "كنت سعيداً جداً لمعرفة أن الفريق سوف يأتي إلى قريتنا، لقد كنت أنتظر مجيئهم، وكنت واحداً من أول الذين أتوا إلى الموقع".
إن إصرار السيد إبراهيم على ضمان بداية صحية لصحارى هو نتيجة لتجربة مأساوية عاشتها أسرته مؤخراً. فمنذ ستة أشهر، ماتت ابنته، نجاة، البالغة من  العمر سنتين من جراء الحصبة.
 وقال السيد إبراهيم: "لم أقم بتطعيم نجاة لأن العيادة بعيدة، ولم تكن هناك فرق مثل هذه تصل إلى قريتنا"، مضيفاً أنه لا يزال يلوم نفسه على وفاة نجاة. "لقد مرضت ابنتي أثناء سفري، وعندما عدت الى المنزل، كانت مريضة جداً منذ ثلاثة أيام, وكانت تعاني من حمى وتوقفت عن تناول أي طعام حتى طعامها المفضل. وقد حاولت أن أجعلها تشرب الحليب، ولكنها تقيأت كل شيء." توفيت نجاة بعد مرضها الذي دام ثمانية أيام.
وحملة "أيام صحة الطفل" تقدم خدمات التطعيم ضد فيروس الحصبة القاتل. وتقدم أيضاً تطعيمات ضد شلل الأطفال والدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس، كما تقدم خدمات فحص حالة التغذية لكل طفل، وتقدم الدعم من فيتامين (أ)، وأملاح معالجة الجفاف، وأقراص تنقية المياه، كما يتم تلقيح النساء في سن الإنجاب ضد التيتانوس الوليدي.
صورة خاصة باليونيسف

عبدي إبراهيم، وهو أب لأربعة أطفال، يحمل ابنته "صحارى" البالغة من العمر 16 شهراً أمام كوخ مؤقت تعيش فيه الأسرة في قرية هايايابو، بالقرب من بوروما في الصومال.

'الحياة صعبة للغاية'
والسيد إبراهيم هو في الأصل من مقديشو، عاصمة الصومال، ولكنه نزح منها في بداية التسعينات عندما مزق العنف أوصال المدينة. وبعد أكثر من عشر سنوات، عاد إلى مقديشو وفتح محل حلاقة هناك، ولكنه سرعان ما حوصر في منطقة الصراع مرة أخرى. وفي عام 2006، وبعد أن أصيبت شقيقة السيد إبراهيم في القتال، اضطرت الأسرة إلى الفرار من مقديشو مرة أخرى – ولم يرجع إليها منذ ذلك الحين.
ويعيش السيد إبراهيم الآن مع زوجته الحامل وأطفاله الأربعة في كوخ مصنوع من قطع قديمة من الخرق في قرية هايايابو، في شمال غرب البلاد. وقال عن القرية الفقيرة: "السلام هو الشيء الوحيد الجيد في الحياة هنا الآن، ولكن الحياة صعبة للغاية."
وتعيش الأسرة المكونة من ستة أفراد، وقريباً سيصبحون سبعة أفراد – بشكل رئيسي على دخل السيد إبراهيم والذي يبلغ حوالي دولارين اثنين يومياً، وهو ما يكسبه من عمله في محل حلاقة محلي. وهو بالكاد يكفي لتلبية احتياجات الأسرة الأساسية. وقال السيد إبراهيم: "لدينا وجبة جيدة واحدة في اليوم، وعادة تتكون من الأرز أو الذرة، ولكنني لا أستطيع شراء اللبن أو اللحم لأطفالي.
ولقد كان يحاول منذ شهور أن يوفر المال لشراء غطاء بلاستيكي لتغطية الكوخ من المطر، ولكنه حتى الآن غير قادر على ذلك. ولإعالة الأسرة، تصنع زوجتي وجبات خفيفة وتبيعها في مدرسة قريبة. وقد خرجت للعمل اليوم ولذلك أحضرت أنا صحارى للتطعيم."
وظروف المعيشية في القرية سيئة للغاية. فعلى الرغم من أنها ليست بعيدة جداً عن البلدة الرئيسية، فإن الخدمات الاجتماعية الأساسية غير متوفرة، بما في ذلك المياه الصالحة للشرب والرعاية الصحية الأولية. وأقرب مكان للحصول على المياه الصالحة للشرب يبعد أكثر من 2,5 كيلومتر، مما يجعل الحياة اليومية صعبة وخدمات الصحة والنظافة غير متاحة بشكل مستمر.
شريان الحياة للأطفال
في هايايابو وقرى أخرى تقع خارج نطاق البنية التحتية الصحية المحدودة للغاية في الصومال، تمثل حملة أيام صحة الطفل شريان الحياة للأطفال – وآبائهم وأمهاتهم.
وبفضل الحملة، قال السيد إبراهيم إنه لم يعد عليه أن يخاطر بصحة أولاده، "أنا أدرك الآن أهمية التطعيم ولن نرتكب نفس الخطأ مرة أخرى ومن الآن فصاعداً، سوف أتأكد دائماً من أن أطفالي يأخذون التطعيمات."
وتستهدف هذه المبادرة الضخمة أكثر من 1,6 مليون طفل دون سن الخامسة وأيضاً 1,8 مليون امرأة في سن الإنجاب في جميع أنحاء الصومال. وهي تتكرر كل ستة أشهر لضمان أقصى قدر من التأثير الإيجابي على حياة الأطفال. ويتم دعم أيام صحة الطفل في الصومال من خلال مساهمات شركاء اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية؛ الوكالة الدولية السويدية للتعاون التنموي، ووزارة التنمية الدولية البريطانية، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين، وحكومات اليابان والدنمارك والنرويج.





إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى