احمد عمر - القاهرة (وكالات )
لقي 53 شخصا على الأقل مصرعهم
في هجوم على المعتصمين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي أمام دار الحرس
الجمهوري للقوات المسلحة المصرية فجر اليوم، في حين أصيب نحو ألف آخرين حسب
تقديرات حزب الحرية والعدالة ومصادر طبية في المستشفى الميداني بميدان
رابعة العدوية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية القانونية في
حزب الحرية والعدالة ياسر حمزة للجزيرة إن عدد الضحايا مرشح للزيادة, مشيرا
إلى أن نحو 300 من المصابين نتيجة إطلاق الرصاص الحي عليهم.
وعرضت لقطات مصورة لجثث وأشلاء في مكان
اعتصام مؤيدي مرسي في ميدان رابعة العدوية القريب بعد أن قالت جماعة
الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي إنها تنقل إليه ضحايا فض الاعتصام
أمام نادي ضباط الحرس الجمهوري.
وقال موقع جماعة الإخوان المسلمين على
الإنترنت إن قوات الحرس الجمهوري والشرطة فضت اعتصام الآلاف من رافضي
الانقلاب العسكري أمام نادي الحرس الجمهوري بالقوة وكسرت خيام المعتصمين
وسرقت محتوياتها وأخلت الميدان وساقت المعتصمين باتجاه رابعة العدوية حيث
يعتصم ألوف آخرون من مؤيدي مرسي.
وتحدث القيادي في حزب الحرية والعدالة محمد
البلتاجي للجزيرة عن "مجزرة حقيقية", وقال إن المعتصمين تعرضوا لإطلاق
الرصاص الحي أثناء أداء الركعة الثانية من صلاة الفجر.
كما تحدث شهود عيان عن حالة من الرعب
والفزع عمت المكان, وأشاروا إلى أن قوات أمنية بدأت بإطلاق قنابل الغاز قبل
أن تبدأ بإطلاق الرصاص عن طريق قناصة.
وقال الداعية الإسلامي صلاح سلطان من على
منصة رابعة العدوية إن هناك مئات المصابين الذين سقطوا بالرصاص الحي وتتم
معالجتهم الآن في المستشفى الميداني بميدان رابعة العدوية، بعد نقلهم
بسيارات الإسعاف. وأطلقت المنصة نداءً عاجلاً إلى وزارة الصحة لإنقاذ مئات
المصابين الذين يصارعون الموت.
كما قال خالد حنفي -وهو طبيب في المستشفى
الميداني برابعة العدوية- إن عدد القتلى مرشح للزيادة، إذ إن أكثر المصابين
تعرضوا لطلقات نارية في الرأس والصدر. وأضاف "أشعر بالعار فلم أر في حياتي
مثل هذه المجزرة".
ردود فعل فورية
في هذه الأثناء, دعا رئيس حزب مصر القوية
عبد المنعم أبو الفتوح الرئيس المؤقت إلى الاستقالة من منصبه احتجاجا على
"المجزرة", وقال إن مرتكبيها يجب أن يحاسبوا. كما شكك أبو الفتوح في دعوات
الحوار والمصالحة في ظل هذه الأجواء.
أما حزب النور الذي أيد خريطة الطريق التي
أعلنها الجيش, فقد أعلن في أول رد فعل على المجزرة الانسحاب من التفاوض
بشأن خريطة طريق الجيش, الذي أعلن عزل مرسي قبل أيام. وقال المتحدث باسم
حزب النور نادر بكار "لن نسكت عن مجزرة الحرس الجمهوري".
في مقابل ذلك، تدفقت الليلة الماضية وقبل
ساعات من المجزرة حشود ضخمة على ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية استجابة
لدعوة حركة تمرد للدفاع عما سموها "شرعية الشعب"، ورفعوا شعارات تؤيد قرار
الجيش الإطاحة بمرسي وتقول إن ما جرى لم يكن انقلابا بل كان ثورة شعبية.
كما أجرى سلاح الجو استعراضا بالطائرات
الحربية والمروحيات في سماء تلك الحشود. وندد العشرات من المصريين في وسط
القاهرة بالموقف الأميركي تجاه المظاهرات الشعبية، وأحرقوا العلم الأميركي.
وحمل العشرات من المحتشدين لافتة كبيرة كتب
عليها "تسقط أميركا" إضافة إلى صور الرئيس المعزول محمد مرسي ونظيره
الأميركي باراك أوباما وعلم الولايات المتحدة وعليها علامة "إكس".
وكانت مدينة الإسكندرية قد شهدت قبل أيام
مقتل 14 شخصاً في أحد أسوأ الاشتباكات في البلاد منذ عزل الرئيس مرسي. كما
شهدت محافظات أسيوط والسويس والمنيا ومرسى مطروح وقنا وأسوان مظاهرات مؤيدة
للرئيس المعزول، وشملت المظاهرات المعارضة له كذلك محافظتي القاهرة
والإسكندرية وعددا من المحافظات الأخرى.
وعلى صعيد دولي، شهدت مقرات السفارات المصرية في بعض العواصم وقفات داعمة لمرسي، كان أبرزها في الأردن وباريس وتركيا ولندن.
وأعرب
ائتلاف "مراقبون لحماية الثورة" عن أسفه الشديد للمجزرة البشعة التي
ارتكبتها قوات الجيش والشرطة بحق المعتصمين السلميين أمام الحرس الجمهوري،
والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 55 مواطنًا بينهم 5 أطفال صغار، وإصابة
أكثر من 1000 مواطن، 300 منهم حالتهم خطيرة، وما زالت المجزرة مستمرة وسط
صمت رسمي غير مبرر، وادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وأكد الائتلاف في
بيان وصل "إخوان أون لاين" أن القوات المسلحة لم تكتف بالضرب بالرصاص
الحي، بل استخدمت غاز أعصاب يصيب المعتصمين بالإغماء تشم رائحته على بعد
500 متر، وحاصرت المئات من النساء والأطفال داخل مسجد المصطفى الموجود أمام
الحرس الجمهوري، وتعتقل العشرات من المتظاهرين السلميين وتسلمهم لرجال
الشرطة.
وأشار
إلى أن الطائرات التابعة للقوات المسلحة، كانت قد ألقت بيانات بالأمس على
المعتصمين في ميدان النهضة ورابعة العدوية والحرس الجمهوري تحوي تهديدات
للمعتصمين السلميين، ما يشير لوجود نية مبيتة للتعامل بعنف مع المتظاهرين.
وحمل البيان قيادات القوات المسلحة مسئولية هذه
المجزرة البشعة, مؤكدًا أن ما حدث ضد المعتصمين السلميين يمثل مخالفة صريحة
للقانون والدستور المصري– الذي تم تعطيله بعد الانقلاب على الشرعية-
وللأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان والتي تكفل حرية الرأي
والتعبير.
وصدر عن جماعة الإخوان المسلمون البيان التالي في
فجر اليوم الإثنين وقبل بداية شهر رمضان بيوم وبينما كان المعتصمون
السلميون يؤدون صلاة الفجر إذا بطلقات الرصاص الغادرة وقنابل الغاز تطلق
عليهم بكثافة من قوات الجيش والشرطة دون مراعاة لحرمة الصلاة وحرمة الحياة،
إضافة إلى العدوان على حق المعتصمين في التظاهر السلمي، وهذا ما لا يفعله
حتى اليهود، الأمر الذي أدى إلى سقوط حوالي 35 شهيدًا والرقم مرشح للزيادة
إضافة إلى مئات الجرحى.
وعندما لجأ عدد كبير من النساء والشباب إلى مسجد المصطفى القريب من المنطقة قامت القوات بحصار المسجد، وهي تعتقل كل من يخرج منه.
إن هذه الجريمة البشعة التي اقترفها قائد الجيش الذي انقلب على الشرعية ونكث بالعهد والقسم واستولى على الحكم بانقلاب عسكري مكتمل الأركان بغطاء من بعض المدنيين إنما تؤكد مدى وحشيته ودمويته وأنه مُصر على السير إلى نهاية طريق اغتصاب السلطة على جماجم المواطنين المدنيين العزل، وأنه لا يعبأ بحرمة الأرواح أو الدماء، وأن يقتدي في هذا بالسفاح بشار الأسد ويريد أن يسوق مصر– حفظها الله وأهلها – إلى نفس المصير السوري من أجل التحكم في سلطة الحكم من وراء ستار.
إن هذه الدماء ستكون بإذن الله لعنة عليه وعلى معاونيه وستكون المسمار الأخير في نعش أطماعه فالشعب المصري لن يخضع ولن يذل للديكتاتورية العسكرية مرة أخرى، ولن تزيده هذه الجريمة إلا إصرارًا على انتزاع حقه وتقرير مصيره من بين أنياب هؤلاء المغتصبين.
ونقول لأولئك الذين وضعوا أيديهم في يد قائد الانقلاب من السياسيين المدنيين، هل ستظل أيديكم في يده بعد أن تلطخت بالدماء وبعد أن قتل إخوانكم المواطنين العزل، ولو كانوا مختلفين معكم سياسيًّا؟
إن الله عز وجل الذي حرم الظلم والدماء والذي جعل قتل نفس واحدة أعظم من زوال الدنيا كلها سينتقم من هؤلاء السفاحين سافكي الدماء الحرام.
وأخيرًا نتضرع إلى الله تعالى أن يتقبل الشهداء في رحمته وأن يشفى الجرحى وأن ينصر الشعب المصري على الطغاة المجرمين.
(ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
(ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)
( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)
الإخوان المسلمون
القاهرة في: 29 من شعبان 1434هـ الموافق 8 من يوليه 2013م

إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم