0
 الرياض -موقع (زوايا) :

جسد فيلم “مونوبولي” وهو فيلم كوميديا سوداء عن أزمة تملك المساكن و الأراضي السكنية في المملكة العربية السعودية، إذ أنها هي الأزمة الثانية بعد انخفاض مُعدل دخل المواطن السعودي من بين مواطني دول الخليج العربي، ولكن أزمة السكن هي الأوسع والأعلى صوتاً والتي اشتكى ويشتكي منها مُعظم المواطنين في جميع ربوع بلادنا العامرة بالخيرات، والسر هو في احتكار القلة لمُعظم الأراضي ثم الاحتفاظ بها لفترة طويلة ثم بيعها بأسعار مُبالغ فيها، نقول مُبالغ فيها مع وجود مساحات شاسعة في الوطن ومع قلة الخدمات وبعد المسافات ونقص الرفاهية ولذلك نقول أسعار الأراضي مرتفعة

لن نتحدث نيابة عن فيلم ” مونوبولي” فهو سيتحدث ويحكي المُعاناة ويُجسدها من خلال عدد من الممثلين الشباب، والفيلم من سيناريو عبدالمجيد الكناني وبدر الحمود، وقد يقول البعض أن فيه مُبالغة كبيرة وهذا صحيح ولكن المُبالغة من أساسيات الكوميديا السوداء، وقد أخرج الفيلم بدر الحمود

قد تكون المُبالغة مقبولة في الكوميديا السوداء ولكن المرفوض هو تقديم توقعات اقتصادية غير منطقية وهذا ما رأيناه في فيلم “مونوبولي”، حيث شارك الأستاذ عصام الزامل بتقديم رؤيته حول أسباب أزمة المساكن وإحصاءات عن حجم الأزمة وبين سبب من جملة أسباب ارتفاع أسعار الأراضي، ولكن عند حديثه عن ضرورة فرض رسوم على مُلاك الأراضي البيضاء توقع أن يؤدي هذا إلى انخفاض أسعار الأراضي بنسبة 50% إلى 70% بعد سنتين من تطبيق قرار الرسوم!، وهذه هي المُبالغة التي نقصدها إذ أن مُشكلة المساكن لن يحلها فقط فرض رسوم بل هو حل من ضمن حزمة حلول مطلوبة ستؤدي إلى تخفيض أسعار الأراضي ولكن من الصعب أن يصل الانخفاض إلى 50%، ونقول أن هذه مُبالغة حرصاً منا على أن لا يرتفع سقف التفاؤل لدى المواطنين ويظنون أن فرض رسوم سيجعل السقف الذي ينامون تحت من ملكهم الخاص

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى