0
كتب : د - أحمد صالح آل زارب : 
رسخت الشريعة الإسلامية في قلبي الأبوين شعور العطف على الأولاد،وفطر الله قلبيهما على محبتهم، وهذه المشاعر والعواطف الأبوية موجودة في قلب الأبوين متأصلة فيهما لبناء الأسرة التي تقوم على حماية الأبناء،والرحمة بهم والاهتمام بأمورهم ، ولولا هذه المشاعر لما استمرت الحياة البشرية، ولما كان صبر الأبوين على رعاية أولادهما . " فالأسرة هي البيئة الطبيعية، التي تتعهد الطفل بالتربية ، لأن غريزة الأبوة والأمومة ، هي التي تدفع بكل من الأب والأم إلى القيام برعاية الطفل وصيانته ، ولا سيما في السنوات الأولى من طفولته[1])" والآيات القرآنية التي تصور من المشاعر الأبوية الجميلة كثيرة جداً. يقول الله تعالى:{ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً[2]}. ويقول سبحانه وتعالى:{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما[3]}.ولما كان مدخل تكوين الأسرة هو الزواج{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ[4]}.أهتم الإسلام بهذا الأمر فحث الزوج على اختيار الزوجة الصالحة التي ستكون احد أركان الأسرة بل أهم أركانها بالنسبة للمولود وخاصة في مراحل حياته الأولى ولا غرابة .
ألام مدرسة إذا أعددتها 000  أعددت جيلاً طيب الأعراق[5]).
ولا شك أن أحسن اختيار الزوجة من أقوى الأسباب في استقرار الأسرة وتماسك بنيانها، يقول صلى الله عليه وسلم"تنكح المرأة لأربع،لمالها،ولحسبها،ولجمالها،ولدينها،فاظفر بذات الدين تربت يداك[6]) "والمعنى الذي يهدف إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من هذا الحديث ونحوه مما ورد في معناه هو أن يحرص المسلمون في بنائهم للأسرة على تحري الزوجة الصالحة، ذات الأصل الطيب ، لأن أخلاق المرأة تتأثر غالباً بالبيئة التي نشأت فيها،وترتب في أحضانها، كما أن أبنائها يرثون عنها الكثير من أخلاقها وطباعها،إذا أن كل إناء ينضح بما فيه،لذلك ندب إلى اختيار المرأة من بيئة متدينة حتى تنقل إلى أبنائها وبناتها الطباع الكريمة والقيم الفاضلة[7]).وفي المقابل أيضاً جاءت الشريعة بحث ولي المرأة على حسن اختيار الزوج الكفء الذي يتمتع بالخلق الكريم،ويلتزم بشرائع الإسلام ولديه قدرة على قيادة الأسرة والقيام بحقوق الزوجة والأولاد. روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال"إذا خطب إليكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير[8])"كما حرصت الشريعة على إثبات النسب للمولود،وجعلته من أهم الحقوق لأن في انتساب الطفل إلى أب وأسرة يحفظه من الضياع، ويحميه من التشرد الذي سيؤدي بلا شك إلى شر كبير عليه وعلى المجتمع عامة.ولهذا أيضاً اهتم الإسلام بأمر اليتيم حتى لا يكون النقص أو الخلل الذي حصل في أسرته سبباً في شقائه أو انحرافه.

[1](صالح عبد العزيز ، وعبدالعزيز عبدالمجيد ، التربية وطرق التدريس، ص84)
[2][سورة الكهف:الآية 46]
[3][سورة الفرقان:الآية 74]
[4][سورة الروم:الآية 21]                                       
[5](حافظ إبراهيم)
[6]( رواه البخاري في صحيحه ، كتاب النكاح باب الأكفاء في الدين ،ج7، ص9، وابن ماجه في سننه ج1، ص346، كما أخرجه احمد في مسنده ج2، ص428، والنسائي كتاب النكاح 136 باب كراهية ترويج الزناة، ج6، ص68)
[7](حسين محمد يوسف، اختيار الزوجين في الإسلام ، ص13-14).
[8](رواه الترمذي في سننه، كتاب النكاح، باب فيمن ترضون دينه ، ج2،ص274)

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى