0
سالم حنيف - الرياض :
كشفت إحصائية صادرة عن وزارة الصحة عن بلوغ عدد المدخنات 1.1 مليون مدخنة، لتكون المملكة في المركز الخامس عالمياً ، وكشفت الإحصائية الجديدة التى صدرت بالتعاونمع جمعية مكافحة التدخين (نقاء)، أن عدد المدخنين في السعودية بلغ 9 ملايين مع نهاية العام 2010. وبيّن أن السعودية تحتل المرتبة الـ 29 عالمياً في أعداد المدخنين، مشيراً إلى بلوغ
وأفاد بأن المجتمع السعودي ينفق يومياً على التدخين 45 مليون ريال، فيما يبلغ حجم المصروفات على التبغ 16.5 بليون ريال سنوياً.
ويرغب الكثير من الفتيات والسيدات السعوديات المدخنات في الإقلاع عن التدخين من خلال التوجه إلى عيادات الفرع النسوي للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين الذي تم افتتاحه قبل نحو 8 أشهر، وبذلك بحسب ما ذكر مصدر في تلك الجمعية الذي أوضح أن هناك خوف وعوائق اجتماعية تمنع أولئك الفتيات من التوجه إلى عيادة الجمعية أبرزها خشية اكتشاف أمرهن أمام الأهل والأقارب.
وقد ذكرت إحدى الفتيات الجامعيات لجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية أن السبب الذي منعها من ارتياد تلك العيادات في البداية هو عدم علم أهلها بكونها مدخنة، بالإضافة إلى اعتقادها أنها لم تصل إلى مرحلة الإدمان على التدخين بعد، فهي لا تكثر منه فمعدل ما تدخنه يزيد وينقص حسب حالتها المزاجية، مشيرة إلى أن ما دفعها للاتجاه للتدخين في المقام الأول هو وجود وقت فراغ كبير واجتماعاتها مع صديقاتها المدخنات.
أما ما دعاها للاستمرار في التدخين فهو عدم تصديقها بوجود الأضرار الصحية له، فهي لم تلاحظ أي شيء على صحتها في السنة الأولى ولكنها بدأت تلاحظ استمرار السعال معها واشتداده عليها الأمر الذي بدا يلفت أنظار أهلها وهو شيء لا تحمد عقباه، عندها قامت بزيارة للجمعية وتلقت العلاج.
وتؤكد تلك الفتاة أن تعامل الجمعية معها كان جيداً وفترة العلاج كانت قصيرة، ولكن كانت تلك الساعات القليلة التي تقضيها في الجمعية تسبب لها كوابيس من أن يفتضح أمرها أو أن يشاهدها أحد إخوانها. والمحزن في الأمر ـ حسب قولها ـ إن إخوانها يستطيعون الذهاب لعيادات الإقلاع عن التدخين بكل سهولة بينما لا تتمكن هي من ذلك.
وفي التقريرتقول نسرين هي طالبة ثانوي، إنها كانت تدخن ثم أقلعت بنفسها من دون زيارة للعيادات المتخصصة، مبررة عدم ذهابها للجمعية بخوفها من والدها الذي اعتادت أن تسمع منه "اسطوانة" دائمة أبيها في ذم للمدخنات وأخلاقهن في كل مرة يمرون بجوار الجمعية.
وعن سبب تدخينها قالت إنه للتجربة فقط ومن ثم أصبحت تدخن كنوع من الوجاهة الاجتماعية ولكن إحدى قريباتها وشت بها عند أمها عندها قررت أن تتركه قبل "أن تقع الفأس في الرأس".
بينما قالت (ن.س) 24 سنة طالبة جامعية: إنه رغم رغبتها الشديدة في الإقلاع عن التدخين، إلا أنها لم تعد تستطيع تركه، وتساءلت كيف يمكنها طلب المساعدة وتلقي العلاج وأهلها آخر من سيدعمها في ذلك؟
وأضافت أنها عانت نفسيا وجسديا في صمت في الأيام التي حاولت فيها تركها التدخين، لذا تراجعت عن ذلك القرار مرتين واستسلمت لقدرها بكونها مدخنة، فهي لن تتمكن من كسر حاجز الخوف من أهلها ومصارحتهم بكونها مدخنة ترغب في الإقلاع عن التدخين، واستمرارها الآن ما هو إلا انتقاما من تلك العوائق الاجتماعية التي فرضت عليها.
وترى د. سارة كبوش من الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين أن الفتيات هنا يعانين من الخوف الشديد من العواقب الاجتماعية وهو الذي يمنعهن من الاعتراف بكونهن مدخنات ويمنعهن من طلب المساعدة. وأضافت: "يعد الخوف من معرفة الأهل والأقارب بتدخينها، وكذلك غياب القدوة لها مع ضعف الروابط الأسرية والرقابة من الأهل، من العوائق التي تجعل الفتيات يعرضن عن العيادة".
وأشارت كبوش إلى أن من أسباب الامتناع عن القدوم إلى العيادة الاعتقاد الخاطئ بأن التدخين لا يمكن علاجه أو أنه يخفف الضغوط النفسية والاجتماعية ويبعد الهموم ولذلك تصعب فكرة تركه والعلاج منه، وأهم شيء، كذلك أن غالبية الفتيات وأهاليهن لا يعرفون عن البرنامج العلاجي داخل العيادة والذي يتبع مبدأ السرية التامة في العلاج حتى أنه ليس مطلوبا ذكر الاسم الحقيقي.
تجدر الإشارة إلى أن الفرع النسوي للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين حتى (163) امرأة من جميع الفئات العمرية منهن سبع فتيات تتراوح أعمارهن بين 15 عاما و25 عاما، فيما وصلت نسبة المقلعات عن التدخين 50.30 %، وغير المقلعات 49.70 %.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى