الرياض : سارة محمد الأسمري وواس:
رعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مساء أمس (الأحد) حفل افتتاح المدينة الجامعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي تم إنشاؤها على أرض تبلغ مساحتها ثمانية ملايين متر مربع وبتكلفة إجمالية تزيد عن عشرين مليار ريال.
وكان في إستقباله لدى وصوله مقر الجامعة الجديد على طريق المطار الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ووزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري ومساعد وزير المالية المشرف على مشروع الجامعة الدكتور محمد المزيد. ثم تجول يحفظه الله بقطار النقل الآلي على أرجاء الجامعة, اطلع خلالها على منشآتها واستمع إلى شرح مفصل من وزير المالية ومساعد وزير المالية المشرف على المشروع عن الجامعة وما اشتملت عليه من منشآت إدارية وتعليمية وسكنية وخدمية. بعد ذلك توجه خادم الحرمين الشريفين إلى مبنى الإدارة الرئيسة, حيث تجول بالعربة الكهربائية في أرجاء المبنى, وكذلك مبنى المكتبة المركزية واستمع إلى شرح واف عن المبنى.
بعد ذلك كان الحفل الخطابي, والذي ألفى من خلاله وزير المالية كلمته التي شكر فيها الملك عبدالله على تكليفه وزملائه بالإشراف على بناء الجامعة قبل عامين ونصف العام.. مضيفاً: «كنتم حريصين أشد الحرص على إنهاء المشروع في الوقت المحدد من خلال متابعتكم المتميزة حتى أنكم - حفظكم الله - أمرتم بوضع كاميرات للنقل المباشر على مدى 24 ساعة لمتابعة سير العمل في المشروع من قبلكم شخصيا, وإن هذه المدينة الجامعية تعد صرحا عمرانيا وتقنيا, وستكون بحول الله صرحا علميا عالميا بما تضمه من قدرات بشرية ومن مراكز أبحاث وكليات علمية وطبية».
وبيّن العساف في كلمته أنه تم تصميم هذه المدينة وفقا لأحدث المواصفات البيئية وتوفير الطاقة ومن ذلك نظام تسخين المياه عن طريق الطاقة الشمسية, بالإضافة إلى تطبيق أحدث المعايير فيها لجعلها صديقة لذوي وذوات الإحتياجات الخاصة في جميع أرجائها بما في ذلك قطار نقل الركاب الآلي الذي روعي في إنشائه وتشغيله الجوانب البيئية ولقد تم تنفيذ وتجهيز المشروع من قبل شركات ومؤسسات ومصانع سعودية وموردين سعوديين تجاوز عددهم ألفي شركة ومورد. وأشار وزير المالية إلى أن عدد العاملين يوميا في المواقع في أجزاء من مراحل التنفيذ وصل إلى أكثر من 75 ألف شخص ما بين مهندس وفني وعامل.

وزير المالية ووزير التعليم العالي
كما إستعرض العساف أهم عناصر المدينة الجامعية مثل الكليات الجامعية, والمستشفى التعليمي, ومركز الأبحاث المجهز بأحدث الوسائل ، ومركز لتنمية المهارات السريرية، والذي يعد الأكبر على مستوى العالم.. بالإضافة إلى المنطقة الإدارية, والمكتبة المركزية, ومركز المؤتمرات, والمنطقة السكنية التي تتكون من (1440) فلة ووحدة سكنية لأعضاء هيئة التدريس، إضافة إلى سكن الطالبات الذي يستوعب أكثر من (12,200) طالبة, ومنطقة ترفيهية ورياضية, والخدمات المساندة والبنية التحتية, إضافة إلى الخدمات الإجتماعية والتعليمية والإستهلاكية في جميع المناطق داخل المدينة الجامعية من مدارس تستوعب (800) طالب وطالبة ومحلات تجارية وخدمات عامة.. وقال العساف: «إن المدينة الجامعية حصلت حتى الآن على العديد من الجوائز والشهادات من كل من الهيئة السعودية للمهندسين، والجمعية السعودية لعلوم العمران التابعة لجامعة الملك سعود، والاتحاد الدولي للمعماريين، ومجلس الأبنية الخضراء العالمي الأمريكي، ومجلس الأبنية الخضراء العالمي الأسباني».
من جانبه ألقى وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري كلمته التي شكر فيها خادم الحرمين الشريفين على دعمه وجهوده في سبيل تطوير التعليم بشكل عام والتعليم العالي على وجه الخصوص.. مبيناً أن من أهم أوجه رعاية البنية البشرية التي أساسها المواطن هي ابتعاث آلاف المعيدين والمتخصصين للدراسة في أرقى الجامعات بمختلف تخصصاتهم ، إيمانا بأهمية مد جسور التواصل العلمي ومتابعة كل جديد في منظومة عطاءات الجامعات العالمية المتميزة.. ومشيرا إلى أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يعد واحدا من أكبر برامج التأهيل العلمي المتميز عددا ونوعيه، حيث شمل أكثر من مائة ألف طالب وطالبة ينهلون من ثقافات علماء أرقى الجامعات، ويكتسبون من علومهم ومعارفهم، والمملكة بعدد مبتعثيها أصبحت ثالثة دول العالم في هذا المجال بعد الصين والهند، وترتقي إلى المكانة الأولى عالميا في عدد المبتعثين من الطلاب على منح حكومية.
كما أوضح الدكتور العنقري أن كثيرا من المتابعين لمسيرة التعليم العالي بالمملكة يشيدون بدور خادم الحرمين الشريفين في إنشاء الجامعات المتميزة، مثل جامعة الملك عبدالله «كاوست» والتي تعد صرحا من الصروح العلمية العالمية المعدودة، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي أصبحت المملكة بإنشائها تضم أكبر جامعة نسائية في العالم.
إلى ذلك ألقت مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة هدى العميل كلمتها والتي من خلالها عاهدت وزميلاتها وزملائها خادم الحرمين الشريفين على أن يتصدو لدورهم التربوي والعلمي تجاه الأمانة التي حملوا إياها سائلة الله أن يمدهم بعونه وتوفيقه. كما أشادت في ختام كلمتها بالجهود المميزة التي بذلتها صاحبة السمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد لخدمة الجامعة وتطويرها.
بعد ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين فيلماً وثائقياً عن إنشاء الجامعة والتطلعات المستقبلية لها كصرح علمي جديد. ثم أعلن حفظه الله عن افتتاح المدينة الجامعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن, وسط حضور العديد من الأمراء والوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي في المملكة وكبار المسؤولين من مدنيين وعسك

إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم