0






بقلم : جهير المساعيد

 
كنت في انتظار طرد بريدي قادم بالشحن الجوي عشية إعلان اكتشاف الطرود المفخخة! تأملت برهة الموقف.. وقلت لا يمكن أن يلعب الحظ السيئ دوره في هذا التوقيت بالذات!! فسوف تنقلب حركة الطرود الجوية رأسا على عقب بعد هذا النبأ الأثيم! وصار على كل امرئ بريء أن يخاف من «تفخيخ» رحلة جوية ليس له فيها يد غير أن له طردا باسمه وجدوه مع الطرود بعد الانفجار لا قدر الله!! هذا ما تريده عصابة الطرود المفخخة أن تصبح الحياة على الأرض مستحيلة مستحيلة وأن يكون الخوف ملازما كل الأحياء عليها، وأن يصبح الناس على اختلاف عقائدهم ومشاربهم أسرى لها يتحركون وهم يتلفتون حولهم من اليمين واليسار والخلف والأمام كأن رقابهم ملووحة وأجسادهم محمومة!! هؤلاء هم المفسدون في الأرض فإن لم يكن هذا هو الفساد بعينه وأمه وأبيه فماذا يكون؟!! المؤلم إلى حد الصراخ بالآه أن «الإسلام» تم اختطافه ليكون الغطاء للفاعلين المجرمين وبدلا من أن يقال على جرمهم اللعين إجرام كافر بكل القيم والمبادئ والتعاليم الدينية يقال عنه إرهاب إسلامي عبارة لم نعرفها من قبل عن الإسلام ولم تخرج علينا بمخالبها وجورها وقسوتها إلا بما فعلت أيديهم وتركت بصماتهم فهؤلاء هم الخارجون عن قيم الدين وتعاليمه وهذه هي المحنة الحقيقية للإسلام المسروق، أما هم كأفراد فمثلهم مثل القرود على الأرض يتقافزون من شجرة إلى شجرة ومن مكان إلى مكان لا يهدأون إلا ليتحركوا في كل اتجاه ولا يستقرون ولا يأنسون في إنسان الأمان.. إن حبستهم في قفص أشغلوك بكثرة التنطيط والتهويش والترصيص!! وإن تركتهم في الغابة لن تجد لهم مستقرا.. هم دائما وراء الأغصان يظنون أنهم بعيدون عن الأنظار وهم إن رأيت وجوههم خفت وإن رأيت ظهورهم تقززت!!! دائما حركتهم كثيرة ونتائجها وخيمة! والقاعدة.. وعملاؤها قرود الإنس منذ ظهورهم على سطح الأرض من أفغانستان إلى اليمن!! الآن المواجهة ليست جديدة فاستهداف حركة الطيران أسلوب رخيص وقديم!! فهم بدلا من أن يكونوا المخترعين له لخدمة البشرية... صاروا قرود البشرية المؤذين له ولا يهمهم لو كان أبرياء العالم كله ضحاياهم في سبيل إنجاح مخططاتهم الإجرامية فهم لديهم نهم شديد للدماء.. ويمكن أن يكونوا أي شيء في الحياة إلا أن يكونوا آدميين فيهم عروق إنسانية! وبالتالي كل تخريب ليس فيه ضمير ممكن أن يمارسوه، لكن الأهم من كل هذا أن شيئا مهما يحدث بيننا وعلى أرضنا يتعلق بقدرات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في التصدي لكل أنواع البطش والغدر والعدوان! صار التطور ملحوظا في هذه الأجهزة وصارت الكفاءات البشرية تشق طريقها في مهارة أداء يستحق التقدير والاحترام هذا يعني الانتصار يوما بعد يوم فلم نعد نتلقى بل نصد بقوة تحمي الأبرياء في كل مكان... أجمل ما في الدروس الصعبة أنها تجارب مفيدة!

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى