الرياض (زوايا) سارة الأسمري
أثبتت دراسة علمية سعودية بأن المجتمعات الخليجية بعد شهدت تنمية بشرية حقيقة أثمرت عن وجود فئات مثقفة وجيل جديد واعٍ أبدت اهتماماً متزايداً بالمشاركة المدنية من خلال العمل التطوعي، إلا أن هذه الفئات لا تزال جديدة ومحدودة في المجتمعات الخليجية.
وأشارت الدراسة التي قدمتها الدكتورة ريهام أحمد خفاجي الباحثة بالمركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد" ضمن جلسات المؤتمر التاسع للجمعية الدولية لأبحاث القطاع الثالث والذي يعقد حالياً باسطنبول بتركيا تحت عنوان "مواجهة الأزمات.. الفرص والتحديات التي تواجه القطاع الثالث ومؤسسات المجتمع المدني" اشارت إلى أن القطاع الخيري الخليجي يواجه صعوبات متعلقة بغياب ثقافة التطوع في المجتمعات المحلية، موضحةً أن هناك مشكلة دائمة في حفز المواطنين على الاشتراك.
وكشفت الدراسة المعنونة بـ"تحديات العمل الخيري الخليجي.. بنيوية ومحلية ودولية" بأن هناك غياب للحملات الإعلامية الكافية لحشد الطاقات التطوعية، في حين أن المشاركة المدنية ليست من أولويات المناهج التعليمية. موضحة بأن هناك تصور سائد حول انفراد المؤسسات الدينية بالعمل التطوعي وربطه بها.
وطالبت الدراسة بالتركيز على بلورة تعليم وتوعية عامة فعالة عن العمل الخيري، فضلا عن العمل على صياغة ثقافة تدعم المشاركة المدنية والمسؤولية الاجتماعية بين الشباب الخليجي، من خلال تدريس مقررات تعليمية حول أهمية الانخراط في الأنشطة المدنية، ودعم مشروعات صغيرة للشباب، إلى جانب توفير تغطية إعلامية واسعة وهادفة للأنشطة الخيرية يساعد على الالتفات للجهود الإيجابية والسعي للمشاركة فيها.
وأكدت الدراسة على عقد دورات تدريبية، والعمل على تغيير النظرة للعمل الخيري من اقتصاره على الدور الخدمي باتجاه تفعيل الدور التنموي، موضحة في إطار نشر ثقافة التطوع بضرورة التركيز على البعد الرسالي في العمل الخيري والعمل على توجيهه فكرياً وشرعياً.
وأبرزت الدراسة أهمية الاهتمام بحركة البحث العلمي في مجال العمل الخيري باتجاه إعادة قراءة تاريخ العمل الخيري والأوقاف، وإحياء الاجتهاد الشرعي في مسائل الوقف، وعلاقة العمل الخيري والوقف بالتنمية، فضلاً عن القضايا العملية مثل الجوانب الإدارية والقانونية، كما استعرضت الدراسة أهمية العلاقة بين المؤسسات الخيرية والقطاع الخاص، حيث جهود الجمع بين الخبرة العملية والقدرة المالية.
يشار إلى أن المؤتمر التاسع للجمعية الدولية لأبحاث القطاع الثالث والذي تنظمه الجمعية الدولية لأبحاث القطاع الثالث بأمريكا (ISTR) بالتعاون مع جمعية القطاع الثالث التركية، وجامعة قادر هاس باسطنبول يشهد استعراض جملة من الأبحاث الخاصة بواقع العمل الخيري في الدول الخليجية.
جدير بالذكر بأن المركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد" ومقره جدة أنشئ لتلبية الحاجة الماسة لتأسيس مركز بحثي رصين يقوم على أسس موضوعية ومنهج علمي ويعتني بدراسات العمل الخيري من كافة جوانبه، سعياً لرصد حجمه، وتقدير آثاره، وتطوير جهوده، وتقويم مساره، وتوجيهه نحو المزيد من العطاء والإنجاز، وقد تبنّت كوكبة من العلماء والأكاديميين ورجال الأعمال المعنيين بمسيرة العمل الخيري فكرة إنشاء هذا المركز ليكون أول مركز بحثي معني بدراسات العمل الخيري.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم