0

 
 الرياض (زوايا) واس:
قلب خادم الحرمين الشريفين على العراق ينطلق من مبدأ الأخوة الإسلامية والعربية ليؤكد موقفا جديدا يضاف الى مواقف المملكة الرائده في حل القضايا الإسلامية العالقة فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود نداءً إلى شعب العراق دعا فيه الرئيس العراقي جلال طالباني، وجميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات، والفعاليات السياسية، إلى الحضور إلى مدينة الرياض بالمملكة بعد موسم الحج المبارك، وتحت مظلة الجامعة العربية، للسعي إلى حل المعضلات التي تواجه تشكيل الحكومة العراقية التي طال الأخذ والرد فيها، وللتدارس، والتشاور لإخراج العراق من أزمته.

وفيما يلي نص النداء:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين:
إخواني وأخواتي شعب العراق الشقيق:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

من مهبط الوحي، ومهد الرسالة والعروبة.. من المملكة العربية السعودية وطناً وشعباً ودولة، أوجه نداءً إلى شعبنا في العراق الشقيق الأبي.. عراق الأديان والمذاهب والأعراق المتسامحة المتعايشة.

إنه نداء الغيور على أمته، الساعي لعزتها وكبريائها، في عصر تداعت فيه علينا الأزمات فأثقلت كل أمل، وأوهنت كل عزيمة تسعى لاستقرار الأمة العربية والإسلامية، إلا أن الأمل لا يموت، والعزيمة لا تتداعى متى ما توحدت النفوس والقلوب متوكلة على الله جل جلاله.. أقول ذلك من قلب تملؤه مشاعر الانتماء إلى أمتنا وطموحاتها.

إن الغيورين من الشعب العراقي الشقيق على وحدته، وعزته، وأمنه، وازدهاره، والمساهمين بقوة في خدمة أمتهم العربية والإسلامية مطالبون اليوم بالعطاء، والتضحية، من أجل عراق مستقر آمن.

إن العراق بكل المعطيات التاريخية جدير بأن يجد لنفسه مخرجاً من أزماته ومحنه، بمشيئة الله عز وجل ثم بعزم متين وإرادة صلبة.

إخواني وأخواتي أبناء وبنات العراق الكريم:

إنكم شعب تاريخ وحضارة، وأصالة وعزة، وثراء إنساني، لا يمكن لأي كائن كان أن ينكره أو يهمشه، وهذا يحتم عليكم إعمال العقل، واستنهاض الهمم، أمام مسؤوليتكم التاريخية والوطنية، للمحافظة على مكتسباتكم، وحق أجيالكم القادمة بالعيش بكرامة وعزة.

أيها العراق الأبي:

من أجل كل ذلك فإني أدعو فخامة الأخ الرئيس جلال طالباني رئيس جمهورية العراق الشقيق، وجميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات، والفعاليات السياسية، إلى وطنكم الثاني المملكة العربية السعودية، وفي مدينة الرياض بعد موسم الحج المبارك، وتحت مظلة الجامعة العربية، للسعي إلى حل لكل معضلة تواجه تشكيل الحكومة التي طال الأخذ والرد فيها، ولتدارسوا، وتتشاوروا، لتقرروا أي طريق نبيل تسلكون، وأي وجهة كريمة تتجهون، فمن يملك زمام القرار جدير به أن يتحلى بالحكمة وضالتها، فالهدم سهلة دروبه، والبناء إرادة صلبة عمادها القوة- بعد الله-.

إن الجميع يدرك بأنكم على مفترق طرق تستدعي بالضرورة السعي بكل ما أوتيتم من جهد لتوحيد الصف، والتسامي على الجراح، وإبعاد شبح الخلافات، وإطفاء نار الطائفية البغيضة.

أيها الإخوة الكرام:

إن وحدتكم وتضامنكم وتكاتفكم قوة لكم ولنا، ومدعاة إلى لم الشمل، والتحلي بالصبر، والحكمة، لنكون سداً منيعاً في وجه الساعين إلى الفتنة مهما كانت توجهاتهم ودوافعهم، ولتتمكنوا من إعادة بناء وطن الرافدين الذي كان وسيظل- بإذن الله- مع أشقائه العرب حصناً حصيناً ضد كل فرقة، أو فتنة، أو عبث لا يستفيد منه غير أعداء الأمة .

إننا في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية نشاطركم كل ذلك، ونؤكد لكم استعدادنا التام لمد يد العون، والتأييد، والمؤازرة، لكل ما سوف تتوصلون إليه من قرارات، وما تتفقون عليه من أجل إعادة الأمن والسلام إلى أرض الرافدين.

إن الدور الملقى على عاتقكم سيكتبه التاريخ، وستحفظه الأجيال القادمة في ذاكرتها، فلا تجعلوا من تلك الذاكرة الفتية حسرات وآلاماً وشقاء.

هذه أيدينا ممدودة لكم ليصافح الوعي راحتها، فنعمل سوياً من أجل أمن ووحدة واستقرار أرض وشعب العراق الشقيق.

اللهم إني اجتهدت فأسألك الصواب، ودعوت فأسألك الاستجابة لدعوتي، وبلغت ليشهد أكرم الشاهدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

خادم الحرمين الشريفين
عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود
ملك المملكة العربية السعودية
من جهتها وصفت وكالة ألأنباء العراقية الرسمية "واع" المبادرة بأنها "مبادرة نوعية" قلبت موازين القوى، وتمثل سحباً للبساط من تحت إيران لكيلا تستفرد بالعراق، كما تتميز الدعوة بأنها تريد إعادة الدور العربي للعراق, وأنها ستسد الفراغ وتبعد أطرافاً عاثت في العراق فساداً.

ونقلت مصادر إخبارية عن الناطقة باسم القائمة العراقية ميسون الملوجي، قولها إن العراقية ترحب بالمبادرة، فيما حثت كل أطراف العملية السياسية على المشاركة، مؤكدة أن كل دعوات الحوار هي مبادرات إيجابية، مشيرة إلى أهمية الدور العربي في حل المسألة العراقية.

كما قال السياسي العراقي إياد جمال الدين، زعيم كتلة "أحرار"، إن الانتظار طال من أجل موقف عربي ينقذ السياسة العراقية، مشيداً بمبادرة العاهل السعودي.

وقال السياسي الكردي كفاح محمود إن السعودية لم تتورط في الملفات الداخلية العراقية، مشيراً إلى أن المبادرة السعودية ستظل واحدة من أهم المبادرات حتى إذا حسم تشكيل الحكومة خلال الأيام القادمة.

ورحب ثائر الفيلي من ائتلاف دولة القانون بالمبادرات الخيرة التي تطلقها دول الجوار، مبينا أن الأزمة العراقية على وشك الحل، وأنه تم الاتفاق على منصب رئيس الوزراء للمالكي، فيما بقيت قضية المناصب الرئيسية الأخرى مثل رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس المجلس السياسي.
وأعرب التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر عن ترحيبه مبدئيا بالدعوة التي وجهها العاهل السعودي. وأعلن القيادي في التيار الصدري بهاء الأعرجي عن ترحيبه بالمبادرة السعودية، على الرغم من عدم وضوح تفاصيلها، قائلا إن الموافقة على المشاركة في (اجتماع) الرياض تعتمد على تفاصيل كثيرة.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى