0


تقرير : اسامة الكحلوت غزة

الشاب  احمد موسى " 30 عاما " عمل طوال حياته عاملا في مصانع الطوب ونقل الرمل والاسمنت ومواد البناء مقابل مبلغ 20 شيكل يوميا ،  ولكن سوء الاوضاع الاقتصادية

يتواجد في قطاع غزة الكثير من المؤسسات الدولية التي تعمل في مجال الاغاثة وتقديم الخدمات للاجئين وتقديم المساعدات الغذائية والعلاج والادوية للمحتاجين ، وتوفير فرص العمل لبعض الخريجين واستيعابهم ضمن مشاريع  ممولة دوليا  ، ومع ذلك فنسبة الفقر ترتفع تدريجيا نتيجة البطالة المستفحلة داخل صفوف الشباب الفلسطيني .
لم يجد الكثير من المواطنين والعائلات الفلسطينية المهمشة طريقا ناجحا  للوصول للمؤسسات الاغاثية داخل القطاع  ، فجميع مساعيهم تجاه هذه المؤسسات  باءت بالفشل ، فبدأ الكثير منهم يتجه للإعلام بحثا عمن ينشر امنياتهم ويساعدهم في تحسين ظروف حياتهم.
الشاب  احمد موسى " 30 عاما " عمل طوال حياته عاملا في مصانع الطوب ونقل الرمل والاسمنت ومواد البناء مقابل مبلغ 20 شيكل يوميا ،  ولكن سوء الاوضاع الاقتصادية انعكس على الجميع ، ولم  تتوفر فرصة للعمل في هذه الايام .
سلك موسى جميع الطرق وتوجه لجميع المؤسسات المحلية بحثا على مساعدات يسد  رمق اطفاله الاربعة ، ولم يجد اذان تصغى لشكواه  ولو لمجرد السمع  وتدوينها ضمن كشوفاتهم لمساعدته .
بحسرة كبيرة يجلس  موسى بين اطفاله الاربعة ويقول " تزوجت قبل تسع سنوات ومنذ تلك الفترة استأجرت عدة منازل ، وسنويا استأجر ما يقارب 10 منازل نظرا لعدم تمكني من سداد اجرة البيت الى اصحابها فيقوموا بطردي نهاية الشهر بعد مطالبتهم بحقوقهم "
ويتابع "لم اتمكن من توفير طعام أطفالي ، فانا  بين نارين اولها اجرة منزلي الذى ليس بإمكاني توفيره ، والثاني  طعام أطفالي الذى ايضا ليس بمقدوري تأمينه "
ويقسم بالله انه في كثير من الليالي ينام اطفاله بدون  طعام او تناول وجبات رئيسية ، نظرا لخلو مطبخه من أي  انواع الاطعمة  والوجبات الخفيفة ، ويضطر في بعض الاوقات لإطعامهم القليل من السكر موضوعة داخل القليل من الخبر  لتصبيرهم  للصباح.
ويضيف موسى " بعد ان فقدت الامل في جميع من طرقت ابوابهم  ، قررت ان ابيع كليتي  من اجل الحفاظ على بناتي وشراء منزل لنا يؤمننا من غدر الزمان ، فلدى ثلاث بنات واخاف من  ابناء الحرام ان يستغلوهم في الكبر ، فقررت ان ابيع جزء من جسدي لأحمى بناتي  في المستقبل "
وقال " لو  متت بعد العملية  وبعت الكلى بذلك اكون متت وانا مرتاح لأنني امنت منزل لأطفالي  يعيشوا سعداء بداخله مع امهم ، وبعيد عن مد ايديهم للناس لمساعدتهم "
وحاول موسى عدة مرات الانتحار هو وعائلته ولكنه عدل عن هذه الفكرة لأنها حرام شرعا ، مما جعله يقرر بيع كليته رسميا .
واوضح موسى ان وقته يمضى على فتات ومساعدات من اهل الخير في منطقته  ، فيصحو من نومه ليجد  باستمرار القليل من الفواكه والبندورة  على باب منزله كل صباح.
وحين سالت الطفلة الكبرى من بناته  هديل " 7 سنوات "   عن حلمها قالت " الفول اصبح هو الوجبة الاساسية داخل منزلنا  ، وأمنياتي ان نأكل القليل من اللحوم والبيض "
اما شقيقاتها التؤام  "6 سنوات " فيشتركن مع اختهم الاكبر هديل في عدم تلقيهم مصروف المدرسة سوى مرة في الاسبوع نتيجة عدم توفر اموال مع والدهم، ويقدر  الاطفال معاناة والدهم مما جعلهم يوافقوا على الذهاب للمدرسة بدون مصروف يومي ، سوى اصطحاب القليل من الدقة  والزعتر.
حيث وصل الامر في موسى الى بيع اثاث منزله تدريجيا ، مثل الثلاجة وخزانة الاطفال وغرفة نومه الخاصة  من اجل محاولة تسديد اجرة البيت الى  ان اصبح بيته خاليا من الاثاث.
ويناشد موسى الحكومات الفلسطينية واهل الخير في مساعدته وتوفير فرصة عمل له ليؤمن حياة اطفاله ويحافظ على حياته قبل انتهائها.
  وكان قد نشر قبل عدة ايام  موسى على مواقع التواصل الاجتماعي  احد جيرانه مناشدة منه  يؤكد فيها اعلانه بيع كليته والبقاء على كلية واحدة من اجل شراء منزل له  وشراء ملابس لأطفاله .
ومنذ ذلك الحين يتلقى موسى العشرات من الاتصالات يوميا من شخصيات راغبة في شراء كليته وخاصة من جمهورية مصر العربية مطالبينه فقط بإجراء التحاليل ، ومن ثم سيساعدونه في كافة الاجراءات التي تساعده في الوصول لهم بأمان واستلام حقوقه.


إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى