0

 
 
  
 رام الله (زوايا) ووكالة (معا) :

"الى أين نسير بمشروعنا الوطني بعد كل هذه التضحيات الجسام؟!"، هذا احد التساؤلات المتداولة في اوسط النخب الفلسطينية السياسية وعامة الفلسطينيين بعد عشرة اعوام على اندلاع انتفاضة الاقصى التي حلت ذكرى اندلاعها ، اليوم، وسط حالة من التباين في الاراء بخصوص تقييم نتائج هذه الانتفاضة ، فمن جهة هناك من يرى بان اسباب اندلاع الانتفاضة التي انطلقت من اجل انهاء الاحتلال مازالت قائمة وان استمرار هذه الاسباب سيمهد الطريق لاندلاع انتفاضات جديدة بوسائل واليات جديدة.

وفي الجهة الاخرى فان هناك من يرى بان الانتفاضة جاءت بنتائج عكسية على الشعب الفلسطيني وتكرس لديه قناعة بان الانتفاضات لن تحرر ارضا وتنجز استقلالا بل هي مجرد وسيلة للتعبير عن العجز في انهاء الاحتلال، وفي المقابل فان هناك وجهة نظر ثالثة ترى بان لانتفاضة الاقصى نتائج ايجابية كما لا نتائج سلبية على الوضع الفلسطيني داعية الى استخلاص الايجابيات والابتعاد وتجنب الوقوع في السلبيات التي كان ابرزها عسكرة الانتفاضة الامر الذي قلص المشاركة الشعبية الى حدوده الضيقة.

وقال الناطق الرسمي باسم حركة فتح، احمد عساف، " الاسباب التي ادت الى اندلاع الانتفاضة مازالت موجودة وتتمثل في استمرار الاحتلال"، موضحا ان تحقيق هدف الانتفاضة الخاص بانهاء الاحتلال لم ينجز بعد ولم يتم اقامة الدولة المستقلة الامر الذي يجعل الاوضاع مواتية لتكرار اندلاع انتفاضات جديدة.

واضاف عساف "من الواضح ان اسرائيل اختارات الاستيطان واستمرار الاحتلال على حساب السلام الامر الذي يعني استمرار وجود الارضية لموجات جديدة ضد الاحتلال ومشاريع الاستيطانية"، مؤكدا في الوقت ذاته ان توقيت وموعد اندلاع انتفاضة جديدة سيكون مرهونا بالاساس بالارادة الشعبية لان اندلاع الانتفاضة لا يأت بكبسة زر.

واشار الى ان انسداد الافق السياسي وتعثر الجهود السلمية في ظل التعنت الاسرائيلي يساهم بالاساس في توفير الاجواء التي اعقبت مباحثات كامب ديفيد وقبل اندلاع انتفاضة الاقصى ، موضحا ان اسرائيل عمدت الى جر الفلسطينيين الى ردود فعل عنيفة من خلال استمرار الاحتلال وممارساته والمس بالمقدسات واقتحام المسجد الاقصى اضافة الى ان قوات الاحتلال تعمدت في الاسابيع الاولى من انتفاضة الاقصى الى ايقاع اكبر قدر من الخسائر البشرية وتجسد ذلك باستشهاد اكثر من 100 مواطنا في الاسبوع الاول من انتفاضة الاقصى.

وفي المقابل فان استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية ، عبد الستار قاسم ، رأى ان كل الانتفاضات التي خاضها الشعب الفلسطيني منذ 1920 كانت فاشلة ولم تفض الى تحرير الوطن، داعيا الشعب الفلسطيني الى استخلاص العبر وبناء مقاومة مستمرة تقود الى تحرير ارضه واقامة دولته المستقلة .
واضاف" ان اغلب الانتفاضات التي اندلعت كانت بمثابة تعبيرا عن العجز الفلسطيني في تحرير ارضه وسرعان ما كانت هذه الانتفاضات ما تخمد دون تحقيق اهدافها".

وحول مقارنة انتفاضة الاقصى مع الانتفاضة الاولى رفض قاسم اجراء مقارنة كونه يرى بان الانتفاضة الاولى كانت بمثابة جسر عبور لاتفاق اوسلو الذي قاد الفلسطينيين الى هذا الوضع الصعب، موضحا ان الشعب الفلسطيني قدم كل هذه التضحيات من قتل وتدمير وهدم منازل حتى نصل الى مرحلة المطالبة بتجميد الاستيطان؟!.

من جانبه يرى امين عام حزب الشعب، بسام الصالحي، ضرورة استخلاص العبر والاستفادة من الاخطاء التي وقعت وقال " الاستخلاص الاساس يجب ان يكون هو ان اقامة الدولة تنتزع بدعم دولي وارادة دولية ولا يمكن انجازها عبر التفاوض الثنائي مع اسرائيل كدولة احتلال.

وتابع "قوة الاحتلال لن تمنح الاستقلال للشعب الخاضع للاحتلال الا اذا انتزع ذلك انتزاعا"، موضحا ان انتفاضة الاقصى كان فيها عوامل ايجابية مهمة وسلبيات صعبة ولابد من استخلاص الدورس لعدم تكرارها.

وراى ان ابرز السلبيات تمثل في عسكرة الانتفاضة ونشوء جماعات ساهمت في تقليص حدود الفعل الشعبي في مقاومة الاحتلال بل عملت على ارتكاب تجاوزات مست بالمواطنين والمشروع الوطني .

واشار الى انتفاضة الاقصى اندلعت في ظل ظروف بالغة الصعوبة منها غياب استراتيجية فلسطينية موحدة للتصدي الاحتلال ، الامر الذي يوجب العمل باتجاه بناء استراتيجية واضحة تكون قادرة على استثمار الاستعداد العالي للشعب من اجل التضحية وترجمته لانجازات سياسية خالية من السلبيات، كما شدد على ان الانتفاضة الحالية كشفت عن فاعلية وتاثير المقاومة الشعبية التي لابد من تعزيزها في مقاومة الاحتلال وادامة المواجة معه حتى دحره واقامة الدولة المنشودة.

ويجمع عدد من المحللين السياسيين والقيادات في بعض الفصائل على ان احد ابرز الاشكاليات التي تجسدت في هذه الانتفاضة هي حالة الشرذمة في مستوى اتخاذ القرار السياسي والفعل الميداني ، وتعدد الاجندة السياسية وتداخلها الامر الذي انعكس على وحدة الشعب في مواجهة الاحتلال باعتباره العدو الرئيسي، محملين في الوقت ذاته المسؤولية للقيادة السياسية الفلسطينية بمختلف مستوياتها الرسمية والفصائيلية والحزبية ، مشددين في الوقت ذاته على اهمية اجراء تقييم شامل لهذه الانتفاضة واستخلاص الدروس والعبر لكي يسير الشعب موحدة نحو اهداف وطنية واضحة قابلة للانجاز .

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى