كتب : هاني العقاد
سيسقط النظام في سوريا إن عاجلا أو أجلا وسينتهي حكم بشار الأسد و سيرحل إلى الأبد , و سيحاكم الشعب السوري كل تلك الفئات المستزلمة التي أراقت دماء أبنائه لنصرة البغي والظلم و القهر , لكن من غير المعروف إن كان سينقذ نفسه من حبل المشنقة أم لا , و ما دعاني لأبدا مقالتي هذه بحتمية سقوط الأسد ما يجري الآن من حرب ضروس في كافة بقاع سوريا وحجم الدم الذي سفك من قبل شبيحة الأسد وجيشه الأخرق الذي يعتقد أن سوريا أمام مؤامرة كبيرة ويريد إنقاذها من أهلها ...! , ولا اعتقد أن هذا الجيش ينتمي إلى وطن لان انتماءه الأول والأخير لبشار العلوي القاتل وبالتالي فان هذا الجيش يعتقد انه يحمي سوريا من خلال حماية الأسد لأنه يعتقد خطأً أن سوريا هي الأسد والأسد هو سوريا مع إنكار حق أي مواطن سوري أخر أو حتى غير سوري في العيش بكرامة وحقوق مدنية وسياسية كاملة و غير منتهكة.
لم يتوقف القتل دقيقة واحدة منذ أن اندلعت الثورة بشكلها السلمي في سوريا ,ولم تتوقف المجازر ولم يرحم دماء أبناء الشعب السوري أبدا بل أن حجم القتل والذبح والتشريد ازداد ضراوة مرحلة بعد الأخرى إلى أن وصل القتل بلا سبب وبلا تمييز بين صغير و كبير أو أمرآة و رجل أو مواطن و لاجئ , واليوم يبدو أن النظام السوري قد جن و فقد صوابه و لم يعد قادرا على تقبل السقوط المتوقع فدفع مرتزقته ليرتكبوا مذبحة جديدة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والمحاصر منذ أيام راح ضحيتها أكثر من مائة ضحية فلسطينية بين شهيد و جريح , واعتقد أن الأسد اليوم قد أصيب بالفعل بالجنون و دخل معركة ضد الكل في سوريا , والفلسطيني أصبح أمام الحصار و مرمي النار والقتل اليومي لأنه لم يقاتل إلى جانب جيش بشار النازي ولم يوافق على أن يستخدم كمرتزقة و أداة في يد النظام السوري توجه ليقتل بها من يريد من الفلسطينيين أنفسهم و غير الفلسطينيين ,كل هذا حتى لا يبقي الفلسطيني على الحياد من هذه القضية, لكن دماء الفلسطينيين التي زهقت في المخيم وضعت الفلسطينيين هناك أمام خيارين إما الدفاع عن النفس و حماية أبنائهم وأطفالهم ونساؤهم من سكاكين شبيحة وأتباع النظام السوري ,وأما الرحيل قبل مرحلة الحسم و اللجوء إلى بلد أخر .
مع وصول الأسد إلى مرحلة الجنون الفعلي وفقدان كل عوامل النجاة أصبح يتوقع دخول الصراع في سوريا إلى مراحل إبادة جماعية خلال الأيام القادمة و هذه الإبادة بالطبع لكل من يعتنق مذهب إسقاط النظام في سوريا والبحث عن الحرية والديمقراطية والأمن الاجتماعي والسياسي ومن يناصر الثوار ويقدم إليهم المد والعون , وما بين جنون بشار الأسد و نظامه واعتقاده أن الشعب السوري متآمر وخائن يبقي الوضع في سوريا على حافة مرحلة الحسم بين المتقابلين المتقاتلين , الجيش النظامي بآلته الحربية و أسلحته الكيماوية التي ستبيد مئات الآلاف من أبناء الشعب في ساعة واحدة والجيش الحر الذي يدافع عن هذا الشعب بأسلحته التقليدية والبسيطة , واعتقد أن مرحلة الحسم هذه ستكون أسرع مما يعتقد المراقبين لان كل من الطرفين يخطط لساعة الصفر والانقضاض على الأخر ,لكن الفارق في المعادلة أن الجيش السوري الحر والثوار في سوريا لديهم قوة اكبر من قوة جيش الأسد من حيث العقيدة القتالية و المبدأ الذي يقاتلون من اجله وإرادة النصر وهذا من أهم عوامل النصر , وحتى لو استخدم الأسد أسلحة كيماوية معينة ليسقط الرعب في معنويات الثوار و يشتت صفوفهم و ينتقم من أهلهم فان هذا سيكون له مردودا عكسيا من الناحية القتالية وسيكون المدخل الذي ينتظره العالم ليتدخل عسكريا في سوريا وسيكون الأسد قد سارع بوضع رقبته داخل حبل المشنقة.
ما يجعلنا نعتقد أن الأسد جُن و وصل إلى مرحلة الانتقام من الكل في سوريا فلسطيني و غير فلسطينيي ما دام لا يقاتل مع شبيحته و جيشه هو إدراكه تخلى الكثير من أصدقائه بالعالم عنه بسبب حجم الدم الذي أريق في سوريا حتى الآن ودخول القضية في معادلة جرائم الحرب و اقترابها من حرب الإبادة الجماعية, وإدراك الجميع أن معركة الأسد أصبحت خاسرة , هذا بالإضافة لفقده لأهم اثنين من القادة العسكريين في التفجير الأخير بمبنى الأمن القومي السوري , ولعل مرحلة الجنون التي أصابت الأسد الآن وضعته في حلقة البقاء حتى الانتصار المستحيل بالرغم من أن الفرصة مازالت موفرة له للرحيل والاختباء في أي بلد آخر و إنقاذ نفسه و جيشه من كارثة السقوط الحتمي والانتقام الأكيد.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم