0



غزة (زوايا) نجلاء عبد ربه

أثناء حربها على قطاع غزة مطلع العام الحالي، أجبرت الدبابات الإسرائيلية آلاف الأسر الفلسطينية على مغادرة منازلهم بعد تضررها كلياً أو جزئياً نتيجة القصف المستمر على تلك المنازل القريبة من الحدود مع الجانب الإسرائيلي، وبحسب التقديرات فهناك خمسة آلاف منزل دمرتهم الجرافات الإسرائيلية॥

أصحاب المنازل المدمرة كانوا حتى وقت قريب ولا زالوا يعيشون في خيام وسط حصار إسرائيلي لأكثر من عامين أوقف مناحي الحياة برمتها في غزة، الأمر الذي شكّل عائقاً أمامهم للعودة إلى مساكنهم وبناءها من جديد، مما دعاهم إلى البحث عن حل فكانت فكرة بناء المنازل من الطين!.
عودة للطين
أحمد معروف (42 عاماً) فقد منزله وفقد أحد أبناءه في الحرب، اعتقد أن الحياة ستستمر بالنسبة له ولبقية أسرته عندما يعيد بناء منزله، إلا أن عوائق جمةً حالت دون ذلك، إلى أن إهتدى أخيراً ومعه عشرات الفاقدين لمنازلهم، إلى إعادة بناء بيوتهم بالطين كبديل عن الإسمنت الذي تمنعه إسرائيل عن الغزاويين.
يقول عادل: 'بعدما أكملت بناء بيتي، تعمدت أن أجلب أثاث المنزل من الطبيعة، مما أضفى على المنزل جمالاً آخراً، وبات المنزل عبارة عن لوحة جميلة من الداخل والخارج، بكل ما تحمل من معاني الأصالة والتشبث بالأرض والوطن، لكن الجرافات الإسرائيلية ما لبثت أن قامت بتدميره بالكامل، ودمرت معه كل أحلامي'.
بديل الأسمنت
محمود صالح، صاحب محل لصناعة حجر الطين ومقاول بناء في نفس الوقت، يقول عن صنعته: 'نخلط الطين بمادة (التبن) ونسكب الماء عليه بدرجة معينة، حتى تصبح لزجة، ثم نضعها في قوالب صنعناها خصيصاُ لذلك، ونصبر عليها يومين أو أكثر حتى تجف'.

وأكد صالح أن هذا الحجر الطيني أصبح بديلاً ولو بشكل مؤقت عن الحجر الإسمنتي في قطاع غزة، خاصة بعد تشديد الحصار على أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني، وأضاف: 'الميزة الجميلة في بناء منازل من الطين، هو سرعة إتمام البناء، فإنشاء وحدة سكنية بمساحة 100 متر مربع من طابقين تحتاج إلى 25 يوم فقط'.
'البيوت الطينية غير آمنة'، هكذا يوضح خبراء مجال البناء لـ (عشرينات) وأضافوا: 'البيوت لا تتحمل ظروف الحياة والأحوال الجوية المختلفة، إلا أنها أفضل من لا شيء، وأفضل من السكن في الخيام والعراء، إضافة لأن الرصاص لا يخترقها أبداً، ناهيك عن قلة عرضتها للهدم خاصة في حالات الزلازل والعوامل الطبيعية، كما أن الطين لا يفقد خصائصه مع مرور الزمن بعكس البيوت المصنوعة من الأسمنت الذي يبدأ فقد تماسكه بعد 50 عاما من إنشائه'.
شيد الانسان قديما حضارات من الطين.. فهل تؤسس 'البيوت الطينية' حضارة جديدة في غزة؟

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى