حذر مسؤولون ومختصون، من موجة جفاف متوقع أن تشهدها المنطقة العام الجاري، في ظل انخفاض نسبة الأمطار، وانخفاض منسوب المياه الجوفية.
وشددوا على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين وزارة الزراعة وسلطة المياه والمؤسسات المعنية بقضية المياه، لوضع خطط لتطوير مصادر المياه المتاحة واستغلال المياه المتاحة حاليا وتجميعها؛ لمواجهة موجة الجفاف التي تمر بها المنطقة.
وقال وزير الزراعة د. إسماعيل دعيق، إن الوزارة تتوقع صيفا حارا وموجة جفاف هذا العام، في ظل انخفاض نسبة الأمطار الهاطلة والتي وصلت إلى 64% من معدلها السنوي العام.
وأوضح دعيق على هامش مشاركته في اجتماع مجموعة العمل القطاعية الزراعية، في مقر الوزارة برام الله، اليوم الخميس، بحضور 13 دولة ومؤسسة من المانحين، بمشاركة ممثلين عن القطاع الخاص ووزارة التخطيط والمنظمات غير الأهلية، أوضح 'أن الوزارة تسعى من خلال لقائها عدد من الدول المانحة إلى التحضير لإنشاء عدة مشاريع من شأنها المساهمة في الحد من موجة الجفاف ونقص المياه.
وأوضح دعيق، أن اجتماع اليوم ناقش ثلاث قضايا رئيسية هي، إنشاء مجالس زراعية وهيكلة القطاع الزراعي وطريقة التنظيم الفلسطينية له، إضافة إلى مناقشة موضوع الجفاف والنقص في المياه هذا العام، ومشكلة الأمن الغذائي الذي يحتاج إلى مساعدة وتكاتف الجهود لتقديم الدعم من خلال إنشاء بعض المختبرات اللازمة بحيث تبقى مؤهلة للدخول إلى الاتحاد الأوروبي في ظل ما تسعى إليه السلطة الوطنية.
وأشار إلى أن مجموع ما خصص لموازنة الوزارة قد يصل إلى 100 مليون دولار لهذا العام، 30 مليون دولار ستكون من موازنة السلطة، ومساعدات متوقعة من الدول المانحة بقيمة 70 مليون دولار.
وكان د. سلام فياض قد قال خلال حفل نظمته وزارة الزراعة، في مدينة البيرة، يوم أمس الأربعاء، لإطلاق هيكل القطاع الزراعي في فلسطين، 'إن دعم القطاع الزراعي في جوهره يعني، بالنسبة لنا، دعم قدرة شعبنا على حماية الأرض وزراعتها وتشجيرها وتوفير مصادر المياه اللازمة لذلك، وإدارة الموارد الطبيعية واستثمارها بكفاءة وبشكل مستدام، ويعني كذلك تحسين إنتاجية الزراعة بشقيها النباتي والحيواني، ومساهمتها في تحقيق الأمن الغذائي، وتوفير بنية تحتية وخدمات زراعية مناسبة تهدف إلى خلق بيئة استثمارية منافسة، بالإضافة إلى تعزيز دور القطاع الخاص في عملية التنمية الزراعية من خلال توفير خدمات التأمين الزراعي والتمويل ونقل التكنولوجيا، وتطوير الصناعات الغذائية، وقدرة الإنتاج الزراعي الفلسطيني على التسويق والمنافسة في الأسواق المحلية والخارجية'.
وشدد فياض على أهمية تطوير وتنظيم البناء المؤسسي للقطاع الزراعي، من خلال استكمال القوانين والأنظمة واللوائح التي تنظم العمل في هذا القطاع، وتنمية الموارد البشرية، وتحسين كفاءة وفاعلية المؤسسات الزراعية، وتفعيل إطار التعاون والتنسيق بين المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص، بالإضافة إلى دعم ومساندة اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان.
كما حذر مدير عام مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين عبد الرحمن التميمي، من انخفاض منسوب المياه الجوفية وخاصة جنوب الضفة الغربية بالتزامن مع موجة الجفاف المتوقع أن يشهدها العام الجاري وازدياد حفر الآبار الارتوازية.
ودعا التميمي في تصريح صحفي لـ'وفا'، إلى ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين وزارة الزراعة وسلطة المياه والمؤسسات المعنية بقضية المياه، في إطار وضع خطط لتطوير مصادر المياه المتاحة واستغلال المياه المتاحة حاليا وتجميعها؛ لمواجهة موجة الجفاف التي تمر بها المنطقة.
وشدد التميمي، على ضرورة وضع خطة طوارئ لإدارة ضخ المياه من الآبار الارتوازية، إضافة لتوعية المزارعين حول طبيعة المحاصيل والتعاطي مع المحاصيل التي تحتاج أقل كميات من المياه، مشيرا إلى أهمية إيجاد صندوق طوارئ من شأنه تعويض المزارعين.
وبين أن فلسطين تتعرض كل 5 سنوات تقريبا لموجة جفاف نتيجة شح المياه وقلة الأمطار، وأن هذا العام أصعبها جراء قلة الأمطار وانخفاض نسبة المياه الجوفية المسموح باستخدامها من قبل الاحتلال في الضفة الغربية، إضافة لارتفاع كميات الاستهلاك والتغير المناخي، وتوقع أن تصل نسبة انخفاض المياه الجوفية إلى ما يقارب 15% من كمية المياه التي تصل الأرض الفلسطينية.
من جانبه، أكد رئيس سلطة المياه الدكتور شداد العتيلي في تقرير سابق لـ'وفا'، 'أن جميع الخطوات التي يمكن اتخاذها لمواجهة حالة الجفاف التي تتعرض لها فلسطين والمنطقة، تظل حلولا ترقيعية، ما لم نسيطر على مواردنا المائية'.
وقال العتيلي: 'كل الحلول والخطوات التي نقوم بها تظل ناقصة طالما أننا لا نستطيع السيطرة على مواردنا المائية، والتي هي واحدة من قضايا الوضع النهائي، ولا حل لها إلا بحل سياسي يرتكز على الشرعية الدولية وتأييد المجتمع الدولي'.
وأوضح، أن انتهاك إسرائيل للاتفاقيات المرحلية، يزيد الأمور سوءا، لذلك ستظل السلطة الوطنية تعاني كل صيف، بغض النظر عن مستوى هطول المطر، والذي يزيد أو يخفف فقط من حجم المعاناة.
وعبر العتيلي عن خشيته من تعمق هذه الأزمة بسبب انحسار الأمطار، والذي ينعكس على كمية المياه في الأحواض الجوفية، وانخفاض مستوى سطح المياه في الأحواض الجوفية، وكمية تصريف المياه في الآبار بشكل عام وكمية تصريف الينابيع على المصادر الثابتة.
ويضيف 'كذلك ستزداد معاناة المزارعين الذي يعتمدون على الزراعات البعلية، وسيتجهون للزراعات المروية، الأمر الذي سينعكس بالطلب المتزايد على المياه، كما سينعكس على مربي الماشية، وأيضا على الحكومة التي ستضطر لدفع التعويضات إذا ما أعلنت هذا العام سنة جفاف.
يذكر أن الراصد الجوي الإسرائيلي قال في مقابلة مطولة نشرها موقع يديعوت احرونوت في 25/11/2010 'لم نشهد شتاء' متطرفا في جفافه مثل الفصل الحالي لقد شهدنا فيما مضى فترات مماثلة لكن الجفاف الحالي يعتبر تاريخيا حيث لم نشهد انقطاعا شاملا للأمطار طيلة شهر تشرين أول وتشرين ثاني الماضيين منذ 150 عاما بالتحديد منذ عام 1860 '.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم