< محافظة بيش> فاتنة جازان

بيش : زوايا: ناصر القحطاني 

الرحلة الي محافظة "بيش" التي تتبع إداريا لمنطقة جازان في الجنوب السعودي حتما ستكون ممتعة ، فقد أتجهنا من الشقيق المجاورة عبر الدرب يسارا إلى محافظة بيش والتي تقع على خط عرض ( 17 ) شمالا وخط طول ( 42 ) شرقا وبالنسبة من موقعها من منطقة جازان فهي تقع في الجزء الشمالي والتي تبعد عنها مسافة تقدر بـ 66 كم تقريبا وتتصف المحافظة بأنها تقع ضمن سهل تهامة والذي ينحصر مابين البحر الأحمر والمرتفعات الجبلية ويمر هذا السهل واديا كبيرا ذو مساحة واسعة يسمى ( وادي بيش ) والذي ترفده أكثر من تسعين رافدا وبذلك تتميز أراضي المحافظة بخصوبة أراضيها ذي الزراعات المتعددة

من مدخل المحافظة الرئيس أتجهنا إلى الطريق البحري وبرغم طوله وغياب ابرز الخدمات عنه الا أن هناك رائحة التراث تفوح من على جوانبه 
ومن على شاطئ بيش التقت زوايا بعدد من الشباب ،حيث طالب  علي زيلعي لاعب كره قدم هاو مكتب رعايه الشباب  تنظيم دورات شاطئيه وقد غابث تلك الأهتمامات خلال الاجازه الحاليه  ،ومن جهته قال  بدر حديني من بيش منطقه جازان تزخر بالمواهب  الناشئه وتستغل الاجازه في اقامه بطولات شاطئيه بجهود ذاتيه دون رعايه رسميه او حتي دعم رجال الأعمال جيث نظم دوري مصغر مكون من اربعه فرق وتحضي الدوره باهتمامات اصدقائه  

وبحسب موقع بيش يتميز هذا الشاطئ بطوله والذي يمتد خمسة كيلو متر ويشتهر بوجود الخوار والتي تجذب هواة الصيد ويتميز كذلك بوجود الكثبان الرملية ذات اللون الذهبي والتي يتخذها زوار الشاطئ مكانا لسباق السيارات ذات الدفع الرباعي وكذلك للسمر وخاصة في الليالي القمرية كما يتميز الشاطئ بأشجار الشورى والتي وضعت في شكل منطومة إبداع صنعها الخالق

وحينما وصلنا إلى شاطئه الذي يقال عنه أنه الشاطئ الذهبي لم نجد سوى مواقع خصصت للعائلات وأخرى للشباب وخدمات تغيب عنه سوى بقالة صغيرة في طرف من أطراف الكورنيش !!  

                                 لقطات من "بيش"

سياحة تسرق الدهشة : 

وتشتهر محافظة بيش بعدد محدود من الجزر السياحية المحدودة المساحة في البحر الأحمر والتي تبعد عن الشاطئ مسافة 17 كم ومن أهم هذه الجزر : جزيرة الغراب وجزيرة رقبين وجزيرة ثيران.
وتتميز هذه الجزر بطبيعتها الساحرة وجمالها الفاتن وتشكيلاتها الصخرية ذات الأشكال الهندسية البديعة والشعب المرجانية المتنوعة وشواطئها البكر وأشجار القنديل المتناثرة والتي تشكل منظومة جمالية رائعة ومايمز هذه الجزر صفاء مياهها والطيور المتنوعة والسلاحف النادرة ذات اللون الأزرق وغيرها من الكائنات البحرية
 

شاطئ بيش                                          

وادي بيــش:

ويعتبر وادي بيش من أكبر أودية تهامة ويعد في درجة وادي مو والذي يسمى ( ميزاب تهامة الأعظم ) ومن روافده الرجفة ويخر ويسقى هذا الوادي من المزارع ماء مساحته ستكون كيلا طولا في خمسة أكيال عرضا عند شدة فيضانه حيث يجلب معه الطمي الذي يورث الأرض خصوبة
وتصل قوة تصريف وادي بيش إلى 15000م/ث ويبلغ طول الوادي 200 كم فأكثر وتوجد على مشارفه العديد من القرى والمزارع ومن أهم العقوم ( السدود الترابة المقامة في الوادي ) عقم النخري ويليه عقم الفائق وعقم طهمز وكل هذه العقوم تساعد على ري المزارع المقامة في القرى الممتدة مع محاذات الوادي كما أن هذا الموادي من الغابات والأشجار معمرة مثل الدوم والأثل والبشام والأراك وغيرها كما أن ملتقى لمربي الماشية والنحل وذلك لرعي هذه الطبيعة الخضراء الواقعة بمحاذاة الوادي البديع ذو الطبيعة الساحرة ، وتلك المقومات المتوفرة في هذا الوادي جعلت منه مقصداً للزوار في المنطقة وخارجها وذلك للاستمتاع بجمال وطبيعة هذا الوادي دائم الجريان والخضرة

 تشتهر محافظة بيش بوجود العديد من المواقع الأثرية القائمة مثل القلاع وكذلك بعض الآثار المدفونة ومن أشهر هذه المواقع:

حصن جبل محاصل:
والذي اتخذه الشريف خالد بن أحمد حاكم تلك المنطقة مقراً للسكن قبل أكثر من 300 عاماً والموقع يحتوي اليوم على مباني متهمة بفعل عوامل البيئة المختلفة.

حصن ماغص:
ويقع في قمة جبل مرتفع في مركز الحقو ويطل على معظم قرى الحقوى ويتكون من اماكن للسكن وأماكن للمراقبة وأخرى لحفظ الحاصيل الزراعية.

وشواهد أثرية في مركز الفطيحة وقديما كان يطلق على بيش قرية ( أم الخشب ) وتعتبر هذه القرية هي حاضرة بيش الآن وسميت بذلك لكثرة الأشجار فيها والتي تستخلص منها الأخشاب

ويتبع محافظة بيش عدد من المراكز ومنها 
مركز مسلية :ويقع شرق محافظة بيش على بعد 7 كم تقريباً ، ويوجد به العديد من الخدمات ، وبه مطل جميل يشرف على وادي بيش.

مركز الحقو : ويقع شمال شرق المحافظة ويبعد عنها مسافة 32 كم تقريبا وبه العديد من الخدمات

مركز الفطيحة :ويقع شمال شرق المحافظة ويبعد عنها مسافة 38 كم تقريبا وبه العديد من الخدمات وتشرف على وادي بيش لذا تتميز تربتها بخصوبتها الدائمة.

مركز الخلاوية والنجوع :ويقع شمال غرب المحافظة ، ويبعد عنها مسافة 15 كم تقريبا

شتهر محافظة بيش منذ القدم بالزراعة وإلى وقتنا الحاضر والذي تطورت فيه الزراعة بشكل كبير وذلك نتيجة للدعم المتواصل والذي يشهده هذا القطاع من الدولة حفظها الله والذي يتمثل في إستكمال البنية الأساسية والتي منها تقديم القروض والإعانات وشراء المحاصيل بأسعار مناسبة للمزارعين.
وقد شهدت المحافظة نجاحا كبيراً في مجال زراعة الخضا والفواكه شبه الإستوائية والحبوب إلى أن اتسعت رقعة الأراضي الزراعية وأصبحت تقريبا ( 75000 ) هكتار ومن أجل الإستفادة من المياه ودرء أخطار السيول فقد تقرر إنشاء سد وادي بيش بطول 540 متراً تقريبا وإرتفاع 106 متراً وتبلغ طاقته التخزينية 19275 مليون متر مكعب مساحة تجمع السيول 4600 كيلو متر مربع وبتكلفة 150 مليون ريال.
أما مجال الثروة الحيوانية فتتميز المحافظة بثرواتها من الضأن والماعز والأبقار والدجاج وهي في تكاثر مستمر  

 
وتشتهر محافظة بيش بالعديد من المحاصيل الزراعية وذلك لخصوبة تربتها الزراعية ومن اهم هذه المحاصيل 

فاكهة المانجو : والتي نجحت زراعتها في المحافظة مما أدى إلى اتساع رقعة مزارع المانجو التي تعددت أنواعها والتي من اهمها / الجلن - والتومي - والكيت - وبالمر - والزبدة - والجولي - والزل - وفجر كلان - والهندي الخاص - وسنسيشن 

الذرة بأنواعها والتي من الذرة الرفيعة والدخن والحبش والتين ويزرع بنوعيه البلدي والتركي والموز والباباي ( العنبرود)  و البطيخ والحبحـــب والسمسم 

 أسواق شعبية لازالت تعلن الشموخ:

تكتسب المحافظة شهرة من موقعها الإستراتيجي الذي تتصف به لكونها تقع على الطريق الدولي الذي يربط بلادنا الغالية بدولة اليمن الشقيقة ، هذا بالإضافة إلى سوق السبت الشعبي وهو يوم التسوق للأهالي في المحافظة والقرى المجاورة ، ومن أهم معروضاته أدوات الزراعة التقليدية ، والأواني الفخارية ، والأدوات المصنوعة من الخوص ، وبيع المنتجات الزراعية كالحبوب بأنواعها كما يوجد في هذا السوق قسم مخصص لبيع الماشية والأبقار والأبل

ويشتهر مركز الحقو بسوق الإثنين الأسبوعي ، ويتميز هذا السوق بالثروة الحيوانية المتميزة ، والتي يتم عرضها في هذا السوق ، والذي يجد إقبالاً كثيفاً من محافظات المنطقة وكذلك المناطق المجاورة لمنطقة جازان بالإضافة إلى تنوع المعروضات الشعبية التي يحتاجها

 

 نكهة بيش في الأكلات الشعبية : 

تشتهر محافظة بيش بالمأكولات الشعبية المعتمدة على الزراعة المحلية ومن أشهر هذه الأكلات :

المغش : وهو وعاء حجري أنبوبي الشكل يوضع فيه اللحم بعد أن يقطع قطعا صغيرة ويغمر في الماء ويوضع في التنور.

الخمير : وهو خبز الذرة المحمر يفت فتاً دقيقاً ويرش عليه المرق.

الحنيذ : يوضع اللحم بعد تلميحه ويفضل أن يكون قطعاً كبيرة في التنور ( الميفا ).

المرسة : وهي من خبز الدقيق ، ويفت جيدا ، ويمرس بالموز ويخلط بالسمن والعسل أو السكر إذا لم يوجد العسل وهي من الأكلات المفضلة في محافظة بيش .

الثريد : يفت خبزه الذرة الفطير ويغمر بالحليب والسمن ويحل بالسكر.

المفالت : يغلى بالحليب جيداً ويسقط فيه قطعاً صغيرة من عجين الذرة حتى يمتلئ القدر وعند نضجه ينزل من على النار ثم يغمر بالسمن ويحلى بالسكر .

المرزوم : ويتكون من خبز الدخن المفتوت جيدا ويحرك على النار حتى يتماسك جيداً ومن ثم ينزل ويوضع في صحن وفي وسطه سمن.

المخموعة : وهي فطيرة من الدخن مع اللحم ويمرس جيداً.

الحلـــويات الشعبيـــة :

تزخر محافظة بيش بالعديد من المورثات الشعبية التي منها الحلويات الشعبية والتي يتم صناعتها في بعض المحافظات الأخرى ويتم تسويقها في سوق بيش الشعبي وذلك للطلب المتزايد عليها لما تتمتع به هذه الحلوى من خصوصية متلازمة مع فناجين القهوة والبن والقشر منذ القدم وحتى اليوم ، ولازال تناولها في الهجر والأرياف كوجبة إفطار تسمى بـ ( الصفارة ) ومن أنواع هذه الحلويات : المشبك و الحلقوم ، والقطع و الكهاجة والمجلجل و الخنية المصنوعة من الدخن

صناعات لازالت في الذاكرة : 

تشتهر محافظة بيش منذ القدم بالعديد من الحرف والصناعات التقليدية المرتبطة بإحتياجاتهم من المنتجات والسلع الحرفية بمختلف أنواعها ومازال بعض سكان المحافظة يزاولون هذه الحرف سواء في الأسواق الشعبية او في المنازل ومن أهم هذه الحرف  

 
  ويزاول صناعة الفخار في محافظة بيش عدد محود جداً بل أنها أصبحت تصنع من قبل أيادي أجنبية وذلك لإستغناء العديد من السكان عن الأدوات النزلية المصنوعة من الفخار وإستبدالها بالأدوات المعدنية والبلاستيكية إلا إن استخدامها في الطبخ والشرب لها مذاق خاص ومن اهم هذه الادوات الجرة والحيسية والمركب والفنجان وغيرها

 و تشتهر المحافظة بصناعة الخوص وذلك لإعتماد هذه الصناعة على سعف النخيل والذي تنتشر أشجاره بكثرة في بيش وتشارك الرجل المرأة في صناعته في المنازل ومن ثم بيعه بالأسواق الشعبية في المحافظة ، ومن أشهر هذه المنتجات الزانبيل والمصلة والمهجان والمكانس والمراوح كما يتم تزين هذه المنتجات بالرسومات والألوان الجميلة التي تزيد المنتج جمالاً.
 

وتوجد في محافظة بيش العديد من الصناعات الحرفية الآخرى كالحدادة وإنتاج العسل وعصر السمسم وغيرها