حكمت محكمة سودانية الخميس بالسجن لفترات تتراوح بين سنتين وخمس سنوات على ثلاثة من صحافيي "رأي الشعب" التابعة لحزب "المؤتمر الشعبي" المعارض لنشرهم مقالات تتضمن معلومات اعتبرت "كاذبة"، على ما افاد محاميهم.
وكانت السلطات السودانية اوقفت في منتصف ايار صدور هذه الصحيفة التابعة لحزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي الذي افرج عنه قبل عشرة ايام.
واوقف السلطات اربعة من صحافيي "راي الشعب" بينهم مدير التحرير ابو زر علي الامين بتهمة نشر معلومات "كاذبة" في مقالات تشكك بشعبية البشير الذي فاز في انتخابات نيسان وتتحدث عن وجود مصنع في السودان ينتج اسلحة لايران ولحركة حماس الفلسطينية.
وحكم على ثلاثة من الصحافيين الاربعة الموقوفين الخميس بموجب المادتين 50 و66 من قانون العقوبات الصادر في 1991 في اعقاب انقلاب 1989 الذي قاده البشير حينها بدعم من حسن الترابي.
وتعاقب المادة الاولى على ارتكاب جريمة ضد الدولة بهدف تقويض النظام الدستوري، والثانية على نشر معلومات كاذبة.
وحكم على مدير تحرير الصحيفة ابو زر علي الامين بالسجن خمس سنوات، كما قال محاميه عبد المنعم عثمان ادريس لدى خروجه من محكمة الخرطوم-شمال الجنائية.
وحكم على اشرف عبد العزيز وطاهر ابو جوهرة بالسجن سنتين لكل منهما. وتم الافراج عن الصحافي الرابع رمضان محجوب.
وقال المحامي: "طلبنا من العدالة الرافة بالمتهمين مستذكرين ان الرئيس البشير اصدر عفوا بحق الاشخاص الذي هاجموا ام درمان في حين لم يهاجم هؤلاء الصحافيين احدا بالاسلحة بل يقتصرون على استعمال اقلامهم".
وتابع ادريس: "لا يمكننا ان نقبل هذا ولذلك سنستانف احكام المحكمة"، مؤكدا ان القضاء السوداني قرر مصادرة الصحيفة وممتلكات الشركة التي تملكها.
وقد شن متمردو حركة العدل والمساواة في دارفور هجوما في ام درمان في ايار 2008 وامر الرئيس البشير في شباط بالافراج عن خمسين متمراد شاركوا في الهجوم غير المسبوق.
وانسحب عدد من محامي الدفاع في حزيران من قضية "رأي الشعب" احتجاجا على عدم سماح المحكمة لهم بتقديم شهود يدفعون ببراءة الصحافيين.
وتمت المصادقة في تشرين الاول الماضي على قانون يكرس "حرية الصحافة" في حدود احترام "الامن القومي" و"الاخلاق العامة".
لكن في منتصف ايار وبعد الانتخابات الوطنية في نيسان شددت السلطات رقابتها على وسائل الاعلام.
وفرضت الاستخبارات السودانية مجددا في مطلع تموز الرقابة على الصحافة واغلقت صحيفة الانتباهة التي تؤيد انفصال جنوب السودان في حين يقوم الرئيس البشير بحملة من اجل وحدة البلاد استعدادا للاستفتاء في كانون الثاني حول خيار استقلال تلك المنطقة.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم