زوايا : متابعات : محمد الوادعي
دعا عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إلى عدم الرهان على مقترحات المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل لاستئناف المفاوضات بين السلطة والاحتلال الصهيوني، وأكد أنها ليست إلا مقترحاتٍ صهيونيةً قدَّمها له نتنياهو، تشكِّل في جوهرها خطوةً التفافيةً تعيد إنتاج القديم في المواقف الصهيونية للتهرُّب من وقف عمليات التهويد و"الاستيطان".
وقال الرشق- في تصريح صحفي مكتوب- إن المنطقة تشهد تحركاتٍ سياسيةً ملحوظةً، تدور ما بين عدد من العواصم وواشنطن، في مسعى حثيث بات واضحًا للعيان لإعادة استئناف ما يسمَّى بالعملية التفاوضية بين سلطة عباس في رام الله والطرف الصهيوني، وأنه في سياق تلك التحركات جاءت الزيارة الأخيرة للسيناتور جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للمنطقة، ولقاءاته في القدس المحتلة ورام الله، بعد المشاورات التمهيدية التي أجراها خلال الأيام الماضية ديفيد هيل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط، والعضو بمجلس الأمن القومي الأمريكي دانيال شابيرو مع المسئولين الصهاينة ومع بعض أركان سلطة أوسلو في رام الله.
وأضاف: "إن ميتشل لا يحمل في جعبته من جديد سوى مقترحات صهيونية قدَّمها له نتنياهو، تشكل في جوهرها خطوةً التفافيةً تعيد إنتاج القديم في المواقف الصهيونية؛ للتهرب من وقف عمليات التهويد و"الاستيطان"، من خلال إعلان نتنياهو أنه يوافق على تسوية مرحلية بإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود مؤقتة"، وعلى أن يقدم الكيان رشوات تفاوضية لسلطة رام الله تحت عنوان سلسلة من "البوادر الحسنة"، وتتضمن إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين وإزالة حواجز عسكرية (تخفيف عددها من أربعمائة مثلاً إلى ثلاثمائة)، وتسليم سلطة رام الله المسئولية الأمنية عن مناطق معينة بالضفة الغربية".
وحذَّر الرشق من عودة سلطة عباس في رام الله إلى طاولة المفاوضات، وقال إنها ستشكل مجددًا غطاءً لتهويد القدس، وتساءل: "عن أي مفاوضات يتحدثون والعدو الصهيوني قرَّر انتهاج ثلاث سياسات خطيرة في وقت واحد، وهي تهويد القدس وسرقة المقدسات، والاستمرار في بناء "المستعمرات" وزيادة مساحاتها، وإبعاد أبناء الشعب الفلسطيني من مواليد قطاع غزة من داخل فلسطين إلى خارج مناطق القدس والضفة الغربية، باتجاه قطاع غزة وحتى إلى خارج فلسطين؟!".
واتهم الرشق الإدارة الأمريكية بعرقلة جهود المصالحة الفلسطينية، وقال: "إن الولايات المتحدة تعمل أيضًا- ومن خلال الضغوط على سلطة أوسلو- على عرقلة جهود المصالحة الفلسطينية"، وأكد أن التحدي الذي يواجه الجهود المصرية للمصالحة الفلسطينية يتمثل في الشروط الأمريكية وسياسة السلطة الفلسطينية في رام الله؛ التي لا تريد إلا أن تستمر في التنسيق الأمني ورفض التعاطي مع متطلبات الوحدة وجهود المصالحة".
وأضاف أن طريق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام يمر عبر طريق واحد عنوانها؛ رفض الشروط والإملاءات الأمريكية والصهيونية على المصالحة، وإنهاء مهزلة المفاوضات العبثية، والعودة إلى مربع الشعب الفلسطيني وخياراته الوطنية.
ومن جهة اخرى وصف المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فوزي برهوم زيارة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل للمنطقة، اليوم؛ بأنها زيارةٌ شكليةٌ فارغةُ المضمون، لا قيمة لها؛ لأنها لن تقدِّم شيئًا للشعب الفلسطيني.
وأكد برهوم- في تصريح صحفي مكتوب اليوم- أن هذه الزيارة تأتي في إطار الانجرار الأمريكي وراء السياسة الصهيونية والضغط على سلطة "فتح" لتقديم المزيد من التنازلات إلى العدو، وتحديدًا بعد مواقف أوباما المتراجعة في لقائه الأخير مع نتنياهو.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم