قرية المفتاحة التشكيلية 23 عاماً من الإبداع

   

• تحتوي أكبر مسرح مغلق في الشرق الأوسط وتستقطب المشاهير

نورة الغامدي - ابها  : 

تروي قرية المفتاحة التشكيلية والثقافية في أبها - جنوب السعودية - قصص الأمس. فالقرية الصغيرة التي تأسست منذ 23 عاماً لا تزال تعبق بذكريات الماضي من خلال بيوتها المتلاصقة المبنية من الطين والحجر. وتستقطب القرية التي تبلغ 150 عاماً السياح بشكل متكرر.

ويقصد القرية مشاهير الشعر والفن التشكيلي والأدب كل صيف، إذ يعد مسرحها الشهير من أكبر المسارح المغلقة في الشرق الأوسط ويتسع لقرابة 3 آلاف متفرج. لاسيما أنه احتضن ألمع نجوم الغناء العربي ومهرجانات الصيف، فضلاً عن أنه كان شاهداً على الفصل الأخير من حياة الفنان السعودي الراحل طلال مداح الذي توفي على خشبته قبل سنوات.

إلى ذلك شكلت القرية بداية انطلاق العديد من الفنانين وبعض فرق الفن المعاصر كـ"حافة الصحراء" والفنان عبدالناصر غارم وغيرهما.

 حراك ثقافي  وفن التشكيلي

إحدى الفعاليات على مسرح المفتاحة

واسترجع الأديب محمد بن عبدالله الحميد تاريخ المفتاحة، لافتاً إلى أن الأمير علي بن مجثل أسسها في أوائل القرن الثاني عشر الهجري على ضفاف الوادي بالجزء الغربي من مدينة أبها. وفيها بنى قصره الذي لازالت أنقاضه حتى الآن، كما سكنتها مجموعة من مواليه وغيرهم من الأهالي.

وكانت المفتاحة قديماً منطقة زراعية بالدرجة الأولى تسقي من آبارها المترعة بالمياه وبالكظائم، وهي عبارة عن سواقٍ تمتد الى غدران الوادي، الحقول والبساتين المجاورة، وينال كل حقل أو بستان نصيبه حسب قوانين وأعراف متفق عليها. ما جعلها أشبه بالحديقة المكتظة بأنواع الأشجار المثمرة وألوان النبات والزهور، فكانت لا تخلو عصراً من المتنزهين.

المفتاحة قديما

وفي سياق متصل، قال عبدالله شاهر، مدير مركز الملك فهد الثقافي، لـ"العربية.نت"، إن فكرة إنشاء القرية بدأت بدعم من أمير المنطقة سابقاً الأمير خالد الفيصل، وتأسست بشكل رسمي عام 1410هـ، مشيراً إلى أنها تحتضن عدداً من الدورات داخل المركز، وهي دورة الفن التشكيلي دورة الخط العربي (الرقعة والنسخ) ودورة اللغة الإنكليزية، دورة فن الخزف والحاسب الآلي للرجال والنساء، فضلاً عن المشاركة في مهرجان الجنادرية واستقطاب الأمسيات الثقافية والفنية.

كما أقامت المعارض في صالات المركز كمعارض الكتاب والأرشيف الوطني ودارة الملك عبدالعزيز، واحتضنت العديد من الأمسيات والندوات والمؤتمرات على مستوى العالم العربي بالإضافة إلى المتحف التراثي.

وتعتبر المفتاحة من أكبر القرى التشكيلية على مستوى الشرق الأوسط، إذ ترعى الفن التشكيلي والفنانين، وذلك بعقد الدورات والمعارض التشكيلية، وورش العمل الفنية.