1
ناصر القحطاني ┃ الرياض  :  



فتاة لم يتجاوز عمرها 16 عاما قبل نحو شهر اختفت عن أنظار أسرتها في منطقة الباحة جنوب السعودية، وبعد تمشيط أمني للمنطقة عثر عليها في غرفة مهجورة في زاوية من القرية، حيث أوضحت أنها هربت بسبب قسوة تعامل والدها معها!.

هذه القصة نموذج من بين عشرات القصص المماثلة عن "الهاربات" والتي تنشرها الصحف السعودية وتمتلئ بها قاعات المحاكم  الشرعية في الفترة الأخيرة، بطلها المشاكل الأسرية والضغط النفسي والأجانب.

فمن الملاحظ أن هروب الفتيات لا يكون فقط إلى داخل المملكة ولكن إلى خارج الحدود السعودية!، حيث سجلت الإحصائيات الأمنية في السعودية حالات متعددة لهروب فتيات من منازل ذويهن، وبحسب مصدر أمني في تصريح لـ (زوايا) أنه تم القبض مؤخرا على شخص يمني في محائل عسير وبرفقته فتاة سعودية تبلغ 20 عاما قام بسحرها لترافقه إلى اليمن، بعد أن خدعها بإنقاذها من سوء معاملة أسرتها لها، ولكن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض عليهما في موقع بري.

ويوضح المصدر أن من أهم الأخبار التي أثارت المجتمع هروب فتاة سعودية تدعى حنان مع شاب هندي -كان يعمل سائقا لدى عائلتها- إلى الهند بجواز مزوّر، لكن سرعان ما اكتشفت السلطات الأمنية الهندية الأمر وأمرت بإيقاف الاثنين.

فكيف يفسر المجتمع السعودي لجوء فتياته إلى الهروب؟

العنف الأسري

محمد السلمي، أب من جدة، يحلل مشكلة هروب الفتيات بأن سببها الأسرة، فهناك أسر للأسف تمارس الضغوط على أولادها وتتعامل بقسوة خاصة مع الفتيات والنتيجة أن تصل الفتاة إلى مرحلة الإحباط فلا تجد من سبيل سوى الهروب وربما هروب إلى المجهول.

"إنه العنف الأسري سبب ما يحدث وسوء تعامل الأهل مع بناتهن، أو ربما الإهمال وعدم تفهم نفسيات البنات وبخاصة في فترات المراهقة سبب هروب الفتيات"، هكذا قالت أم يحي، من الطائف، وتابعت للأسف يعتقد بعض الآباء أو الأمهات أن القسوة على أولادهم سيجنبهم الوقوع
في المحظور أو الانحراف، ولكن أسلوبهم ذلك بالفعل سيدفعهم إلى ارتكاب أمور لم يعتد عليها المجتمع السعودي من قبل.

أما سلوى علي، 20 عاما، فتقول: "تفكر الفتاة بالهروب لأسباب عدّه لكن أهمها البيت، فهناك آباء يهملون بناتهم ولا يعيرونهن اهتماما فيلجأن إلى هذا التفكير الشيطاني".

"ابنتي فكرت في الهروب"

سعيد الغامدي، يرى أن البيت ليس السبب الوحيد فهناك المدرسة، فالبنت تتأثر بأحاديث صديقاتها وزميلاتها خاصة ضعيفات النفوس اللائي يقمن بإغواء الطالبات بزرع  أفكار غير منطقية في رأسهن ومنها التحرر.

ويحدثنا عن موقف حدث مع ابنته فيقول: "لن أنسَ ذلك اليوم الذي سمعت فيه ابنتي التي تبلغ من العمر 17 عاما وهى تتحدث مع زميلتها عبر الجوال، فسمعتها تقول لها (أنا فكرت في كلامك وأبحث عن فكرة كي أهرب من المنزل)، فسرعان ما دخلت عليها وأمسكت بهاتفها الجوال، وقمت بإغلاقه ثم تحدثت معها عن سبب تفكيرها بالهروب وبعد إلحاح مني  قالت أن زميلتها أقنعتها لتهرب معها إلى منتجع سياحي في الطائف، وبرغم هول الصدمة تحركت على الفور بمنع استخدامها لجوالها وقمت بنقلها من المدرسة".

ليست ظاهرة
من جانبه يشير الباحث الإجتماعي الدكتور عوض الردادي، إلى إن مناطق الرياض ومكة المكرمة سجلت أكثر حالات هروب الفتيات، مرجعا ذلك للكثافة السكانية في هاتين المنطقتين بالإضافة إلى وجود حالات مماثلة لجنسيات غير سعودية، ولكنه يرفض أن يصف هروب الفتيات بـ (الظاهرة).

يتابع: "من أهم أسباب الهروب عدم فهم الأسرة لحاجات الفتاة من العطف والحب والانتماء والتفكير في المستقبل بالنسبة لها، فالكثير من الأسر تضع العراقيل والصعوبات التي تمنع إتمام مشروع تزويج الفتاة مما يجعلها تبحث عن وسائل أخرى ويدفعها للهروب من المنزل، وكذلك انعدام التواصل العاطفي بين أفراد الأسرة، مما يؤدي بالفتاة إلى التفكير بالمناخ العاطفي خارج المنزل".

ويؤكد الردادي أنه ليس بالضرورة أن تهرب الفتاة من المنزل بقصد إيجاد علاقات غير شرعية مع شاب، فقد تهرب الفتاة نتيجة ضغوط داخل الأسرة وبالتالي يجعلها عرضة لهذه العلاقة المشبوهة، مشيرا إلى أن من الأسباب الجوهرية وراء هروب الفتيات ضعف الرقابة الأسرية على الفتاة أو إعطاؤها الثقة الزائدة.

دراسة واستقصاء
أما الدكتور عبد الله اليوسف، عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود ومدير مركز أبحاث الجريمة السابق، يرى أن مجرد تفكير الفتاة في الهرب يستلزم الاستقصاء، لأنها تشير إلى وجود مشكلة ما في التعامل القاسي، والجهل وعدم تفهم المراحل التي تمر بها المراهقات.

الكاتبة مها الحجيلان، توضح أنّ الفتاة لا تلجأ إلى الهروب أو الاختفاء إلا بعد أن صارت بقية الحلول الأخرى بالنسبة إليها غير ممكنة أو غير محتملة، تضيف: "قد يتساءل البعض ما الذي يجعل بعض النساء خصوصا المراهقات يهربن مع وافدين قد يكون كثير منهم فقراء لا يقدرون على توفير مائدة طعام محترمة؟!، بالطبع السؤال هام ولكن الإجابة غير معروفة، وللأسف لا توجد دراسة تشرح لنا تلك الأسباب بشكل علمي".

 

إرسال تعليق

  1. لاوالله الهروب بسبب مجتمع متخلف مو راضي يتطور كل شي فيه للرجل والبنت مثل الجزمه
    ومافي وظائف للبنات كل البنات عاطلات وحنان من الوالدين مافيه واذا طلعت باالشارع هيئات واذا دخلت البيت ابو يطالع فيها كانها شي مو كانها كائن حي لوو الهروب سهل كان من زمان كل البنات هربن وتركنا المجتمع الخايس للرجال

    ردحذف

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى