0
 (زوايا) متابعات :

 روى الكاتب الصحفي بصحيفة عكاظ  خالد السليمان مواقف إنسانية للأمير الإنسان سلطان  بن عبد العزيز رحمه الله فكتب في مقالته التي نشرت عدد الأمس الثلاثاء أثناء حرب تحرير الكويت طلب صحفي زائر أن يقابل الأمير سلطان فذهبت به إلى جلسة الأمير العامة في مكتبه بقصر الملك فيصل في الرياض، كان المجلس يغص بمئات المواطنين، وعندما دخله الأمير هب الجميع لاستقباله والسلام عليه كما جرت العادة ودون أية إجراءات أمنية استثنائية، فقال لي الصحفي الأجنبي معبرا عن إعجابه بسياسة الأبواب المفتوحة التي لم تغلقها ظروف الحرب: عندنا لا نملك مقابلة قادة الدولة في زمن السلم فكيف في زمن الحرب.
لم يكن الأمير سلطان بن عبدالعزيز أميرا عاديا، بل كان رجل دولة من طراز نادر ساهم في توطيد أركان هذه الدولة وتحقيق أسباب استقرارها و أمنها و كان بحق الرجل الذي اتسع وقته و قلبه لكل أبناء شعبه.
زرته يوما لتهنئته بدخول شهر رمضان، وأثناء انتظار رفع آذان المغرب لاحظ رحمه الله مسنا تبدو عليه ملامح الشقاء فسأله مداعبا عما يشغل تفكيره، فتنهد المسن تنهيدة عميقة ثم قال للأمير: أريد تصريحا للزواج من الخارج و يرفضون منحي إياه، فأجابه الأمير: أم عيالك فيها الخير و البركة، فأخرج المسن صورة من جيبه الأعلى و قال: و الله يا طويل العمر لو شفتها تعطيني بدل التصريح تصريحين، فضحك الأمير طويلا و قال له : «إن شاء الله نعطيك تصريح»، و بعد لحظات عاد الأمير لمداعبة المسن: أشوفك مازلت مشغول البال ؟! فقال المسن : أفكر يا طويل العمر بالددسن ما يشيل القديمه والجديدة و العيال ! فابتسم الأمير و قال: ابشر بجمس ! و أثناء تناول الإفطار جلس المسن في طاولة مقابلة للأمير، فلاحظ الأمير أنه لا يأكل جيدا، فقال له مداعبا: وش مشغلك الحين ما تتعشى؟! فقال المسن بصوت متهدج : أفكر يا طويل العمر وين بسكن الجديدة ؟! فانفجر الأمير ضاحكا و قال : أبشر أبشر بالخير.
أما أطرف قصة فيرويها الأمير فيصل بن سعود عندما أصر الملك فهد على الأمير سلطان رحمهما الله أن يرافقه في سيارته بعد خروجهما من الديوان الملكي لاستكمال حديث دار بينهما، فانطلق موكب الملك لكن موكب الأمير سلطان ظل ينتظره في الديوان ظنا بأن الأمير لم يغادر، و بعد انتهاء النقاش داخل سيارة الملك عرض الملك على الأمير أن يرافقه إلى قصره فاعتذر الأمير بحجة أن لديه زيارة مريض في المستشفى التخصصي وطلب أن ينزله في الطريق ظنا منه أن سيارته تلحق بموكب الملك، و بعد نزوله و تحرك موكب الملك فوجئ الأمير سلطان بعدم وجود سيارته فأشار لصاحب سيارة «وانيت داتسون» أن يتوقف لكي يوصله إلى المستشفى ففعل صاحب السيارة وكانت مفاجأة كبيرة لصاحب السيارة و لحراس بوابة المستشفى عند وصوله للمستشفى.
رحم الله أمير الأمراء ، رجل الدولة و إنسان الخير .. مثواه قلوبنا .

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى