0




مقديشو (زوايا) : حسن محمد حاج    
لبضعة ساعات سيحاول الصوماليون اليوم الاحد ان يتناسوا ما يمرون به من انفلات امني متزايد واوضاع اقتصادية متدهورة وحروب لا يعرف احد متي ستنتهي وفوضي عارمة اتت على الاخضر واليابس طيلة عقدين من الزمان، ليتجهوا بانظارهم نحو مدينة " بولوكاني" الجنوب افريقية المطلة على المحيط الاطلنطي ، لمتابعة اللقاء الحاسم بين منتخبي سلوفينيا والجزائر في اطار نهائيات كأس العالم2010لكرة القدم، ومساندة ممثل العرب الوحيد في المونديال الافريقي

وكان الصومالين وعلى وجه الخصوص سكان العاصمة مقديشو قد تابعوا بشغف هائا هائل المبارة التي جمعت الفريق الجزائري بالمصري في الثامن عشر من نوفمبر الماضي في ام درمان بالسودان والتي انتهت بفوز المنتخب الجزائري بهدف دون رد وتأهله الي نهائيات كأس العالم لكرة القدم، بشغف هائل وانقسموا ما بين مؤيد للفريق المصري و مناصر للمنتخب الجزائري، ام اليوم فأن الانقسام لا يجد له طريقا بين هواة اللعبة في الصومال، فالحميع اليوم يقفون وراء المنتخب الاخضر.
الجدير بالذكر ان عشاق كرة القدم في الصومال قد حرموا من مشاهدة مباريات كرة القدم، عندما اغلقت الجماعات الاسلامية دور السينما المتواضعة في المناطق التي تسيطرعليها كما حدثت عدة تفجيرات في دور اخري في المناطق الخارجة عن نطاق سيطرتهم مما اجبر اصحاب دور العرض على وقف نشاطهم ، خصوصا بعد ان تلقى بعضهم تهديدات بالاستهداف المباشر ان استمر في مزاولة نشاطه المنافي للشريعة الاسلامية حسب صيغة هذه التهديدات.
وقد ادي هذا الحظر الي انتشار ورواج تجارة الصحون الاقطة للقنوات الفضائية الفضائية كما ان محطتا "عودكا نبدا" و"شبيللي" الاذاعيتان المحليتان في مقديشو فامتا بافتتاح قنوت تلفزيونية مجانية مما يسر للكثييرن متابعة اخر الافلام السينمائية ومباريات كرة القدم خصوصا دوري ابطال اوربا لكرة القدم الذي يحظى باهتمام واسع من اوساط الشباب.
ومن المعروف ان الصومال الذي كان واجه انهيارا في جميع المجالات بما فيها الرياضية منذ الاطاحة بالحكومة المركزية في عام 1991 كان قد بدا يشهد نهضة رياضيه في الاونة الاخيرة وبدات تحركات لترميم المرافق الرياضية واعادة تشكيل الاتحادات الرياضية والاشتراك في المنافسات الاقليمية والدولية، قبل ان تنتكس الامور في منتصف عام 2006 حين بدأ نجم الجماعات الاسلامية المسلح في البزوغ ويصبح استاد مقديشو الرياضي معسكرا يرفرف فوقه علم حركة شباب المجاهدين ، بعد ان قضى 25 شهرا كان فيها موقعا لتمركز القوات الاثيوبية ابان تواجدهم في الصومال
اما في مناطق" بونتلاند" و"صوماليند" في شمال شرق وشمال غرب الصومال فهما يتمتعان باستقرار امني وحرية نسبية لخروجهم عن نطاق الصراع الديني والمذهبي الذي اشتعلت اواره في الصومال منذ ثلاثة اعوام لتشكل بذلك حلقة اخري من حلقات مأسي هذا الشعب المنكوب

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى