0
 مقديشو : (زوايا) فرتون شفد
 

المدعي العام الصومالي غرفة نومه هي مكتبه وقاعة استقبال ضيوفه

عُيّن عبدالله طاهر بري في منصب المدّعي العام الصومالي في عام 2004 عندما كانت الحكومة الانتقالية الوليدة تتمركز في نيروبي، عاصمة كينيا المجاورة. كان لديه أمل كبير في لعب دور في إحياء نظام القضاء الذي انهار بسبب غياب حكومة صومالية فعالة. لكن الحقائق على الأرض أكدت له، بعد أعوام عجاف، أن الأمور لا تجري بحسب هواه، فهو لم يحصّل راتباً رسمياً شهرياً منذ توليه المنصب المرموق الذي يجعله «أكبر مستشار قانوي للحكومة الصومالية».
وصرح  بري في حيث له مع موقع زوايا الاخباري  أنه حصل على 5000 دولار فقط منذ تعيينه قبل ست سنوات، مشيراً إلى أنه لا يعرف هل المبلغ «علاوة متراكمة» على مدى الأعوام الماضية أم هو راتبه الغائب. ولم يأت المبلغ دفعة واحدة، بل كان يفصل بين الدفعة والأخرى شهور.
وعلى رغم هذه الصعوبة اليومية، فإن القاضي بري عازم على تحويل غرفته في فندق بالعاصمة الصومالية، مقديشو، إلى مكتب لـ «المدعي العام». ولأنه لا يقدر على دفع أجرة الغرفة - 10 دولارات في الليلة - فإن أولاده تكفّلوا بإرسال 300 دولار له في الشهر ليدفع إيجار غرفته الصغيرة التي يكدس فيها أوراقه وكتبه ومقتنياته الأخرى في مساحة ضيّقة، اضافة إلى 600 دولار لطعامه وشرابه واحتياجاته الأخرى.
ويقول بري إنه اكترى حارساً مع مسؤولين آخرين لأن الحكومة الانتقالية التي تعتمد على المجتمع الدولي في كل صغيرة وكبيرة، لم توفّر له حارساً يقيه من شر بيئة يتلقى فيها في الأسبوع الواحد رسائل عدة من الإسلاميين تهدده بالويل والثبور وحتى الموت لكونه عضواً في إدارة ينعتونها بالردة.
ويبدأ بري عمله في اليوم بغرفته ثم ينتهي بها - هناك لا غير - «لأنني أخاف التنقل في هذه المدينة المضطربة».
وعن سبب تحمله  كل هذا العناء والضنك يقول بري: «طلب منّي أولادي في لندن وكندا وأميركا أن أنضم إليهم. إلا أنني أحب بلدي. ولا أشعر بالسعادة في مكان غيره».
ولدى بري تسعة أبناء أكبرهم 40 سنة بينما أصغرهم دخل في سنته السادسة عشرة. وجميعهم يعيشون مع أمهاتهم في المهجر.
تخرّج بري في كلية الحقوق في جامعة "عين شمس" بمصر في عام 1969. ومنذ ذلك الوقت كان يعمل في الصومال، حيث شغل فيها مناصب عدة في وزارات مختلفة.
ويقول بري: «ضجر أولادي من مساعدتي، وضجرت من العمل في حكومة لا تقدر على دفع مرتباتي ولا حراستي. الظرف صعب. إلا أنني أحب بلدي وهذا ما يحفزني على أن أعمل في مقديشو على رغم الخطر المحدق بي

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى