0
--> -->


شافعي محمد ـ شبكة الشاهد الاخبارية

ماشهد البرلمان الصومالي في الأونة الأخيرة من انتخابات شرعية لاختيار رئيس للبرلمان ونائبيه ، واختيار رجل بارز في العراك السياسي " شريف حسن أدم " مرة أخرى لرئيس البرلمان ونائبين جدد يعتبر ذاك انقلاب برلماني واقصاءٌ لنفوذ ماتبقي من حكومة عبدالله يوسف أحمد التى غلب عليها طابع القسوة والعنجهية في سابق عهدها.
وخلال انتخاب شريف حسن كان العديد من النواب يعارضونه حتى ذهب العديد منهم في مقدمتهم النائبة في البرلمان عائشة عبدالله إلى أبعد من ذلك ، حيث اتهمت شريف حسن بفساد مالي خلال ترأسه للوزارة المالية ، وحرضت النواب على عدم اختياره كرئيس للبرلمان ، كما أن نواب أخرى في البرلمان يصفقونه خلال كلمةٍ لرئيس البرلمان الحالي لإلقائها أمام النواب ليبدي تطلعاته المستقبلية في البرلمان الصومالي ، لكن شريف حسن قلّب المعادلة بكاملها حيث جنح المعارضون له إلى صفه ليحوز غالبية الأصوات في البرلمان مؤخراً .
أما عبدالولي الشيخ مودي لم يكن رجلاً سياسياً في مسرح الاحداث ، لكنه فاز بمنصب نائب البرلمان الصومالي أما النائب الثاني المنتخب اليوم أحمد طمبل عسو فلم يكن هو أيضاً نجماً في الساحة السياسية بل أنهما لم يتدخلا التجادبات والمجادلات التى كانت تسود البرلمان الصومالي قبل ازاحة أدم مدوبي من منصب رئيس البرلمان الصومالي ، لكنهما يتمتعان حالياً بنصيب وافر من رئاسة مداولات البرلمان الصومالي ، لأن  الرياح تأتي بمالاتشتهي السفن .كما يقولون .
هذا الانتخابات تعتبر اقصاءاً لنفوذ وابعاداً من المناصب العليا في البرلمان الصومالي وحتي الحقائب الوزارية في الحكومة  لمن تبقي حكومة عبدالله يوسف أحمد ، وكان أدم مدوبي رجلاً مقرباً إلى رئيس الصومالي السابق ، كما كان كل من البروفيسور عمر طلحة وعثمان علمي بقري من كيان هذه الحكومة الصومالية التى عادت البلاد إلى مربع العنف الدموي ،حيث لم يكن هناك طريق أو خيط يستدل ويستنير للخروج من المأزق والكابوس السياسي الصومالي .

صعود نجم تحالف التحرير

فاز شيخ شريف أحمد في يناير عام 2009 بامساك زمام الصومال بعد أن حصل على غالبية الأصوات 280 صوتاً بينما تفرقت الأصوات الأخرى لتسعة مرشحين لمنافسة رئاسة البلد ، وفاز شريف حسن أدم رئاسة البرلمان الصومالي في 18 / 5/ 2009 بغالبية الاصوات على غرار مقربه شريف أحمد .
ولم يكن صعود نجم التحالف التحرير يبطئ قدماء على هذا الحد فحسب ، بل حصل عدد كبير من افلاكه على حقائب وزارية من بينها وزاراة مرموقة ومناصب عليا من الحكومة الصومالية .
وعلى الرغم من كل ذلك مضي عام ونصف في تشكيل حكومة شيخ شريف أحمد ولم تقم لها قائمة بعد ، كما انها تعاني حيناً بعد الأخر من هجمات شرسة من قبل حلفائها القدماء في الخندق ـ المعارضة الإسلامية ـ فضلاً عن ذلك أنها تئن وتشكوا من أزمة مالية تضال أجهزتها الإدارية والعسكرية ؛حيث لاتستيطع الحكومة الصومالية توفير الرواتب المالية لجنودها المشتتين في أزقات وطرقات مقديشو ينبهون المدنيون ويشّرعون الحواجز تلو الأخرى من هنا وهناك ، وكل هذا من أجل الحصول على مايسدون به رمقهم .

سيناريوهات صعبة

هناك سيناريوهات عدة وتحديات جمة تتنظرها الإدارة الجديدة في البرلمان الصومالي لفك رموز طلاسمها في المستقبل القريب أو البعيد، وهناك أيضا أزمة مالية مستشرية كالنار في الهشيم تصيب كافة الأجهزة الحكومية العسكرية والإدارية .
ويتساءل العديد هل من الممكن أن يبدد شريف حسن كل الازمات المالية والعسكرية التى تتخبط فيها الحكومة الصومالية في الوضع الراهن ؟، كما يقلل البعض مدى قدرة شريف حسن في لملمة الأزمة الصومالية بكامل حذافيرها .
ليس من السهل النسيان ماقام به رئيس البرلمان الحالي من جولات مكوكية في أطراف العالم وخاصة في ظل حكومة عبدالله يوسف ، كما لايستبعد العديد من الصوماليين امكانية بدأ الرحلات المكوكية التى لاتضيف الواقع شيئاً يذكر من دول العالم ، كما جرت العادة عند القيادة العليا في الجهاز التنقيذي والتشريعي .
ومن غير المحتمل أن يقلب ويغير شريف حسن الواقع المُر في الصومال إلى أحسن منه ، لكن ربما تنقلب الأزمة الصومالية بكاملها على أعقابها سلباً أم ايجاباً .
ورغم ذلك هناك سيناريوهات عدة تنتظرها الادارة الجديدة في البرلمان الصومالي لاحداث تغيير داخل البرلمان الصومالي خصوصاً وعلى الحكومة الصومالية عموماً ، ومنها :ـ
السيناريو الأول : توفير الرواتب المالية للنواب الصوماليين الذي يشترط العديد من المراقبين بأنه مرهون بمدى كفاءة النواب الصوماليين في عملهم نحو المصلحة العامة إضافة إلى حماية أمنهم العام من الإعتداءات التى تأتيهم من قبل المناوئين للحكومة الصومالية .
السيناريو الثاني : المحاسبة للوزراء الصوماليين واستجوابهم أمام البرلمان لمساءلتهم عن الأعمال التى قاموا بها  منذ تشكيل الحكومة الصومالية .

تحديات وعقبات
ليس من السهل في الصومال ، أن تمر الأيام بحال واحد أو على نمط واحد ، فهناك سيناريو الحرب المتكرر الذي يبزع فجره بشكل شبه يومي في الصومال ، والذي يخلق تحدياً كبيراً أمام البرلمان الصومالي الجديد و يمثل عقبة ليس من السهل التجاوز بها كلمح البصر .
ويمكن استعراض بعض هذه التحديات فيمايلي : ـ
1 ـ تحدي الأمن
اضطراب الأمن في الصومال ـ حتماً ـ سيعرقل البرلمان الصومالي ، كما حدث في السابق والذي طال مسلسل الحكومات الصومالية التى انهارت بفعل الضربات التى تلقتها من قِبَل أبناء جلدتها .
والواضح ، أن البرلمان الصومالي يجتمع في هذا الأيام على وقع هدير الرصاص وطلقات القدائف الهاون التى تنطلق صوب المناطق التى تسيطر عليها المعارضة من مقديشو والتى تدك دكاً شديداً أطراف قصر الشعب الذي تنعقده جلسات البرلمان الصومالي في الأونة الأخيرة .
2 ـ عنصر الفوضي والخلافات
مارأينا في السابق من فوضى وخلافات تسود داخل البرلمان الصومالي يمكن أن تهيمن على رئاسة البرلمان الصومالي الجديد ، والتى كبحت جماح أدم مدوبي ونائبيه وخرجت عنهم حلبة العراك السياسي .
والسمة البارزة بين النواب الصومالي هي التناحر الرؤوي والفكري الشديد فيما بينهم والمشاحنات التى يعلو صوتها غالباً في داخل جلسات البرلمان الصومالي ، إضافة إلى ذلك أن النواب الصوماليون يتحدثون بوسائل الإعلام وهم يتبادلون أشد اللهجات تجاه قضية مثيرة داخل النواب الصومالي ، مما تؤدي إلى أن تضع البرلمان برمته على حافة الهاوية ، إذا استمرت المشاحنات والمجادلات بين البرلمانيين بهذا الشكل .
3 ـ الأزمة المالية
إذا كانت تسونامي الأزمة المالية يسيطر على الأجهزة الحكومية والعسكرية فإنه سيضع البرلمان الصومالي على شفا الإنهيار مالم يتخد الجدد بدائل أخرى لمواجهته وانخفاض مستواه العالي الذي فاق كل الجنون .
فالواضح للعيان أن الحكومة الصومالية تعتمد الدول الغربية لتصريف أمورها سواءاً كانت الرواتب المالية للوزراء والنواب وحتى الجنود العسكريون إضافة إلى أنها تجد قليلاً من الأموال من المطار والميناء المفروضة على التجار الصوماليين وشركات الطيران المدني .
وأخيراً فإن رئاسة البرلمان الصومالي ستذهب جهوده هباءاً وبالتالي ستكون على موعد مع الإنهيار يقلص نفوذها السياسي داخل الحكومة الصومالية ، وربما يعجل هذا إلى سقوط الحكومة الصومالية برمتها مالم تأتي هناك بارقة أمل تنقذهم من التشتت والتمزق والتحلل والإذابة مع الماء العكر الفوضوي في البلاد .








إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى