0


مقديشو (زوايا) فرتون شفد :

المعارك المستمرة والمأسى التى لا نهاية لها جعلت الكثير من الأطفال يتحلون بحكمة أكبر من سني عمرهم، علمتهم الحب والتضحية والإيثار، موقع زوايا الإخباري التقى بأحد هؤلاء الاطفال الحــكــمــاء واستمع منه إلىالقصة التالية
 احمد عبد الفتاح كحر طفل فى الرابعة عشر من عمره، يتيم الابوين ولا أخ  أو أخت له.

العشاء الأخير
, روى احمد قصة القذيفة المدفعية، التى قتلت أباه وأمه وإخوته الأربعة قائلا:
ذهبت لشراء زيت السمسم لنمزجه  بطبق (العنبولا)* الذي أعدته لنا والدتى كعشاء لتلك الليلة، وما أن ابتعدت عن المنزل عدة خطوات، حتى فوجئت بدوي هائل، عدت إلى البيت مسرعاً ولكنه كان أصبح حطاماً، وجميع من فيه قتلى”.
احمد يقيم الأن فى منزل خالته سعدية التى إحتضنت إبن اختها رغم أنها تعانى من توفير لقمة العيش، لأطفالها الـ 6 الذين توفى والدهم جراء إنفجار لغم أرضي بسيارة الميكروباص التى كان يستقلها عائداً من يوم عمل شاق.

بيت من ورق
يقول أحمد رغم أن خالتى تعاملنى بكل عطف، غير أننى أشعر وكأننى أحيا فى بيت من ورق قد يتمزق فى أى لحظة.
لا أشعر بالأمان الذي كنت أحس به عند وجودى فى بيت أبواى.
طبيب الأحذية
يعمل الطفل الصغير حالياً فى مسح الأحذية، يطوف منذ السابعة صباحاً وحتى الخامسة مساء فى أرجاء العاصمة المدمرة،  بدون أن يحظى بفرصة إكمال تعليمه الدينى والمدنى، ويبتسم  احمد عندما سالناه عن وضعه التعليمى،  قائلا بمرارة تفوق سنوات عمره، كان أبى يحلم أن أصبح طبيباً، وأنا الأن أعتبر نفسى طبيباً للأحذية.

الأطفال المقاتلون
يهز احمد راسه للمرة الثالثة رافضاً التقاط صورته، ويقول وهو يتابع ببصره، جماعة من المليشيات المسلحة الموالية للحكومة ” هل تعرف أكثر شئ يحز فى نفسى، أن أرى أطفالا مسلحين يشاركون فى صنع الدمار والموت لأترابهم

من أجل الباقين
سألنا احمد قبل أن نغادره  عن أماله وامانيه الحالية فقال وهو ينظر إلى السماء كمن يستلهم منها الصواب، “كل ما أتمناه الأن أن تتوقف هذه الحرب ليس من أجلى، فأنا على يقين من أننى لن أرى اسرتى على هذه الأرض مرة اخرى، بل من أجل الأطفال الذين مازال لهم  أباء وأمهات وإخوة، حتى لا يصيبهم مثل ما اصابنى



* العنبولا أكلة شعبية صومالية مكونة من الذرة المطبوخة فى السمن أو زيت السمسم

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى