0
كتب د: سعود المصيبيح
في بداية الصحافة الاقتصادية وفي عز موجة أو موضة الأسهم كنت أتابع تغطية الصحافة لفوضى الأسهم وكنت أشم رائحة الخيانة الصحفية في عرض بعض الصحفيين لأخبار وأحداث الأسهم والشركات المساهمة حيث تفاجأ ان الخبر الصحفي يؤكد وقوع شيء ما في شركة معينة فيركض البسطاء والمساكين من الناس في الاقبال على شراء الاسهم ويستغل كبار اللصوص في رفع أسعار الأسهم وبيعها بسعر مضاعف.. ثم ينسحبون بعد أن يكونوا حققوا أغراضهم ليكتشف المواطن المسكين أن الأخبار التي نشرت غير صحيحة وأن الصحفي مررها باتفاق حتى يقبض نصيبه دون النظر للاعتبارات المهنية وأخلاق المهنة التي هو أبعد ما يكون عنها. ومع انتشار الصفحات الاقتصادية في صحفنا المحلية وانتشار ظاهرة المجلات الاقتصادية اصبح العمل الصحفي الاقتصادي في غاية الأهمية ذلك أنه يحتاج الى صحفي تتوفر فيه مواصفات أهمها الالتزام بشرف المهنة ومناطحة رجال الأعمال بأموالهم وتجاراتهم ومنتجاتهم دون أن يقع فريسة لأغراء بعض ضعاف النفوس منهم إضافة الى ذلك فهو بحاجة إلى ان يقرأ ويقرأ.. ويفهم اللعبة الاقتصادية التي لا ينفع فيها الاجتهاد والحماس كصحافة الفن والرياضة وغيرها.. بل عليه أن يكون دقيقا في التعامل مع الأرقام أو في تحليل ميزانيات الشركات التي يحتاج فيها الصحفي إلى معلومات وإعداد جيد يستطيع بها تحدي تضليل بعض مسؤولي الشركات لكي يستمروا في خداع المساهمين والجمهور المغلوب على أمره. لذا فإن الصحفي الاقتصادي لابد ان تكون حوافزه المادية والمعنوية على مستوى يتماشى مع المناخ الذي يعيش فيه.. ويعود هذا بالمسؤولية على المؤسسات الصحفية في تحفيز الصحفيين الاقتصاديين وإمدادهم بالدورات والحوافز المغرية. إننا نفتقد الى المعلومة التي يرتكز عليها الصحفي الاقتصادي فالشركات المساهمة تمنع دخول الصحفي الجمعيات العمومية وهذا ضد مبدأ الإفصاح وحرية المعلومة.. وهذه النظرة المعنوية الضعيفة للصحفي الاقتصادي هي التي جعلت بعض رجال الأعمال في عداء مستمر مع الصحفي الاقتصادي النزيه الذي لا يعمل وفق أهوائهم.. ولهذا لابد أن نقف احتراما وتقديرا لهؤلاء الصحفيين الحياديين النزهاء المحترمين لقدسية الصحافة وشرفها.. ولابد من دعمهم والوقوف في صفهم ولابد لرجال الأعمال أن يقدروا استقلالية الصحافة ويتعاملوا معها باحترام وبدون حساسية لأن هذا في نهاية الأمر في خدمة الوطن والنشاط الاقتصادي بشكل مباشر. أخيرا لابد من الإشادة بالإعلام الاقتصادي الناهض والذي يحاول جاهدا مواكبة التطوير الاقتصادي في المملكة وأعتقد أنه بدأ ينجح في بلورة مفاهيمه وكوادره وعلى المؤسسات الصحفية العمل بشكل جاد لدعم الكوادر الإعلامية الاقتصادية لكي تؤدي دورها بالشكل المطلوب منها.. ونجاح الاقتصادية وتطورها الملحوظ دليل على ذلك. بقلم الدكتور :- سعود بن صالح المصيبيح www.almsaibeh.com 


الصورة : د سعود المصيبيح المستشار بوزارة الداخلية السعودية

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى