0
جدة (زوايا) مها الحارثي

خضع المشاركون في الزواج الجماعي الحادي عشر من الجنسين والبالغ عددهم 1000 شاب وفتاة لبرنامج تدريبي تأهيلي في الحياة الأسرية استمر لمدة 12 ساعة شارك فيها الجميع عبر "ملتقى العرسان" الذي نظمه الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتوجيه الأسري بجدة على مدى يومين، وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة للزواج الذي يقام برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الرئيس الفخري للجمعية.
حيث وجه سماحة المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في بداية الملتقى الذي أقيم بقاعة أماسي للاحتفالات كلمة إرشادية للشباب والفتيات وأوضح فيها بأن الزواج من نعم الله تعالى، مبيناً بأن الله عز وجل حث على التزويج فقال سبحانه: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) كما قال عليه الصلاة والسلام: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
وأضاف سماحته بأن الزواج نعمة عظيمة من الله للعبد، إذا وفقه له فسيحصل له به الخير العظيم والفضل الكبير، راحة النفس، طمأنينة القلب، طيب الحياة، مبيناً بأن الزواج عبادة لله وقربة يتقرب بها العبد إلى الله، فهو أفضل من نوافل العبادة لأنه يعين على تحصين الفرج وغض البصر وسلامة العبد من الوقوع فيما حرَّم الله عليه.
وخاطب سماحته الشباب والفتيات بقوله: إن الزواج خير كثير، مؤكداً بأن من أسباب سعادة الزوجين قيام كل منهما بما يجب عليه نحو صاحبه، فقيام الزوج بالواجب عليه، وقيام المرأة بالواجب عليها، يكفل للبيت السعادة والهناء بتوفيق من الله. والله جل وعلا في كتابه العزيز قد بين للزوجين الواجب على كل منهما فقال: (وَلَهُنَّ مِثْلُ ٱلَّذِى عَلَيْهِنَّ بٱلْمَعْرُوفِ)، فأخبر تعالى أن للزوجة حقاً كما أن عليها واجباً، وللزوج حق كما أن عليه واجباً.
أما الجلسة الثانية للملتقى فتحدث خلالها المدرب عصام ياسين قارئ بعنوان "حالات الذات وأنواع الغضب" تناول فيها الغضب المحمود والغضب المذموم، مشيراً إلى أن الغضب هو في الأساس إنفعال إنساني طبيعي جداً وصحي أيضا، ولكن حين يخرج عن نطاق تحكمنا ينقلب إلى شيء مدمر يسبب المشاكل مشاكل في العلاقات الشخصية ونوعية الحياة التي نحياها بشكل عام.. وأوضح قارئ بأن الغضب هو حالة انفعالية تتراوح شدتها ما بين مضايقة خفيفة إلى حالة من الثورة العارمة طبقاً لعلماء النفس، موضحاً بأن الغضب قد يصاحبه تغيرات نفسية وبيولوجية؛ وقد يكون بسبب أحداث خارجية أو داخلية.
وأشار المدرب عصام قارئ بأن الناس يستخدمون عمليات في الوعي واللاوعي للتعامل مع مشاعر الغضب وهي التعبير والكبت والتهدئة، مبيناً بأن أصح طريقة للتعبير هو توصيل مشاعر الغضب دون اللجوء للعدوانية من خلال تعلم كيفية توضيح الاحتياجات للآخر وكيفية تلبيتها دون التسبب في إيذائه.
أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان "فن احتواء المخطئ" قدمها المدرب بمركز المودة الاجتماعي الأستاذ فايز بن سالم السهلي أوضح فيها بأنه يمكن للإنسان احتواء 90% من المخطئين من أول موقف، مشيراً إلى أن الخطأ سلوك بشري لابد أن نقع فيه حكماء كنا أو جهلاء.. وأضاف السهلي بأنه ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره ونضخمه، مؤكداً بأنه لابد من معالجة الخطأ بحكمة ورويه وأياً كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت وآخر إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء.
وعدد السهلي أساليب معالجة الأخطاء والذي يُعد فن خاص بذاته يقوم على عدة قواعد من أبرزها الرفق في التعامل مع المخطئ، وإظهار مدى الحب والاهتمام للطرف الآخر، فضلاً عن أهمية أن يضع الشخص نفسه موضع المخطئ ويفكر من وجهة نظره وفكره في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها، مع ضرورة استخدام الكلمات والعبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ.
فيما استعرضت جلسات اليوم الثاني للملتقى العديد من المهارات الزوجية بدأها الدكتور عوض مرضاح الذي تحدث في الجلسة الرابعة للملتقى بعنوان "التاءات السبع.. التأمل، والتواصل، والتعارف، والتآلف، والتجديد، والتحاور، والتعاون" وتأثيرها على العلاقة بين الزوجين، مشيراً إلى أن التميز والتألق رحلة مستمرة ومتجددة وممتعة في الوقت نفسه ولا يكفي للتميز حضور مثل هذه اللقاءات أو قراءة الكتب بل يجب أن يكون ذلك من خلال منظومة مترابطةٌ يكمل بعضها بعضاً، مبيناً بأن هذه التاءات تفتح آفاقاً جميلة لأي شخص يملؤه تفاؤلٌ باختلاف الطرح واختلاف الاستفادة.
فيما تناول الأستاذ فؤاد بن عبدالرحمن الجغيمان في الجلسة الخامسة بعنوان "ليلة وردية" العديد من المحاور منها خصائص الزوج والزوجة الانفعالية والجسمية والمعرفية، موضحاً بأن الله عز وجل خلق الإنسان ذكراً وأنثى ومع أن القيمة واحدة لكل منهما إن أكرمكم عند الله أتقاكم لكنهما مختلفان في النوع وهذا يعني عدم التفرقة بينهما في القيمة وكلاهما له نفس الحقوق كإنسان وكلاهما أيضاً مسئول، كما قدر الله أن يكون الرجل متميزاً عن المرأة كرجل، والمرأة متميزة عنه كامرأة، فلكل منهما مواصفات مختلفة له حقوق وعليه واجبات من خلال ما ميزه الله به ، يكمل بعضهما بعضاً .
وأوضح الجغيمان بأنه يتوجب أن بتفهم كلا الطرفين طبيعة الرجل والمرأة وتكوينهما والفوارق التي بينهما ليصلا إلى تفهم نفسية بعضهما وتحليل سلوكياتهم ليدركا أن الاختلاف في نسيج تركيبهما يدعوهما إلى التفاهم والتعاضد والمصارحة وإدراك الآخر ليمكنهما معاً، كما تطرق إلى أهمية الالتزام بآداب ليلة الزفاف، والعناية الشخصية والتهيئة النفسية.
أما الدكتورة منال دهلوي والمدربة بمركز المودة الاجتماعي فتحدثت في الجلسة السادسة للملتقى حول بعض القضايا النسائية في محاضرة خاصة بالسيدات.
واختتمت جلسات الملتقى مع الدكتور أنس بن مسفر بعنوان "احتواء الخلافات الأسرية؟" بين فيها بأن الخلافات بين الزوجين أمر طبيعي وهي ملح الحياة الزوجية خاصة إذا كانت من نوعية المشكلات الاعتيادية التي تنتج عن تقلبات الأمزجة واختلاف الطباع بين الأزواج وأهليهم، مشيراً إلى أن هناك خلافات من نوع آخر إذا وقعت قد تهدد الحياة الأسرية برمتها.
وتطرق بن مسفر إلى القواعد الذهبية في الحياة الزوجية، وأهمية تحديد المشكلة دون توجيه اللوم لأي طرف، وتحديد الأسباب، والتفكير الجماعي في الحل أو الاستعانة بمرشد اجتماعي، والتعامل مع المشكلات وقت الأزمات مع استعراض نماذج لأبرز المشكلات الزوجية وأمثلة لحلها، مشدداً على ضرورة الالتجاء إلى الوسائل الإيجابية في التفاهم بين الأزواج واحتواء المشكلات بسعة صدر وتقنية التخاطب في الأوقات المختلفة وعدم الاستعجال بالحكم على الطرف الثاني .
وأوضح نائب رئيس مجلس الإدارة الشيخ أنس بن عبدالوهاب زرعة بأن الجمعية تسعى من إقامة هذا الملتقى لتقديم الإرشاد والتوجيه الأسري للعرسان وتأهيلها أسرياً وتبصيرهم في كل ما يتعلق بالحياة الزوجية قبل موعد إقامة حفل الزواج الجماعي، مشيراً إلى أن هذا الملتقى بمثابة جرعة واقية من شبح الطلاق والمشاكل الأسرية.
وأشار زرعة بأن الجمعية تسعى من خلال هذه الفعاليات المصاحبة لتحقيق التكافل والتكامل بين أفراد المجتمع ومؤسساته، مؤكداً بأن تنظيم الجمعية لاحتفال الزواج الجماعي يأتي بهدف تخفيض العبء الكبير والتكاليف الباهظة على كاهل العرسان، فضلاً عن تحقيق تكاتف القطاع العام والخاص والخيري في تحقيق التكافل الاجتماعي.
يُشار إلى أن الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتوجيه الأسري بجدة هي جمعية متخصصة في كل ما من شأنه بناء أسرة سعيدة من خلال مساعدة الشباب المحتاج الراغب في الزواج كما تسعى للمساهمة في القضاء على ظاهرة العنوسة وتحقيق التكافل الاجتماعي من خلال عمل متقن ودراسات متعمقة وفريق ذي مهارات عالمية وخبرات سابقة.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى