0




 غزة (زوايا) نجلاء عبد ربه

"كمال المكوني".. الفنان العربي المغربي الأول والوحيد المتخصص في فن (الماركيتري)، هذا الفن الغائب عن عالمنا العربي، رغم استخدام قدماء المصريين والمغاربة له في زخارفهم..

زوايا التقت بالمكوني من خلال الإيميل، ليحدثنا عن فنه ورؤيته وطقوسه..

الماركيتري.. ماذا يعني؟

"الماركيتري marquetry هو فن تشكيلي غير معروف بعد في
عالمنا العربي، وهو في حقيقته فن تشكيل قشور وأوراق الأخشاب ومزجها لتتحول إلى مناظر مصورة على لوحات، تجعل منها قيمة فنية تشكيلية، تأسر خيال كل متذوق للإبداع برموزه الظاهرة والخفية".

هكذا يُعرف لنا المكوني فنه، مؤكدا أن سبب تسميته بهذا الاسم يرجع إلى القدماء من المغاربة والمصريين الذين كانوا يستعملونه في الأعمال الزخرفية على الأواني وأدوات المائدة، إلى أن انتبه إليه القائمين على المدارس الفنية في الغرب ممن يبحثون عن تسيير الفن والإبداع لخدمه الإنسان، وعملوا على تجديده وإضافته إلى عالم الفنون منذ نحو 30 عاماً، وتحديداً في أميركا وبعض دول أوروبا كإيطاليا وبريطانيا، وأُطلق عليه تسمية (ماركيتري) ويعني (فن حياة الواقع على اللوحة).

يضيف المكوني: "هذا النوع من الفن التشكيلي لا يزال غير معروف في الوطن العربي، ربما لأن العرب لا زالوا يحافظون على مدارسهم الفنية التقليدية التي توارثوها وهذا الفن ليس من بينها، كما أنه مازال غائبا عن أقسام كليات الفنون الجميلة في عالمنا العربي، على عكس الغرب فهو يحظى باهتمام كبير خصوصاً في إيطاليا".

البداية من المقهى

من خلال 20 لوحة استطاع المكوني أن يلفت انتباه الكثيرين من محبي ومتذوقي الفن التشكيلي الخاص.. عشقه لهذا الفن بدأ عندما التقى بفنان إنجليزي يدعى "فليب كريس" يمارس هواية فن الماركيتري في مقهى بالدار البيضاء صدفة، "بعد أن اندهشت من إبداعاته وتقنياته، اعتنقت هذا الفن"، مشيراً إلى أنه اختار الواقعية حباً في التاريخ والحضارات بكل أنواعها، بالإضافة لجعل فن الماركيتري أكبر تحدي بحكم الواقعية يصعب عليها المرء بالتدقيق.

عن طقوسه، يؤكد المكوني أنه لا يبدأ في الرسم إلا إذا زار مكان لتاريخ ما أو حضارة ما، "أخذ للمكان بعض الصور، وأسأل المؤرخين وأساتذة التاريخ حول هذا المكان، لكي تتشكل في ذهني صورة واضحة عن الماضي الذي كان يعيشه أجدادنا، وبعدها أبدأ بالرسم"، منوها إلى أنه "يجب أن ترى اللوحة وكأنك تراها في العهد القديم بألوانها وتاريخ أجيالها".

شارك المكوني برسوماته في معرضين هامين في السعودية ومصر، وقريبا سيشارك في معرضٍ ثالث في الإمارات، لا يخفي المكوني أنه يفكر بعمل معارض في الدول العربية لإظهار روعة الفن الخاص به، كأحد رواد الفن الماركيتري في الوطن العربي، متمنياً أن تفتتح الجامعات العربية أقساما لهذا الفن، لاسيما وأن القدماء استخدموه على مر العصور والحقب.




 

 

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى