0

  بقلم :حسن محمد حاج : مقديشو 

شكلت الاميرة الراحلة ديانا عقدة كبيرة في حياة طالبات الشهرة في العالم ، واصبحت سيرتها مجال محاكاة لدى صاحبات النفوذ في العالم وخاصة في عالمنا العربي ، وكانت ازيائها المختارة ، وطولها الفارع النحيل بمقاييسه النادرة عقدة كبيرة جدا للعديد من نساء الزعماء العرب واللواتي يعتقدن ان مجرد التشبه بالراحلة ديانا سيجعلهن مجال السباق والدعاية التلفزيونية ، وهن وبسبب انقطاعهن عن الاعلام العالمي والذي لايرونه الا من خلال مقاطع مسجلة مقتبسة ومشتراة من هنا وهناك من قبل طاقم محيط بهن وضعهن في قفص اعلامي ضيق مع ازواجهن، فانهن لايعرفن ابدا مدى  السخرية التي ينلنها من الصحف والاعلام ورجل الشارع العربي ونقمته وكمية السباب التي ينلنها ، وهذا المرض التنافسي الذي اصاب زعيمات الزعماء العرب لم يوصل ايا او اية من هؤلاء السخيفات الى مكانة عالمية بالرغم من رشوة وشراء الكثير من وسائل الاعلام العربية والعالمية وبرضى كامل من ازواجهن اصحاب النخوة العربية الاصيلة والتي تدفعهم الى تعرية زوجاتهم ليقال عنهم انهم متحررون من الدين او الشرف لتختم الصهيونية على اقفيتهم بذلك، فالراحلة ديانا كانت شخصية عالمية بذاتها وهي التي رفعت من شان ولي العهد البريطاني ومن شان الجمعيات الانسانية في العالم ، وهي من اصول بريطانية عريقة جدا لاتقل ابدا عن الاصول الملكية نفسها ولم تات من صالات للحلاقة او الارصفة ، اضافة الى ان شخصيتها الفذة هي الشخصية الاصلية وليست المتكلفة ، وأما من جاء بعدها ملتمسين طريقها فليسوا الا نسخا مشوهة باهتة ونتيجة تصنيع محلي تافه ورخيص  خاصة وان انتماء هؤلاء الزعيمات الجدد الى انظمة ديكتاتورية يقاس فيها ثمن فساتينهن  بعظام ولحوم ودماء الاف الاطفال الفقراء والمشردين والجوعى وتنهدات الاف المظلومين وسجناء الراي والذين لايرون شمس الحرية منذ عشرات السنين، كما وان ديانا كانت تتمتع بقدر كبير جدا من الجمال الطبيعي الى جانب الشخصية الجذابة والثقافة العالية وهو امر تخلو منه النسخ التقليدية العربية  مضافا لكل هذا هي تلك الروح الانسانية والتسامح الذي حظيت به من ناقديها وهو مااشعل الحرارة في ناقديها ومعجبيها ، في الوقت الذي تحاط به الزعيمات العربيات بمجموعات من الذئاب والكلاب البشرية وقطاع الطرق وتجار الواسطات والمصالح المالية والمافيا العربية اضافة الى كل من يصلها من عائلتها الكريمة والذين يتمتعوا بكراهية هائلة من ابناء الشعب بسبب الافواه الحيتانية التي تبتلع المحيطات ولاتشبع ، هذا اضافة الى ان الاميرة ديانا اصلا ترتدي لباس حضارة وتقاليد وعادات تختلف عن تلك التي تحملها تلك الزعيمات المتعريات، والنتيجة ان الراحلة  ديانا، رحلت عنا وتركت لنا نسخا من مقلديها اقرب الى الغربان وطائر اللقلق والبلشون والغوريلات منهن الى الاميرة الراحلة ، وكلما كبرن بالسن وبانت اخاديد الحياة على وجوههن فانهن يرفعن فساتينهن تقصيرا لينشغل الناظر اليهن بسيقانهن اللقلقية بدلا من الانشغال بالنظر الى وجوههن ، وكلما تقدموا بالسن فان مستوى الفستان يقترب من الاماكن الخطرة جدا وازدادوا تصابيا ومراهقة  .
كان من المفروض ان نكون اكثر توسعا ونحن طبقة الكتاب نتناول السيقان الملكية والاميرية والرئآسية ولكن الاحكام التي صدرت بشيخ من شيوخ القانون وبرائد من رواد حقوق الانسان  في بلد عربي، ومدتها ثلاث سنوات بتهمة كبرى وهي النيل من هيبةالامة ، والمدهش انه نال من هيبة الامة وهو محتجز في منفردة من منفردات احد السجون السياسية والتي لاتخضع للشروط الانسانية ابدا ، هذه الهيبة والتي لاأحد يعرف مقاييسها لأننا نستجيب لكل شروط الاذلال وانواع متباينة ومتضاربة من مزاج القضاة والاحكام العسكرية العرفية والتي لاتشمل ابدا السيقان الملكية. الامر المثير للجدل ان هذه الاحكام التي نالت من مفكر عربي حر مرت على المواطن العربي والاعلام العربي والمثقفين العرب وشعرائهم وكتابهم واحرارهم وكانها خبرا عارضا لسجن مجرم في مجرة درب الزبالة، وهي جريمة اخلاقية كبرى بحق كل كاتب يدعي ان فيه ذرة من الادب او العلم او الاحساس  ورضي التزام الصمت  فكانوا بسكوتهم جزءا من آلة اغتيال الكلمة ووأدها من اجل تسعير الفساد العربي وتحت غطاء هيبة الامة ، في الوقت الذي يتناول فيه اعلامنا العربي الظلم الصهيوني والذي هو اقل قسوة من الظلم العربي على ابنائه والذي يصور لنا على انه في غاية الاجرام وهو يمنع المعتقلين والمناضلين من رؤية قناة الجزيرة ، وكأن السجين السياسي العربي يعيش في سجون العدالة العربية وفي سجون اشبه ماتكون ببرج العرب في دبي ذو السبع نجوم ذهبية ، هذا الازدواج في التعامل من مايسمى احرار العرب الذين صمتوا منعني بالواقع من ان اكتب بحرية عن سيقان احدى الملكات العربيات  حفاظا على هيبة الامة وهي الملكة التي حضرت حفل زفاف اميرة السويد فكتوريا  ، فالسيقان الملكية ادامها الله  هي جزء مهم وعزيز وغال من هيبات امتنا في بلدان الهيبات والشيبات العربية والتي تظهر امام الاعلام بشكل يسيل له اللعاب  ، وبالرغم من اباحة تلك السيقان بعد نتفها وحلسها وملسها وصقلها وتلميعها ودهنها وتشميسها لكل من هب ودب من زعماء الامم ، الا انها تصبح حرما مقدسا في بلداننا لايجوز ابدا الاقتراب منه الا بخشوع واجلال  لذات السيقان الملكية ، وامتداحها وكتابة القصائد عنها ، لانها في الواقع تبدو وكانها الانجاز الوحيد لاصحابها ولامتنا في وقت اصبحت فيه الدخل الاقتصادي لدولة اسرائيل اكبر من مجمل الدخل الوطني للدول العربية بعد حذف الدخل الوطني من الثروات المعدنية وعلى راسها البترول والغاز ، والتي لولاها لكان قادة العرب المنتفخين اليوم يجوبون البلاد الاوروبية يرقصون على الطبول من اجل التبرع لهم بطعام الغد،ومن يتناول هذه  السيقان بسوء فان الاف الكلاب البشرية مستعدة ان تنهشه ، وهي كلاب بشرية مدربة يحميها القانون دفاعا عن هيبة الدولة  .
ان الدول العربية لاتشعر بهيبتها الا في تكميم الافواه والتغني بشعارات المقاومة والصمود والشرف والامجاد ، وهي دول في غالبيتها بلا كرامة ولاشرف ، ولو كان فيها ذرة من الكرامة او الشرف لانتفض الحكام العرب وجيوشهم المنتفخة لانقاذ اعراض امتنا المنتهكة امام الاعين في فلسطين والعراق وغيرها ، وعلى العكس من ذلك فان رجولة وهيبة الدول لدينا لاتنال الا من الشرفاء وصفوة امتنا ، فعذرا منك ايتها الهيبة العربية الذليلة والمباحة والمداسة والمهانة ، واسمحي لي بحق الرد في الوقت المناسب.
ان هيبة الامة لاتكون ابدا الا في دولة تحترم نفسها في اطار دستور برلماني ديمقراطي يتحول فيه الحاكم المنتخب الى خادم للشعب مع نزع كل الهيبات منه ومحاسبته اذا اخطأ وشنقه ان تعامل او خان ، اما تلك الدول والتي تظن انها دولا مستقلة يرعاها دستورا كتبه الحاكم ويعطيه الحق في ان يحل البرلمان ويهزء اعضائه ويقودهم الى محاكم متعددة للانتقام منهم ، فهي دول تحظى بدستور العبيد الذي يؤسس لمقاطعات العبيد الذين منحوا بعض فتات الخبز ، وهي دساتير مخالفة لقوانين الحريات التي اسست عليها المجموعات والمنظمات الدولية ولقوانين البشر ورعاياها اغنام في حظيرة الحاكم العربي ، مهمتها الدعاء للحاكم بطول العمر منتظرين دورهم في مسالخ العبودية او يرددون عبارات الشكر لحاكم هو اقل من خادم للدول الاوروبية في حالة خنوع منقطع النظير ، وحالة نفاق واضحة نالت وبامتياز من سخرية الامم .


 الصورة : حسن حاج

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى