0

 (زوايا) متابعات : محمد الوادعي
من المقرر أن يلتقي رئيس وزراء حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء، الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ويجري نتنياهو مع أوباما مباحثات تتركز على قضية الملف النووي الإيراني, بالإضافة للمفاوضات غير المباشرة مع سلطة فتح وقضية حصار غزة.

وقال نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته: سأغادر إلى الولايات المتحدة للقاء مع الرئيس أوباما ومسئولين آخرين في الإدارة الأمريكية، وسألتقي أيضًا في نيويورك القادة اليهود وصانعي الرأي العام، والهدف الأساسي من المحادثات مع الرئيس أوباما سيكون دفع المحادثات المباشرة في العملية السياسية بيننا وبين الفلسطينيين، وسنتعامل أيضًا مع قضايا أمنية مهمة لكلٍّ من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بما فيها الموضوع الإيراني".

واستبعد مراقبون ومحلِّلون أيَّ اختراق كبير، وخصوصًا أن الجانبين لا يتمتعان اليوم سوى بهامش مناورة محدود لكل منهما؛ لأسباب تتصل بالسياسة الداخلية، وأفادت وسائل الإعلام الصهيونية أن أوباما ونتنياهو سيبحثان انتهاء مفعول التجميد الجزئي لبناء المغتصبات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة في سبتمبر المقبل.

ومن بين الملفات الأخرى: الوضع في قطاع غزة بعد تخفيف الحصار الصهيوني البرِّي عنه، والأزمة النووية الإيرانية، وكانت سلطات الاحتلال خففت حصارها على قطاع غزة، إثر الهجوم الذي شنَّته على قافلة مساعدات إنسانية كانت متوجهةً إلى القطاع؛ ما أسفر عن مقتل 9 ناشطين أتراك في 31 مايو، وتسبَّب الهجوم  في أزمة خطيرة مع أنقرة، الحليف الإستراتيجي لواشنطن.

وساد الاجتماع الأخير في واشنطن فتورًا شديدًا بين أوباما ونتنياهو في البيت الأبيض، ولم تُلتقط لهما حتى صورة المصافحة التقليدية، ويرى مراقبون أن زيارة نتنياهو لواشنطن لن تحمل أي جديد، بل هي رسائل واضحة تؤكد أن الاحتلال ماضٍ في مخطَّطاته "الاستيطانية" والتهويدية.

وأوضح الكاتب والمحلِّل السياسي مصطفى الصوَّاف أن الكيان غير آبه لما يسمى بعملية السلام التي تراها أمريكا، وأشار إلى أن نتنياهو سيذهب لواشنطن؛ ليؤكد للرئيس الأمريكي بارك أوباما أن موقف الكيان الصهيوني هو: لا دولة فلسطينية، إنما سيكون حكمًا ذاتيًّا شبيهًا بالدولة، وذلك وفقًا للرؤية الصهيونية، مبينًا أن رئيس حكومة الاحتلال يؤكد أنه لا حديث عن القدس وعودة اللاجئين، وأن "الاستيطان" حقٌّ مشروعٌ لليهود في أيِّ مكان.

في حين يقول المحلِّل السياسي مؤمن بسيسو: "هدف زيارة نتنياهو لأمريكا تحسين العلاقات الصهيونية الأمريكية التي دخلت مرحلة التوتر والأزمة خلال الفترة الماضية، فهو يحاول تسويق مواقفه بما يتعلق بالوضع في غزة والمسار التفاوضي مع الفلسطينيين؛ لوجود رؤية أمريكية أكثر مرونةً فيما يتعلق بالحصار.

واستبعد الصوَّاف أيَّ ضغط أمريكي على الكيان؛ لأنهما يسيران على نفس الإستراتيجية والقناعات التي لدى الكثيرين من أنصارهما بما يحقق مصالحهما.

وكان مصدر حكومي صهيوني مُطَّلع أكد أن الرئيس الأمريكي سيستقبل رئيس الحكومة الصهيونية "بنيامين نتنياهو" بحفاوة، فيما ينتظر سماع تفاصيل وافية منه حول وجهة النظر الصهيونية فيما يتعلق بقرار "تجميد الاستيطان"- وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" العبرية- فإن الموضوع الأكثر حساسية والمتنازع عليه هو تجميد البناء بالمستوطنات؛ حيث يُعارض بعض الوزراء الصهاينة مشروعًا لتمديد فترة القرار الذي شارف على الانتهاء.

ويشير الكاتب بسيسو إلى أن واشنطن تعمل على تنشيط مسار التفاوض الفلسطيني؛ لأن مشروعها السياسي يقوم على محاولة تحقيق إنجازات لتحسين صورتها ومكانتها في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن أمريكا لن تسمح بأية انتكاسة على صعيد المفاوضات؛ حتى ولو كانت شكليةً.

واتفق بسيسو مع زميله الصوَّاف، قائلاً: "سيكون هناك ضغوط أمريكية على عباس للانتقال للمفاوضات المباشرة، إلا أنه سيشعر بالحرج في حال أقدم على اتخاذ تلك الخطوة"، مضيفًا: الكيان الصهيوني لن يقدِّم أية بادرة ملموسة يستطيع أبو مازن الاتِّكاء عليها لتبرير موقفه؛ وذلك لأن الإجراءات الصهيونية الميدانية باقية والعدوانية آخذة بالتجدد والازدياد.

وفيما يتعلق بإمكانية أن تخفف القاهرة الحصار أكد الصواف أنه ليس في واردها التخفيف؛ لأن الحصار لم يحقق أهدافه، لافتًا إلى أنه في حال أصدرت إدارة أوباما قرارات للقاهرة ستستجيب الأخيرة؛ ذلك لأنها تعمل وفق إملاءات خارجية.

أما بسيسو فأشار إلى أن التعامل مع الحصار ومعالجته يتم من خلال توافق إقليمي ودولي، لذلك فالقاهرة لا تستطيع اتخاذ أية خطوة دون استشارة واشنطن.

إلى ذلك وصفت فصائل المقاومة الفلسطينية لقاء "فياض- باراك" اليوم، الإثنين، بأنه لقاءٌ أمنيٌّ بامتياز، فقد قالت حركة الجهاد الإسلامي: إن اللقاء يندرج في سياق الأجندة "التي ينفذها سلام فياض بعيدًا عن مصالح شعبنا وأولوياته".

وقال البيان: "إن الحديث عن بحث موضوع الحصار على غزة هو تضليل محض؛ لأن من ارتكب جريمة القرصنة بحق المتضامنين على متن أسطول كسر الحرية لا يمكن أن يرفع الحصار عن غزة، بل إن هذا اللقاء هو تجميل للقاتل (باراك)، وغسل ليديه من جرائمه بحق أبناء شعبنا، وبحق سفن التضامن".

 الصورة غير متاحة
 سلام فياض
وأضاف "ذهاب سلام فياض إلى هذا اللقاء المباشر مع العدو يكشف مجددًا عن خطورة دوره ودور حكومته الوظيفي، ويكشف أيضًا عن حالة انفلات سياسي وتناقض مع مواقف منظمة التحرير الفلسطينية المعلنة".

من جانبها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنه لا يوجد أية مسوِّغات للقاء رئيس وزراء حكومة فتح سلام فياض بوزير الحرب الصهيوني "إيهود باراك"، داعيةً المعنيين بها بالإقلاع عن هذه السياسة الضارة بشعبنا وقضاياه الوطنية.

وقالت الجبهة: "في ظلِّ فشل المفاوضات غير المباشرة، التي يديرها مبعوث الرئيس الأمريكي ميتشل بعد أن حذَّرنا من ذلك مسبقًا؛ بسبب استمرار "الاستيطان" وتصاعده في القدس وفي مختلف مناطق الضفة وبخاصة في الأغوار، وفي ظلِّ استمرار الحصار على قطاع غزة الصامد" وتساءلت الجبهة: "هل يأتي هذا اللقاء تمهيدًا للعودة للمفاوضات المباشرة، وهل هو تقدمة لإنجاح لقاء نتنياهو- أوباما؟!"، مضيفةً: "نرى في هذه اللقاءات، خدمة لسياسة الاحتلال وممارساته "الاستيطانية" والتهويدية، واعتداءاته المتكررة على شعبنا، وتنكره للشرعية الدولية وقوانينها ".

من ناحيتها، اعتبرت حركة الأحرار الفلسطينية لقاء "فياض- باراك" استمرارًا لمسلسل التعاون الأمني الكامل مع الاحتلال، وإصرارًا من حكومة رام الله على أن تظلَّ تمارس الوكالة الأمنية الحصرية للعدو الصهيوني، داعيةً حكومة رام الله اللا شرعية إلى التوقف عن العبث والاستهتار بمعاناة شعبنا وحقوقه الوطنية.

واستنكرت الحركة بشدِّة هذا اللقاء، مؤكدةً أنه لا يوجد أيُّ مبرر لعقده، وأن المبررات التي تسوقها حكومة رام الله هي مبررات واهية، ومحاولة خداع لشعبنا الفلسطيني، وقالت (الأحرار)- في تصريح صحفي-: "يأتي اليوم لقاء فياض بوزير الحرب الصهيوني إيهود باراك في إطار حرص فياض على تقديم فاتورة إنجازاته الأمنية في محاربة أبناء شعبه، إضافة إلى استمرار التنسيق والتشاور والتعاون للقضاء على ما تبقى من أشكال المقاومة".

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى