0
ناصر القحطاني (وكالات) : 

هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتوجيه "ضربة محدودة" في الزمان والمكان تهدف إلى شل قدرات النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي الذي قال إنه استخدمه في 21 من الشهر الماضي "ضد شعبه وأدى لمقتل أكثر من ألف إنسان".
وفي خطابه الذي وجهه للشعب الأميركي مساء أمس (بالتوقيت الأميركي)، ركز أوباما على أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب بذلك "جريمة ضد الإنسانية" باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين، "الأمر الذي يذكر بعمل النازية التي واجهتها أوروبا في القرن الماضي".
واعتبر أن الثورة في سوريا ضد حكم الأسد تحولت إلى حرب أهلية خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى إضافة إلى ملايين المشردين.
وأضاف أن مجرى هذه الحرب قد تغير مع الهجوم الكيميائي "المثير للاشمئزاز" الذي نفذه نظام بشار الأسد مؤخرا، و"أظهرت بشاعته" الصور التي تم تداولها وأظهرت "مأساة إنسانية حقيقية".
واعتبر أوباما أن استخدام هذا السلاح يشكل خطرا على أمن الولايات المتحدة وعلى أمن العالم.
ولفت أوباما إلى أن المعلومات لدى بلاده تؤكد أن نظام الأسد مسؤول عن الهجمات الكيميائية، وأن هذا النظام قد قام بتوزيع أقنعة على جنوده قبل فترة من توجيه هجماته بالغازات المميتة، وأنه بعد استخدام هذا السلاح اكتظت المستشفيات بالقتلى والمصابين.
وذكر أن اتخاذ إجراء حاسم ضد نظام الأسد سيحقق مصلحة أميركية، حيث سيكون ذلك رادعا للأسد أو لغيره إذا ما فكر في استخدام السلاح الكيميائي مستقبلا.
وأضاف أن توجيه ضربة للسلاح الكيميائي السوري سيحقق كذلك حماية لحلفاء الولايات المتحدة القريبين من سوريا كتركيا والأردن وإسرائيل.
وأكد الرئيس الأميركي في الوقت نفسه على ترحيبه بأي حل دبلوماسي للمسألة، ولكن بضمانات دولية تؤدي للتخلص من السلاح الكيميائي السوري، مضيفا أنه في حال فشلت هذه الجهود فسيكون توجيه ضربة ضد النظام السوري ضروريا.
وعن هذه الضربة المحتملة، حرص أوباما على التأكيد بأنها ستكون محدودة الزمان والمكان، وأن واشنطن لن تكرر ما قامت به في كل من العراق وأفغانستان، وأن الجنود الأميركيين لن يتواجدوا على الأراضي السورية.
وإزاء احتمال أن يشكل ضرب سوريا تهديدا للأمن الأميركي، استبعد أوباما ذلك، واعتبر أن النظام السوري أقل من أن يشكل تهديدا للأمن الأميركي.
وقال إن الضربة الأميركية لن تهدف إلى إسقاط النظام الحاكم في دمشق، ولكنها ستدمر السلاح الكيميائي في سوريا.
وفي ختام خطابه حث أوباما الأميركيين وأعضاء الكونغرس على مساندة القوات المسلحة الأميركية لتوجيه عمل عسكري ضد سوريا.
ومن جهة اخرى قالت مصادر خاصة لموقع (زوايا) من البيت الأبيض أن خطاب الرئيس الأمريكى للشعب سيظهر بشكل يفاجئ  العالم بأسره ، وسيؤكد فيه الرئيس الأمريكي إرجاء الضربة العسكرية والإذعان للتدخل الروسي وبهذا سيلغى خيار الحرب ويتترك الفرصة للمساعى الدبلوماسية 
ويوجه الرئيس الأميركي في ساعة متأخرة الليلة خطابا إلى الشعب، ينتظر أن يتناول مستجدات الموقف الأميركي من الأزمة في سوريا. وذلك في وقت يواصل الكونغرس بحث منح أوباما تفويضا لتوجيه ضربات عسكرية محدودة ضد دمشق.
وقد أكد وزير الخارجية الأميركي عدم تغيير أي شيء بهذا الخصوص بعد المقترح الروسي لمراقبة أسلحة دمشق الكيميائية، في حين شدد وزير الدفاع الأميركي على ضرورة بقاء التهديد بشن عمل عسكري ضد النظام السوري "حقيقيا وذا مصداقية".
وفي سلسلة مقابلات تلفزيونية أمس، حذر باراك أوباما من أنه لم يصرف النظر عن الحل العسكري، لكن الواقع أنه بموافقته على درس المبادرة الروسية أرجأ التحرك المحتمل.
وكان أوباما يعتزم تخصيص يوم الاثنين لعرض خطته القاضية بشن ضربات عسكرية عقابية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على رأي عام أميركي مشكك. وعوضا عن ذلك وجد نفسه يعلق على مبادرة دبلوماسية روسية تقضي بفرض رقابة دولية على ترسانة محظورة من الأسلحة الكيميائية السورية وتدميرها.
وأقر أوباما، الذي يواجه مهمة صعبة للحصول على موافقة الكونغرس للقيام بتحرك عسكري محدود، بأنه غير واثق من أن الكونغرس سيصوت قريبا على هذه المسألة.
وشدد أوباما في المقابلات على أن الخطة الروسية التي سارعت سوريا إلى الموافقة عليها كانت نتيجة موقف الولايات المتحدة التي أظهرت جدية تهديدها باستخدام القوة العسكرية. وأوضح لشبكة أن بي سي "إذا ما فعلوا ذلك، فقد يشكل الأمر اختراقا هاما. لكن علينا التشكيك لأن هذا ليس الأسلوب الذي رأيناهم يتصرفون بموجبه خلال السنتين الماضيتين".

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى