مقديشو : شافعي محمد (شبكة الشاهد )
اختتم المؤتمر الدولي حول الصومال في مدينة اسطنبول التركية فعالياته وأجنداته يوم الأحد الماضي ، والذي أنطلق يوم الجمعة الماضية 22 مايو/ أيار الجاري .. وقد استمر زهاء ثلاثة ايام ، وشارك فيه ممثلو 55 دولة في العالم إلى جانب 12 منظمة دولية من بينها الأمم المتحدة ، وشارك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في المؤتمر ، كما حضر كل من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وزير الخارجية التركي ورئيس الصومالي الشيخ شريف أحمد بالاضافة إلى الوفد المرفق معه الذي يضم وزير الخارجية الصومالي على أحمد جامع جنكي ورجال أعمال صوماليين الذين وجهت اليهم الدعوة إلى المشاركة في المؤتمر ، وكانت القضايا الملحة لمناقشتها تتمثل الازمة الصومالية والقرصنة البحرية وسبل اعادة الإعمار والتنمية إلى الصومال الذي أكلت الحروب الجارية معالم حضارته واستنزفت كل مرافقه الحيوية والعامة .
وكان عبدالرحمن أحمد فرولي رئيس ولاية " بونتلاند " الواقعة شمال شرقي الصومال شارك في المؤتمر ، لأهمية القرصنة الصومالية التى تبلورت ظاهرتها في الوهلة الأولي في المناطق التى تسيطر عليها ادارة بونتلاند ، وكانت دعوة أحمد فرولي إلى المشاركة في الؤتمر تهدف إلى سبل معالجة وباء القرصنة البحرية الذي يشكل صفعة على الملاحة الدولية في المحيط الهندي
وكانت منظمة مكافحة التصحر والجفاف في القرن الافريقي المختصرة باسمها ( ايغاد) بعثت أيضاً وفداً إلى المؤتمر يقودها وزير الخارجية الكيني موسس وتنكولا ، ولقي الأخير مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون في المؤتمر ، وتناولاً ملف الأوضاع الشائكة في الصومال وتقدم كينيا الحكومة الصومالية الانتقالية دعماً لوجستياً ؛حيث تقوم بتدريب مئات من القوات المسلحة الصومالية قرب الحدود بين البلدين ، بهدف السيطرة على المناطق الجنوبية من الصومال وقمع حركات المعارضة التى تدير دفة هذه الأقاليم الواقعة على قرب الحدود بين الصومال وكينيا .
تحريك الملف الصومالي
وفي نص الخطاب الذي ألقي شريف أحمد في منصة الكلمات في المؤتمر قال شريف أحمد " أن الغرض من هذا المؤتمر هو تحريك الملف الصومالي وتسليط الأضواء على الأزمة الصومالية الذي يعاني من أزمة أنسانية في العصر الحديث " .
وصحيح أن المعارك التى تدور بين الفرقاء الصوماليين هدفها الوحيد الذي لاينكره الصوماليون هو الوصول إلى سدة الحكم لتتمتع جماعة بمفردها على مقاليد الأمور لتحصل على كنز وفيرٍ من المال هنا وهناك ثم الاقتناء به في البنوك الدولية .
وأضاف رئيس الصومال : أن الحكومة الصومالية جندت قرابة 7000 صومالي وهم الأن في عداد قوات الشرطة الصومالية ، بينما قامت الحكومة أيضاً بتدريب 10.000 جندي صومالي لامساك زمام الأمور في الصومال من جديد وفيما يتعلق بالبرلمان الصومالي فأكد أن البرلمان يحتاج إلى بذل جهود كثيرة ليركز على الأنشطة التشريعية التى من خلالها تسهم في المسأءلة القانونية في اتجاه تحقيق النضج السياسي أما ملف المصالحة الصومالية فقد وقعت الحكومة الصومالية في 15 من مارس الماضي اتفاقيةً لتقاسم السلطة مع جماعة أهل السنة ،والتى حازت حصة الأسد بعدما نصت الاتفاقية على أن تستحود أهل السنة على 5 وزاراة في المجلس الوزاري بالاضافة إلى 3 قنصليات و3 مندوبين في السفاراة الصومالية في الخارج ، بينما مطلب الحكومة اقتصر فقط على أن يحصل بين دمج قوات أهل السنة و القوات المسلحة الصومالية للمجابهة معاً حركة الشباب والحزب الاسلامي اللذان يعارضان الحكومة الصومالية وكل من يدور في فلكها
من يستجيب لنداء العالم ؟
وفي أول نداءٍ للعالم لدعم الصومال جاء على لسان بان كيمون الذي افتتح المؤتمر ؛حيث قال " أن الطريقة الوحيدة لاعادة الاستقرار في الصومال هو دعم الحكومة الانتقالية وهي القادرة التى تعيد الأمن والسلام في ربوع الصومال "
ودعا بان كيمون رئيس الصومال للحوار مع فصائل المعارضة لتحقيق المصالحة السياسية في البلاد ، وأن تحقيقها مرهون بتوفير مزيد من الدعم الدولي للصومال.
ومن جانبها دعت جامعة الدول العربية الجهات الدولية المشاركة في المؤتمر إلى دعم حكومة الشيخ شريف أحمد ، وحثت دول المشاركة في المؤتمر على فتح سفاراتهم في الصومال أٌسوة بالجامعة العربية التي يتواجد مبعوثها ابراهيم الشريمي في مقديشو والحكومة السوداينة والجماهير الليبية الشعبية ، مرحبة مبادرة منظمة المؤتمر الإسلامي إلى فتح مكتب له في الصومال وشددت الجامعة بلسان نائب الأمين العام أحمد بن حلي الحكومة الصومالية علي ضرورة القيام بمسؤوليتها ، وفتح حوار شامل مع المعارضة لأجل نبد العنف في البلاد.
أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فأبدى استعداد بلاده لدعم حكومة الصومال لتحقيق المصالحة والحوار الداعمين لعملية السلام والاستقرار في البلد الواقع في القرن الافريقي .
ليس مؤتمر اسطنبول الدولي حول الصومال هو الوحيد الذي عقد لحل الأزمة الصومالية ، لكن هناك مؤتمرات عقدت من هناك وهناك نقاشها يدور حول الصومال أخرها مؤتمر بروكسل في ابريل /نيسان عام 2009 ، وقد توعدت الدول الأوربية بدعم الحكومة الصومالية ، ومنحت هذه الدول قرابة 213 مليون دولار للحكومة الانتقالية ، لكن حكومة الصومال لم تحد دعماً من قبل الواعدين لدعمها ، و لم تحصل على دولار واحدة من هذا المبلغ الهائل من قبل الدول المانجة ، وأصبحت الوعود الدولية لدعم الصومال مجرد شعارات فضفاضة، ولم يجف القلم الذي كتب على هذه الوعود حتى أتى مؤتمر اسطنبول حول الأزمة الصومالية في هذا التوقيت .على الرغم من كل الدعوات التى تمخضت عن مؤتمر اسطنبول حول الصومال لاعادة الاعمار والاستقرار إليه ، إلا ان البعض يشكك في مدي جدية العالم لمساعدة الحكومة الصومالية لتخرج من النفق المظلم الذي تعيشه في الوضع الراهن ، كما أن البعض يقلل أهمية ونجاح هذه المؤتمر مستشهدين بالمؤتمرات التى سبقت منه والتى لم تأت أكلها بعد وتوعدت الدول المشاركة في المؤتمر لدعم الحكومة الصومالية مادياً ومعنوياً ، وأبدت تركيا استعدادها لمساعدة الحكومة الصومالية كونها المستضيفة للمؤتمر الدولي حول الصومال .
ويتساءل العديد من الصوماليين هل تجد الحكومة الصومالية دعماً من قبل الجمهورية التركية ، كونها قادة حملة شريان الحياة في غزة 1 ، وغزة 2 وعزة 3 ، تعاطفاً مع الاخوة الفلسطينين الذين يعانون شظف الحياة وويلات الحصار الظالم والظروف الاقتصادية الصعبة ، وهل من الممكن أن يحدد مؤتمر اسطنبول سياسة نقل العواطف والوعود إلى تنفيذ البرامج والمشروعات الموعودة على أرض الواقع ؟ .
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم