0

 صنعاء (زوايا) ناصر القحطاني : 

تناول الإعلامي اليمني  عبدالله بن عامر فى تقرير صحافي بات محل أنظار الصحافيين  في صنعاء الحقائق الخفية عن الزوجة الأخيرة لزعيم تنظيم القاعدة أسامه بن لادن جاء في التقرير : 

لاغرابة في أن يشغل أسامة بن لادن العالم في حياته وبعد مماته أيضاً، بل ويصل ذلك إلى كل شيء مرتبط به، فبعد سنوات مضنية من المطاردة تمكنت حاكم النظام العالمي الجديد (أمريكا) من قتله في ظروف غامضة لم تنكشف خيوط تفاصيلها حتى اللحظة.
اليمن ترتبط ارتباطا وثيقا بأسامة بن لادن، فعلاوة على أن الرجل من أصول يمنية، فإنه عاش مع زوجته (اليمنية) أمل أحمد عبدالفتاح السادة، الزوجة الأخيرة والأصغر بين نسائه، والتي كانت معه في حجرة نومه عندما اقتحمتها قوة الكوماندوز الأمريكية، قتلته وأصابتها في ساقها عندما اندفعت نحو أحد المهاجمين وفق رواية المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ليلة الثلاثاء الماضي.
كانت العديد من وسائل الإعلام قد بحثت عن أسرة زوجة بن لادن في اليمن، وراحت تصيغ التقارير وتبحث عن المعلومات وإن كانت جميعها تفتقر إلى المصداقية خاصةً ما نشر مؤخراً حول زوجة بن لادن وأسرتها وما نشر أيضا قبل سنوات.
بدايةً.  لقد أستطعنا إجراء مقابلات مع أفراد من عائلة زوجة بن لادن في اليمن بعد أن رفضت العائلة وعلى مدى عشر سنوات وما يزيد إجراء أي مقابلة أو التصريح بأية معلومات عن ما سبق وهذا ما دفعنا نحن في إيلاف إلى التأكد من عدد من المعلومات التي نشرتها الصحف والقنوات الفضائية عن زوجة بن لادن وظروف ارتباط الأسرة به وكل التفاصيل التي رافقت ذلك.
الأسبوع الماضي.. أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها قتلت بن لادن في منزله بالقرب من العاصمة الباكستانية، وكان برفقة زوجته اليمنية مع أطفالها إضافة إلى ممرضة يمنية أخرى، وهذا ما جعل الكثير من وسائل الإعلام تعيد البحث والتقصي حول عائلة أسرة زوجة بن لادن، واعتمدت تلك الوسائل على معلومات غير صحيحة أغلبها يعود إلى حوار مزعوم نشرته مجلة المجلة السعودية مع زوجة بن لادن عام 2002م، وأدى صمت الأسرة إلى نشر الكثير من الأكاذيب على لسان شخصيات ووسائل إعلام وصل بعضها إلى الإدعاء ونشر مقابلات وحوارات من نسج الخيال، فإلى تفنيد بعض ما نشر في وسائل الإعلام حول زوجة زعيم تنظيم القاعدة الشيخ الشهيد أسامة بن لادن رحمه الله:
أولاً: من هي زوجة بن لادن اليمنية؟ 
هي أمل أحمد عبدالفتاح عبدالجبار السادة ويصل نسب الأسرة الكريمة إلى العلامة عبدالدائم السادة، وقد كان مرجعاً من مراجع العلم باليمن والعلامة طه بن عبدالله السادة والمشهور باتزانه، حيث كان أول عالم في محافظة إب يقوم بتدريس المذهبين الزيدي والشافعي، ويصل نسب بيت السادة إلى الأمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام..
ولدت أمل عام 1983م في قرية الجرافة صُهبان بمديرية السياني وتسكن أسرتها حالياً في إحدى ضواحي مدينة إب.. تلقت تعليمها بمحافظة إب وهي من حفاظ القرآن الكريم، وتشتهر أسرة بيت السادة والتي تتواجد في قرية الذراع والجرافة بإب بالورع والاعتدال والوسطية، وعمل الكثير من أبنائها في السلك القضائي
.
أسماءها المتعددة..!! 
أثير عبر العديد من وسائل الإعلام قضية تعدد أسماء زوجة بن لادن، وذكرت لها العديد من الأسماء، ويبدو أن بعض وسائل الإعلام لم تبحث عن مصادر حقيقية لما أوردت ونشرت في تقاريرها، بينما تؤكد مصادر الصحيفة أن اسم زوجة بن لادن هو واحد وليس لها أكثر من إسم وهو المذكور في جواز السفر (أمل احمد عبدالفتاح السادة)، أما بقية الأسماء التي نشرتها بعض وسائل الإعلام فليس لها أصل، ويبدو أن تلك الوسائل اعتمدت على مصادر غير دقيقة زودتها بمعلومات غير صحيحة
.
العلاقة مع بن لادن

بداية العام 2000م أراد زعيم تنظيم القاعدة الارتباط بيمنية وفق شروط معينة وهو ما كان، حيث اختيرت بنت القاضي أحمد عبدالفتاح السادة وعبر وسيط مقرب من الأسرة، تم الزواج وأقيمت مراسم الزواج في أفغانستان بحضور أفراد من الأسرة، أما عن سبب ارتباط الأسرة ببن لادن وموافقتها فهذا لا يعدو أن يكون تطبيقاً لقول الرسول إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه حسب من التقيناهم من بيت السادة، ويبدو أن بن لادن حينها لم يكن ذا شهرة وصيت عالمي فتاريخ الزواج كان قبل أحداث 11ستمبر ولم يكن يعرف بن لادن إلا المتتبعين للسياسة وأخبارها ولم يكن معروفا عند العامة كما أصبح من بعد الزواج.
انقطعت أخبار أمل السادة عن أسرتها منذ نوفمبر 2001 وحتى الإعلان عن قتل ابن لادن الذي تقول الأخبار إنها كانت معه وتتلقى حاليا العلاج في إحدى مستشفيات العاصمة الباكستانية ولها من الأطفال خمسة..
مهر العروس
أثارت بعض وسائل الإعلام مسألة مهر العروس، ونقلت عن احد الجهاديين السابقين (أبو جندل) قوله إن الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله كلفه بتسليم مبلغ خمسة آلاف دولار لتسليمه لوالدها في اليمن، الأمر الذي تنفيه الأسرة لان جميع مراسيم الزواج تمت في أفغانستان بحضور عدد من الأسرة والمهر تم تسليمه للأسرة هناك.
أما عن مقدار المهر فلم تستطع الصحيفة معرفة حقيقة الرقم إلا أنه لم يكن ذلك المبلغ الذي ذكره (أبو جندل) في بعض تصريحاته، وتقول المعلومات إن المهر تم تسليمه للأسرة بواسطة أحد أفرادها الذين حضروا مراسم الزواج في قندهار بأفغانستان.
وتقول المصادر إن أمل أحمد عبدالفتاح زوجة بن لادن انقطعت أخبارها عن أسرتها منذ حرب أفغانستان، وأثناء الغزو الأمريكي وحتى الأسبوع الماضي والذي ذكرت فيه وسائل الإعلام أن أمل عاشت مع بن لادن في قندهار وتنقلت معه حتى المنزل الذي تم إلقاء القبض على بن لادن فيه.
وتقول المصادر الباكستانية إن أمل عاشت مع بن لادن في الطابق العلوي من المنزل لمدة ست سنوات دون أن تخرج منه، ولها ثلاثة أطفال أكبرهم (صفية) والتي نقل عنها مؤخراً أن القوات الأمريكية قامت بقتل أبيها بعد اعتقاله، وحالياً تتواجد أمل مع أطفالها وزوجات أخريات لبن لادن في باكستان على أمل العودة إلى بلدها اليمن، خاصةً وأن باكستان أعلنت أنها ستقوم بإعادة زوجات بن لادن وعائلاتهن إلى بلدانهن
.
الرئيس وزواج بن لادن
يقال إن هناك من التقى بالأخ الرئيس من عائلة زوجة بن لادن بعد سنوات من زواجها ومطاردة الولايات المتحدة لبن لادن وأنه تفهم الأمر وقال (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وكان هذا ضمن أمر رئاسي للأجهزة الأمنية بعدم التعرض لأي شخص من عائلة زوجة بن لادن وهذا ما ترك انطباعا لدى العديد من أسرة أمل التي مازالت تذكر له هذا الموقف، ورغم أننا لم نتطرق إلى قضية تدخل رئيس الجمهورية حالياً لاستعادة أمل إلا أن الجميع هنا ما زال يأمل في تحرك الدبلوماسية اليمنية للتعجيل بإعادة أمل إلى أسرتها ووطنها، ويبدو أن عائلة بيت السادة تحظى باحترام الكثير من المسئولين والشخصيات الاجتماعية على مستوى الجمهورية

عودتها إلى اليمن عام 2002م

ذكرت الكثير من وسائل الإعلام أن أمل السادة عادت إلى اليمن أثناء حرب أفغانستان ومنها من أكد أنها تعيش في اليمن منذ ذلك التاريخ حتى اتضح مؤخراً أنها كانت تعيش في باكستان حيث مكان القبض على زوجها، ويبدو أن الكثير من وسائل الإعلام اعتمدت في تلك المعلومات على صحفيين محليين لم يتأكدوا من صحتها وراحوا ينسجون التصريحات من خيالهم وذلك للحصول على أي مادة أو سبق صحفي قد يكون السبب في ظهورهم وشهرتهم.
وقبل أيام ذكرت قناة العربية العديد من المعلومات التي تفتقر للمصداقية، فزوجة ابن لادن لم تعد إلى اليمن منذ زواجها في قندهار، والحقيقة أن البعض اعتقد مطلع العام 2002م أن زوجة بن لادن عادت إلى اليمن خاصةً وأن هناك أخباراً تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول عودة مجموعة من النساء إلى اليمن ومنهن زوجة بن لادن، إلا أن الحقيقة هي أن جميع الأسر التي تم ترحيلهن عبر باكستان ومنها إلى اليمن لم تكن من بينها عائلة ابن لادن وان من عادت إلى اليمن في ذلك التاريخ كانت زوجة المرافق الشخصي لبن لادن وهذا قد يكون أثار اللبس لدى بعض الصحفيين.
وتقول أسرة أمل أنها لم تعد إلى اليمن ولا صحة لما تداولته وسائل الإعلام حول الأمر، بل وشككت في أي تصريحات أو حوارات أجريت معها في تلك الفترة

مقابلة صحفية وهمية
في العام 2002 نشرت مجلة المجلة السعودية حواراً مزعوماً مع زوجة الشيخ أسامة بن لادن أجراه احد الصحفيين اليمنيين عن طريق صحفية قيل إنها استطاعت مقابلتها في منزل أسرتها بمحافظة إب..!.
ويبدو أن الصحفي وزميلته اجريا مقابلة مع نفسيهما أو تم التدليس عليهم بامرأة أخرى غير (أمل السادة)، حيث أن زوجة بن لادن لم تعد أصلا عام 2002م إلى اليمن كما تقول أسرتها، ومن المستحيل أن توافق زوجة بن لادن على إجراء أي حوار صحفي مع أي شخص أو تقوم بتسليمه صورة من هويتها.
يقول زكريا السادة شقيق أمل إن المجلة التي أدعت أنها أجرت حواراً مع شقيقته قامت بتزوير جواز سفر لها ونشرته آنذاك وهو ليس الجواز الحقيقي الذي أظهرته إحدى القنوات الباكستانية مؤخراً والذي تم العثور عليه في منزل بن لادن، وقال زكريا إن الصحفي المذكور أصبح مصدراً للعديد من الوكالات الإخبارية، لاسيما وانه لم يتوقف عند هذا الحد بل ذهب إلى إثارة عدد من الأسئلة حول كيفية عودة أمل من اليمن إلى أفغانستان من جديد في حين أنها لم تأت أصلاً إلى اليمن.
واستطعنا الحصول على معلومات أخرى حول الحوار ومن مصادر أخرى تقول إن الحوار كان مع امرأة أخرى وهي زوجة شخص يُدعى عبدالملك وهو محتجز حالياً في معتقل غوانتانامو لاتهامه بالانتماء لتنظيم القاعدة، وتعتقد المصادر إنها شقيقة المرافق الشخصي لبن لادن رشاد محمد سعيد (أبو الفداء) الذي يعيش حالياً في محافظة إب، لكن يبقى السؤال: لماذا تم نسب المقابلة للسيدة أمل أحمد عبدالفتاح؟
بعض الصحفيين قاموا مؤخرا بإثارة الغبار حول أسرة زوجة ابن لادن في اليمن، مؤكدين أن هناك حصاراً أمنياً مضروبا على المنطقة التي تعيش فيها وهذا ماتنفيه الأسرة جملة وتفصيلا، وقد قمنا بزيارة المكان والذي يقع في إحدى ضواحي مدينة إب ولا يوجد أي حصار امني فالأمور طبيعية والأسرة تتابع أخبار أمل، وقد حصلت الصحيفة على معلومات مفادها أن هناك تحركات تقوم بها الأسرة للتواصل مع أمل وإعادتها إلى الوطن قريبا إن شاء الله.
وخلال عودتنا إلى صنعاء تمكنا من الحصول على معلومات مفادها أن هناك تحركات للأسرة تشمل السفارة الباكستانية ووزارة الخارجية تهدف إلى الإسراع في إعادة أمل إلى أسرتها
 .
الحق القانوني

يقول الزميل زكريا السادة شقيق زوجة بن لادن ثمة شخصيات عدة تحاول الصعود والظهور على حساب معلومات مضللة عن الموضوع، مؤكدا أن الأسرة تحتفظ بحقها القانوني في مقاضاتهم، مشيرا إلى أن جميع أفراد العائلة يمارسون حياتهم الطبيعية ولا صحة لما تردده بعض الوسائل حول مضايقات أمنية يتعرضون لها.
ونفى زكريا صحة المعلومات التي تقول إن منزل العائلة تعرض لإطلاق نار قبل سنوات وأن هناك مضايقات يتعرض لها هو وأشقاءه مؤكدا أن هذا غير صحيح.
وكنوع من التدليل على خطأ تلك المعلومات التي ينقلها بعض الصحفيين، قال احد أفراد الأسرة إن بعض الوسائل الإعلامية تذكر أن منزل العائلة في مدينة جبلة وهذا غير صحيح فهو في إحدى ضواحي مدينة إب وليس في جبلة.
لماذا يكذب الإعلام
يقول الزميل زكريا السادة إن الأسرة صمتت كثيراً ولم ترد على ما نشرته بعض وسائل الإعلام الأمر الذي اوجد بيئة خصبة للمزيد من الكذب والفبركات غير السوية، وخلق المغامرات الصحفية.
ويتذكر الزميل زكريا ما نشيتاً عريضاً لإحدى الصحف المحلية قبل سنوات والتي تقول فيه إن صهر أسامة بن لادن يهرب إلى أفغانستان، مؤكدا أن جميع الأسرة يعيشون هنا في اليمن ويتحركون بشكل طبيعي، ويضف السادة أن بعض الشخصيات تصعد على حساب سمعة الأسرة وأن بعض الصحفيين يحاولون تناول مثل هذا الحدث للحصول على الشهرة والمال بعيداً عن أدبيات المهنة الصحفية وميثاق الشرف الصحفي، قائلاً أن هؤلاء يسيئون للمهنة الصحفية، محذراً في نهاية حديثة الجميع من مغبة التمادي في تناول الأخبار الكاذبة وإدعاء الأحداث والروايات التي لاتمت للواقع بصلة وتجافي الحقيقة، مؤكدا احتفاظ الأسرة بحقها القانوني في مقاضاتهم.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى