0
مصر : قناة إخبارية «عربية مصرية احترافية» العام المقبل


القاهرة :سها النقاش: موقع "الصحفي العربي"
في الدور الرابع من المبنى الرئيسي لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، أنهى الطاقم الهندسي والفني الألماني العمل على تجهيز الأستوديو المركزي للقناة الإخبارية المصرية الجديدة التي من المتوقع إطلاقها في غضون أشهر قليلة. ولم يعلن رسمياً بعد عن تاريخ محدد لإطلاق القناة الجديدة لكن يرجح أن يتم ذلك مع مطلع 2011.

تخرج القناة الإخبارية المصرية الجديدة من قلب ساحة إعلامية تعج بالقنوات الخاصة والعامة، إلا أنها تخلو من منبر تلفزيوني إخباري يحمل صوت القاهرة السياسي إلى الفضاء بمعايير مهنية موضوعية وشروط تقنية حديثة. ولسنوات عدة، كانت قنوات بعينها كـ«الجزيرة» مستأثرة بثقة المشاهد المصري الباحث عن أخبار اعتاد التلفزيون الرسمي أن يتجاهلها. لكن حرب تموز 2006 في لبنان ثم الحرب على غزة 2009 كانتا حاسمتين في إظهار ضرورة وجود قناة إخبارية تقول ما هو مختلف عما تبثه «الجزيرة»، بناء على أرضية سياسية إقليمية تموج بتحالفات وتوازنات غدا الإعلام طرفاً ضالعاً فيها أكثر من أي وقت مضى.

ويعلن رئيس قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري الكاتب الصحافي عبد اللطيف المناوي والمسؤول عن إطلاق المشروع، في حديث للـ«سفير» أن الهدف من إطلاق قناة إخبارية مصرية هو «ببساطة أن يكون لمصر الأداة المناسبة للتعبير عن مواقف الدولة المصرية بما لها من حضور وتأثير ودور» . وبشأن التساؤل المتداول عن سبب تأخر مصر في الإقدام على إنشاء قناة إخبارية بالمفهوم العالمي الحديث، يقول المناوي: «الرد على هذا التساؤل هو ما نقوم به الآن. لماذا ليس لدينا حتى الآن؟ لا أريد الخوض في الأسباب لكن أذكر في هذا الصدد القول الشهير «أن تكون موجوداً متأخراً أفضل بالتأكيد من ان لا تكون موجوداً إطلاقاً». أمامي خياران: إما أن انضم لمعسكر المتسائلين عن أسباب عدم وجود قناة إخبارية مصرية أو أنضم للفريق الذي أقر بعدم وجود قناة إخبارية مصرية وقرر العمل لإنشائها».

وعلى الرغم من وجود قنوات إخبارية عربية قوية على الساحة الإعلامية، إلا أن «المنطق الذي يحكمنا ليس منطق الخروج بقناة للرد ولا الخروج للمنافسة، ما يشغلنا في الأساس هو تقديم خدمة مهنية يرضى عنها دافع الضرائب صاحب هذه المحطات والقنوات وهدفها محطة مصرية عربية إقليمية. هدفنا أن تكون هذه القناة هي المصدر الرئيسي للجمهور المحلي والمصدر الرئيسي للموقف المصري والحالة المصرية عند الجمهور الخارجي».

وعلى الرغم من تحفظه على الإعلان عن تفاصيل ما ستكون عليه القناة الإخبارية الجديدة، مفضلاً أن «يتحدث العمل عن نفسه» عندما يظهر للجمهور، يكرر المناوي كلمة «المهنية» التي يحرص على أن تكون المعيار الأهم للحكم على عمل القناة، لافتاً إلى أنه «لا توجد قناة بدون أجندة سياسية»، معلناً أن أولويات القناة الجديدة ستحددها «أجندة مصرية بمفهوم مصلحة الدولة والمصلحة العامة ومصلحة الأمة والمصلحة العربية ولكن بالرؤية المصرية»، وذلك في إطار مفهوم إعلام الدولة بمعناها الوطني الأشمل.
وينفي رئيس قطاع الأخبار المصري أن يكون لإطلاق القناة علاقة بالاستحقاقات الانتخابية البرلمانية أو الرئاسية المرتقبة في مصر، مشيراً إلى أن دراسة إنشاء القناة بدأت في 2007-2008 ومن ثم اتخذ القرار بالتنفيذ وتواصل العمل حتى تسارعت الوتيرة خلال الأشهر الستة الماضية للتحضير للإطلاق الفعلي للقناة.

ويشرح أن مشروع قناة الأخبار المصرية الجديدة لم يبدأ من الصفر، فقد سبق وأنشأ اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري عام 1998 قناة «النيل للأخبار» ضمن باقة من القنوات المتخصصة في مجالات الدراما والمنوعات والرياضة والثقافة التي حملت اسم «النيل»، لكنها لم تمنح الإمكانيات اللازمة للقيام بمهمة تمثيل مصر إعلامياً عبر قناة تلفزيونية إخبارية عصرية توازي الثقل السياسي والحضاري الإقليمي لمصر.
وكان المناوي قد أعلن مؤخرا في ندوة في كلية الإعلام في جامعة القاهرة عن عدم رضاه عن مستوى قناة «النيل للأخبار» بشكلها الحالي قائلاً إنها لا تليق بمصر، كما نقلت عنه صحيفة «الأخبار» المصرية.

ويقوم مشروع القناة الإخبارية المصرية الجديدة جزئياً على بنية قناة «النيل للأخبار» حيث يستخدم المقر والأستوديو الرئيسي للقناة بعد خضوعهما لتجديد جذري. كما يستخدم التردد نفسه على قمر «نايل سات». ويبقى العاملون من محررين ومخرجين ومذيعين وإداريين وقد أنهى جانب منهم تدريبات على يد خبراء بريطانيين لاستخدام نظام غرفة الأخبار الجديدة. أما مصير الموظفين الباقين فيبقى معلقاً لحين البت والإعلان عن أسس العمل تحت اللافتة الجديدة.

وبخصوص مدى استعداد الكوادر المصرية لتحقيق المرجو من الشاشة الجديدة يقول المناوي إن «الاحتراف الذي صنع نجاح محطات فضائية عربية كبرى وشاركت فيه خبرات عربية وأجنبية كان أحد عناصره الرئيسية كفاءات مصرية» معرباً عن الثقة في أن هذه الخبرات ستكون «قادرة على تحقيق معادلة الاحتراف على أرض الوطن».

وفي إطار التأكيد على البعد العربي والإقليمي للشاشة المصرية الجديدة تتردد أنباء عن الاستعانة بعدد من الصحافيين التلفزيونيين المصريين المهاجرين الذين حققوا سمعة مهنية طيبة حيث كانت صحيفة «المصري اليوم» قد تحدثت عن مشاركة الصحافي التلفزيوني يسري فودة، كذلك تجري الاستعانة بعدد من الإعلاميين من دول عربية مختلفة سيطلون من الشاشة المصرية للمرة الأولى .

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى