0
كتب : د / هاني العقاد :
كل أشكال الانتهاك لحقوق هذا الادمي البسيط تحدث في سوريا اليوم , وكل أساليب القمع و القتل والتشريد تستخدم في سوريا ليصمت هذا الانسان ويقلع عن الثورة والمطالبة بالحرية و العدالة في وطنه سوريا الوطن المعتز بقوميته العربية , كل اشكل الانتهاك هي ليس القتل و حده في سوريا ,بل هناك انتهاكات اخري ترتكب بحق هذا الانسان الذي فقد الحماية من اي طرف ,سواء كان عربيا او أعجميا ,والانتهاكات هي جرائم خمس اولها وابسطها وأهونها واقلها مرارة على نفس الانسان السوري الحر هي الحق في الحياة أي القتل والإعدام رميا بالرصاص على هذا المفترق او ذاك او امام الابناء والبنات والزوجة من قبل رجال المخابرات او الجيش العربي ..! , خمس جرائم لا يفرق مرتكبيها بين رجل وامرأة وطفل وشيخ او حتى فاقد للأهلية ,فكل من يقع تحت ايدي عسكر الاسد فهو الهدف , وكل من وقف في مسيرة ضد النظام فهو متآمر وخائن توجب قتلة او اغتصاب حرماته من اطفال ونساء .
جاء لافروف الى العرب ليقنعهم بأن القضية في سوريا مختلفة تماما  عن قضايا الربيع العربي لأنها مؤامرة ضد انظف نظام عربي مقاوم حسب تعبير حاشية الاسد , سيسقط اسرائيل في القريب العاجل ويحرر كافة المقدسات والأراضي المغتصبة ..! , لكن هذا الرجل مقتنع ان الاسد تمادى في قمعه للمدنين السوريين او بالأحرى اخذ اكثر ما يستحق من فترة سماح ليقضي على الثورة في سوريا ويجري اصلاحات سياسية تعيد السوريين الى حضن الحاكم من جديد بلا خوف وبلا قمع وبلا اعتقال , لكن هذا الرجل وأسرته الحاكمة تلقوا دعما بلا حدود ليبقي لروسيا ثقب تعبر من خلاله لعمق الامة العربية ويبقي لها ركن بذلك المربع المخيف في المنطقة تقابل فيه امريكا وحلفائها , مهما تلقي من دعم لن يستطيع  هذا الرجل أن يقضي على الثورة في اي وقت متاح ولا حتى بعد مائة عام لأنه جعل من الثورة حالة دفاع عن النفس و دفاع مشروع كفله القانون الدولى وكفلته كافة الشرائع , والثورة اصبحت حالة ثأر لمقتل اكثر من تسعة الالاف من الضحايا السوريين بلا ذنب وبلا سبب حتى الان.
خمس جرائم ترتكب في سوريا والمجرم سوريا للأسف ,و اولها قتل الشعب وتعذيبه وهذه الجريمة تعتبر  من أهون الجرائم مقابل الاربع الجرائم التالية والتى تنتهي للأسف بالاتجار بالأعضاء البشرية وإرسال المعتقلين الى احد البلاد التى تلتزم بدعم الاسد في حربه ضد شعبة و ضد ما يسمي انتفاضة الشعب السوري , وقد لا يصدق البعض ما يجري في سوريا او لا يتصور وصول النظام لهذا الحد من الجرم ولهذا الحد من القتل , بل أن المعطيات التى يتحدث عنها الشعب السوري والتى تم رصدها في اكثر من مكان بحماة و احياء حمص  كبابا عمرو بالإضافة وادلب و بعض احيائها  تدل على اكثر من بيع اعضاء بشرية من قتلى  مدنين سورين  ممن تختطفهم الاجهزة الامنية من المستشفيات والعيادات الخاصة ,بل ان الكثير رجح ان يكون مدنيون اخريين احياء ارسلوا الى جزار اخر ليس ببعيد عن سوريا ليأخذ منهم ما يأخذ من اعضاء و يرسلهم بعد ذلك الى القبر ,وبذلك يعتبروا في عداد المفقودين الى الابد ليضافوا الى تلك المئات من الارقام من الرجال والشباب الذين  لم يعودوا الى اهلهم حتى تاريخه , ولعل الحرب الدائرة الان في سوريا تخفي الكثير من فظاعتها  فهناك السرقة والنهب والاغتصاب ,فقد تعرضت الكثير من البيوت الامنة الى السرقة والنهب وتعرضت كثير من النساء الى الاغتصاب امام الرجال مربوطون الايدي والفم  والذين لا حول لهم ولا قوة , وتعرض الكثير من الاحياء الى الحرق بالمدافع  , لكون هذه الاحياء يخرج منها رصاص في وجهة عسكر الحاكم .
سينتهي الامر في سوريا ان اجلا او عاجلا وسينتصر الشعب بالتأكيد وسيكشف الستار عن تلك الجرائم ,وسيكشف التاريخ فظاعة ما كان يجري على الارض السورية وما كان يتعرض له الشعب السوري من جرائم , وعندما ينتهي الامر سيكون دور تلك الدول التى دعمت القتل و الحرق والاغتصاب والاتجار بالناس الابرياء دورا اسود في تاريخها ودور لا يمكن لأحرار الشعب السوري او اي  من احرار الامة العربية والإسلامية  أن يغفروه وينسوه , و لعل السنة التالية للثورة في سوريا تحتم على المجموع العربي ان يتحمل المسؤولية العربية للدفاع عن الشعب السوري أمام حاكم فقد عقله  وعميت ابصاره عن حقيقة ما يفعل وعميت أبصاره عن حتمية انتصار الشعب في النهاية بعد أن أقنعوه كل المجرمون امثاله بأنه المنتصر في النهاية , وقد تكون ضراوة انتفاضة الشعب السوري رسالة لهذا الحاكم ليقتنع ان ضراوة الانتفاضة تزداد كلما ازدادت آلة القمع والقتل والاغتصاب لان النار يقابلها النار ولن تبقي الضحية تضع رقبتها امام سكين الجزار دون دفاع عن النفس ,فكم من ضحية ضعيفة  قتلت جزارها  المجرم في النهاية .

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى