0

بقلم : د :هـــاني العقاد

هل هي مصالحة مع وقف التنفيذ...؟
 
قبل أكثر من أربع سنوات عندما صعق الانقسام صفوف هذه الأمة اعتقد  الكثير أننا سنهرم و نحن ننتظر أن يتصالح الإخوة ويعود الوطن موحدا و يكون الوطن حزبنا الوطني الوحيد, لكنى كنت متأكداً أن المصالحة أمراً واقعا لا محالة والوحدة أمراً مؤكداً ,وخلال هذه الفترة   كان والدي رجلا واعيا لكل أمور الدنيا بما فيها الوطن ,عارفا لمخاطر ما يحدث من انقسام  على الرغم انه تجاوز الخامسة والثمانين لأنه اعتاد أن يسألني عندما أعود من العمل كل يوم هل تصالحت فتح وحماس ...؟ وكنت اخبره عن قريب إن شاء الله حتى لا يصل إلى حالة اليأس ويستمر في سرد تلك القصص النضالية النرجسية العتيقة التي تحمل رائحة الأبطال ورائحة الوطن الواحد الموحد برجاله  و رائحة النصر ورائحة رفقة السلاح وشرفه , عندما اشتد عليه المرض وقبل أن يذهب في غيبوبته التي كانت مقدمة الطريق إلى النهاية ,سألني حينها  كعادته هل تصالحت فتح و حماس وما أردت أن أقول لا ,و حاذرت أن اكذب لكنى أجبت إن شاء الله تعالى وابتسم وذهب في غيبوبته إلى أن توفاه الله تعالى بعد يوم واحد دون أن يعرف إذا ما كانت المصالحة قد تحققت بالفعل أم لا..!. 
 مضي أكثر من شهر على توقيع المصالحة بين الطرفين واستبشر الناس في فلسطين والعالم العربي خيراً بأن يصبح الوطن وطن لا تقسمه الفصائل ولا يتقاسمه الساسة ولا يتبع أحدا سوى جموع الشعب الفلسطيني ,وفرحت كثيرا لأنني لم اكذب على والدي الذي اخذ بشري المصالحة الوطنية وتوفي رحمه الله,  وفرح الجميع  وسار الناس في الشوارع ورفعوا رايات فصائلهم بلا خوف من اعتقال أو ضرب وأصبح الجميع يبيتون بلا خوف من اعتقال سياسي أو استدعاء لمركز تحقيق على خلفية انتماء سياسي , واستمر هذا إلى أن بدأ الشعب في الانطفاء رويدا رويدا وهو يرقب بحذر شديد حركة المصالحة التي لم تتعدي لقاءات ثنائية بين الكواليس دون أن يعرف عن تفاصيلها احد ...! والواضح  أن المصالحة تسير بخطي متباطئة و كأنها  تسير  على بيض, وهذا ما جعل الكثير من الناس يتساءلون ,ما إذا كانت الطريق أمام المصالحة طويلة  ونهايتها بعيدة ؟  أم أن هناك مصالحة حقيقية قائمة على مشاركة حقيقية لكل أبناء فلسطين دون تميز بسبب الانتماء السياسي أو الفصائلي  و ستتحقق في القريب العاجل .
مازالت إجابتنا نعم  ستتحقق المصالحة عندما يسألنا الناس هل هناك مصالحة فعلا...؟ و لن نجيب بغير نعم لأننا واثقون من هذا على الرغم من عدم تحديد موعد أخير لإعلان حكومة التكنوقراط , على الرغم من ربط تغيير الأمور على الأرض بهذه الحكومة التي بات التوافق على رئيسها صعبا لان الفصيلين المتصالحين وضعوا ذاتهم في شخصية رئيس الوزراء و كأنهم يقولوا " أين أدنك يا جحا" , وبالتالي أصبحت عقدة المنشار  هي التوافق على رئيس الحكومة بل و كل أعضاء الحكومة من ألفها إلى يائها ,لذا فان حكومة مصغرة هي الأنسب والرئيس هو القائم بأعمال رئيس الوزراء لتكون اقصر الطرق للتوافق والخروج من مأزق هذا لي و هذا لك , واقصر الطرق لتحقيق المصالحة  و إلا فان الطريق أمام المصالحة طويلة و معقدة ,لكنا لا نريد أن نقنع أنفسنا بهذا  على الأقل الآن وما ينبغي أن يكون هو  تجسيد المصالحة على الأرض وهذا أمرا هاما و يمكن أن يتم قبل الحكومة ,كأن يعود كل الموقفين عن العمل إلى عملهم ويخرج كل المعتقلين السياسيين من زنازينهم وأماكن منفاهم , وهذا سيساعد على الإسراع في  تشكيل الحكومة لتتولي  ملف توحيد الأجهزة الأمنية واختبار حيادها وانتمائها للشعب الفلسطيني أولا قبل انتمائها لأحزابها وبالتالي اختبار سلامة صلاحيتها المهنية والتقنية والفنية , إننا ننتظر الآن أن تطبق المصالحة على الأرض و يدشنها  السيد الرئيس عبر إعلان  الحكومة الفلسطينية الجديدة من غزة ويعقد المجلس التشريعي جلسته الأولى بحضور الرئيس أبو مازن و يمنح الحكومة صلاحيات إنهاء كافة الملفات التي خلفها الانقسام بعدالة وبنزاهة وحيادية وشفافية وفي نفس الوقت تبدأ بالتجهيز للتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية وبالتالي تبدأ اللجان التي اعهد إليها إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية لتعد وتجهز لانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني  وإلا فان المصالحة ستبقي مع وقف التنفيذ ..!
  ----------------------------------------------------------------------------

أين البديل عن التوجه للأمم المتحدة ..؟
تحاول إدارة الرئيس اوباما منذ فترة طويلة إيجاد بديل  للفلسطينيين لكي يتخلوا عن التوجه للأمم المتحدة للمطالبة بعضوية الأمم المتحدة و الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 ,لكن الإدارة الأمريكية لم تقدم حتى اللحظة أي بديل نافع  يثنى القيادة الفلسطينية عن نيتها و مسعاها للوصول إلى الشرعية الدولية للفصل في هذه القضية التي ماطل فيها الأمريكان أكثر من الإسرائيليين أنفسهم و كان الدولة الفلسطينية ستقوم على ارض أمريكية و ليس فلسطينية احتلتها إسرائيل من خلال الدعم الأمريكي المتواصل للآلة العسكرية الصهيونية , لكن لا تخفي الإدارة الأمريكية اهتمامها الشديد بإعاقة التوجه الفلسطيني نحو مجلس الأمن و إن وصل فان الأخيرة هددت باستخدام حق النقض الفيتو بإدعاء أن السلام لن يتحقق عبر هذه المؤسسات بل أن السلام يتحقق بالتفاوض بين الطرفين .
خلال زيارته الأخيرة لألمانيا أكد الرئيس اوباما و السيدة ميركل أن الاثنين يرغبان بعودة الطرفين الفلسطيني و الإسرائيلي للمفاوضات دون أن يتحدد الأساس لهذه المفاوضات و دون أن يلتزم احد بالضغط على إدارة نتنياهو بالتوقف وتجميد الاستيطان الذي يلتهم الأرض العربية الفلسطينية يوما بعد يوم , وجاء هذا عندما أعلنت باريس عن اقتراحها بتبني مؤتمر دولي للسلام بالشرق الأوسط يؤهل لقيام دولة فلسطينية على حدود العام 1967 و في نفس الوقت عارض اوباما و السيدة ميركل هذا المؤتمر , ومن خلال هذا فان السيد اوباما بدا و كأنه يعمل لصالح إسرائيل بل و انه موظف صغير في إدارة السيد نتنياهو و قد نسي انه رئيس اكبر دولة بالعالم تنادي باستمرار بالسلام في المنطقة العربية , فلا نعرف أي سلام تبقى بعد عمل اوباما هذا ؟
الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تتدافع لإيجاد بديل للفلسطينيين  يغنى عن التوجه للأمم المتحدة و كأنها أصبحت مرتعبة من هذا التحرك وهنا نشعر أنها تحسب حساب  استخدام الفيتو هذه المرة  أكثر لأنه سيزيد الركام في طريق علاقتها مع العرب و مصالحها بالشرق الأوسط ستصبح محطا للانتقام من قبل كل الأحرار و الغيورين بالعالم العربي وبالذات أن موقف الولايات المتحدة بعد الفيتو الذي أحبط مشروع إدانة للاستيطان بمجلس الأمن أصبح موقفا حرجا في ظل الثورات العربية و التغير العربي المستمر , وظهر هذا التدافع الأمريكي في أعقاب المحادثات التي أجرتها شقراء البيت الأبيض السيدة كلينتون مع الفلسطينيين والإسرائيليين كل على حدة إلا أن المفاوضات كعادتها كانت مجرد أحاديث تناقش طرق إعادة المفاوضات دون بذل  أي دور أمريكي قوي يضغط على إدارة نتنياهو بوقف الاستيطان الذي يجعل من المفاوضات أمرا غير مقبول عربيا و فلسطينيا و بالتالي فان الفلسطينيين لن يضيعوا وقتا أكثر في التفاوض دون  وضوح بعض معالم  السلام الحقيقي بالمستقبل القريب, و على خلفية عدم وجود  بديل أمريكي  مقنع فان الأمريكان و الأوروبيين بدؤوا في خلاف على أساس الاقتراح  الفرنسي الداعي إلى مؤتمر للسلام في غضون الأسابيع القليلة القادم و بات السؤال الآن ,هل يوجد بديل نافع للفلسطينيين يقدمه الأمريكان أو الأوروبيين يوفر المواجه القادمة للعالم مع مؤسساته الأممية عندما يطلب الفلسطينيين كأي شعب بالعالم الاعتراف بهم و بدولتهم و إقراراها و تبنيها ليسود السلام و الأمن منطقة الشرق الأوسط .
بالفعل يمكن للفلسطينيين القبول ببديل عن الأمم المتحدة  و لكن أين البديل الذي يوفر للفلسطينيين سلام مبني على العدل و الأمن و الاستقرار في دولة قابلة للحياة على حدود 1967.؟  إن البديل الوحيد الذي يمكن أن يقبل به الفلسطينيين  لن تستطيع إدارة اوباما تقديمه حتى الآن بسبب تحيزها الكامل لإسرائيل و الذي تسبب في ضعف اوباما دوليا تجاه قضية طال الجدل فيها وهي  قضية توقف الاستيطان و التهويد إلى ما لانهاية و اعتبار كل ما تم استيطانه و تهويده أمرا غير شرعي و سيزول بزوال الاحتلال  و إن استطعت عندها تكون المفاوضات على أساس مشروع الدولة الفلسطينية و قرارات الشرعية الدولة و خاصة القرار 194 القاضي بحق العودة للاجئين و المهجرين الفلسطينيين و على أساس مبادئ مبادرة السلام العربية التي اقرها العرب في بيروت 2002 و علي أساس جدول زمني ثابت ينتهي  التفاوض , لكن على الجميع أن يعرفوا أن هذا البديل يحتاج إلى قوة لكي تحققه  ولا توجد قوة عالمية أو مركزية قادرة على إلزام إسرائيل بالموافقة على أسس و استحقاقات هذا الحل و هذا الإطار .
  مادام العالم غير قادر على توفير بديل نافع يغني الفلسطينيين عن التوجه للأمم المتحدة فان عليه أن يثبن انه  عالما عادلا نزيها قادراً على التأثير في أزمات المنطقة العربية و حلها بعدالة و خاصة أن هذه الشعوب تسير في طريق التغير ,فعليه أن يبادر بإقناع أمريكا بأنها  تسير في الطريق خاطئ لا يؤدي إلى سلام بل ويهدد استقرار و امن المنطقة كلها , لذا بات ضروريا على الأمريكان أن يقتنعوا بأن الهيئات الأممية اقرب الطرق لصنع السلام الذي تشرعه هذه الهيئات ومن ثم يأتي بعدها مشروع التفاوض الذي يوصي به اوباما و ميركل و السيدة كلينتون و من يعتقد اعتقادهم.
-------------------------------------------------------------------

تغيرَ العرب يا ..اوباما !!

كعادته عاد الرئيس أبو مازن بقراره إلى العرب ليكونوا شركاء في السراء و الضراء وهذا من منطلق أن فلسطين جزء هام من الأمة العربية والصراع في الأساس صراع عربي إسرائيلي والقضية هي قضية تمس شرف الأمة العربية بالكامل لان إسرائيل مازالت تغتصب  الأرض العربية والفلسطينية , الحل هنا يجب أن يكون عربيا والتحرك نحو السلام تحرك عربي و التحرك نحو الهيئات الأممية يجب أن يكون على أساس قرار عربي , وعلى هذا الأساس كان القرار العربي الذي اتخذته لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام بالتوجه معا إلى الأمم المتحدة خلال اجتماعها السنوي في أيلول سبتمبر لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو بالأمم المتحدة حالها كحال باقي دول العالم , والمعروف أن قرار الأمم المتحدة هذا بقبول فلسطين عضو بالأمم المتحدة يمنحها شرعية الدولة ويعطي الفلسطينيين الحق الدولي الذي حرموا منه بسبب هيمنة إسرائيل على قرارات الشرعية الدولية من خلال التحيز الأمريكي السافر لصالح دولة الكيان .
اعتقد أن الموقف العربي يختلف اليوم عن سابقة لعدة أسباب أهمها أن الحكومات العربية تعرف بل ومتأكدة أن الشعوب العربية ستنتفض في وجه التحيز الأمريكي هذه المرة إن جاء قرار أمريكا متحيزا لإسرائيل والعاقبة ستكون مسيرات واعتصامات و صفحات فيس بوك تدعو للنوم أمام السفارات الأمريكية بالبلدان العربية و المطالبة بإغلاقها , لا بل اعتقد أن هذه الحركة ستتزامن مع التحرك العربي نحو الأمم المتحدة لنيل عضوية لفلسطين كخطوة أولى للدولة الفلسطينية المستقلة ,و إن ما لا تعرفه الإدارة الأمريكية اليوم أن الشعوب العربية ملت هذا التحيز المخيف و الذي يدعو لسرقة الأرض العربية وتاريخها و تراثها علنا دون استحياء.
 إن أدرك اوباما معنى التغيير العربي  الذي حدث والذي لم يحدث بعد  و يفهم عمق هذا التغيير و لم يعتمد على التقارير المزورة التي تصل البيت الأبيض فقط  ,وبالتالي يكف  عن التسلل إلى حكومات العالم للتأثير على قرارها بالأمم المتحدة لتمتنع عن التصويت لصالح القرار الفلسطيني  وبالتالي يعيق قرار الأمم المتحدة بطريق اقل حرجا , و يمتنع أيضا عن استخدام حق النقض الفيتو عندما يعرض  القرار من قبل المجموعة العربية ليوصي به مجلس الأمن عبر التصويت ليمرر القرار بعد ذلك إلى الأمم المتحدة لتعترف بالدولة الفلسطينية دون فيتو أمريكي, فان أمريكا تكون بذلك مثلت العدالة الدولية ودخلت مرحلة جديدة تحمي فيها الإنسان من بطش التطرف بكل أنواعه وساهمت في استقرار المنطقة سلميا بالإضافة إلى تنامي علاقتها الايجابية في ظل التغيير العربي الجديد .
لقد بات واجبا على الملوك والرؤساء العرب الطلب رسميا من إدارة اوباما الإيفاء بالتعهدات التي قطعها على نفسه بالمساعدة في إرساء السلام بالمنطقة عبر الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود العام 1967 , ولا يكفي العمل الدبلوماسي العربي في أروقة الأمم المتحدة وحدة ,بل يجب إرسال رسالة واضحة إلى إدارة اوباما مفادها أن المنطقة ستدخل كلها في حالة إرباك شديد ستتعرض فيها مصالح الولايات المتحدة للتهديد الحقيقي إن أحبطت الولايات المتحدة القرار العربي  الداعي لانضمام فلسطين  كعضو للأمم المتحدة والاعتراف بها كدولة ذات حدود و ذات سيادة  , إن الغضب العربي المتوقع من إقدام إدارة اوباما على إحباط مثل هذا القرار قد يفسد حالة التوافق الأمريكي العربي حول قضايا المنطقة وعندها ستبدأ الشعوب العربية الضغط على حكوماتها وزعمائها للتوقف عن حالة إغماض الأعين عن التحيز الأمريكي الكامل لإسرائيل والتي تمادت في غيها ومعارضتها للسلام بالمنطقة نتيجة لذلك وبالتالي سيصبح موقف أمريكا حرجا , و يبقي السؤال إن تحرك الرؤساء والملوك العرب وتوجهوا بثقل نحو البيت الأبيض لإقناع إدارة اوباما  بالرغبة العربية والفلسطينية  , هل سيفهم اوباما معنى هذا التوجه وأهميته في الوقت الحالي بالذات؟  
المعروف أن حالة الربيع العربي سيكون لها تأثيرها في الضغط على كل الحكومات العربية و الولايات المتحدة بشكل غير معهود ,لكن نشك حتى اللحظة أن يفهم اوباما بسبب حالة الهيمنة الصهيونية الشديدة على القرار الأمريكي ,ونؤكد أن إدارته قد تصدم الشعوب العربية كثيرا إن أصرت هذه على عدم فهم الرغبة العربية و بهذا يكون لا يعنيها أي ردة  فعل  معاكسة  ضدها وخاصة أنها أوقعت نفسها في مصيدة الحرية والديمقراطية والعدالة ,  عندما دعت لتطبيق مفاهيم الديمقراطية وإطلاق الحريات بالدول العربية  وقدمت الدعم الكامل والمتوصل  للعديد من الشعوب العربية ,بل وتنشد من الحكومات الحفاظ علي حالة حقوق الإنسان واحترام الخيارات الديمقراطية وتؤكد الولايات المتحدة أيضا أن احترام الديمقراطية يعني احترام إرادة الإنسان العربي  وحرياته ,وما يفضح دورها المشبوه أنها تصر على عدم احترام إرادة الشعوب العربية جمعاء بالسماح بمرور القرار للأمم المتحدة  لتقبل فلسطين عضو كباقي الأعضاء بالعالم و تبقى تناصر إسرائيل و تطرفها و وقوفها عائقا أمام السلام الحقيقي بالمنطقة
 -----------------------------------------------------------------------------

نتنياهو يعاني كابوس الدولة الفلسطينية
 
 لم يتحدث نتنياهو اليوم أمام الكنيست الثانية أي الكونغرس الأمريكي عن رؤية إسرائيل للسلام مع الفلسطينيين ولم يتحدث بشيء محدد ولا طلب واضح وإنما خلط الأمور جميعا وتحدث كالأخرق الذي يصفق له مجموعة من السكارى ,و تحدث بغير اتزان وكأنه يعاني كابوس معين  ,وعبر حديثة هذا اعتقد انه تفوق على اوباما و أبو مازن وأن خيار دولة فلسطينية على حدود العام 1967 ويعتقد بعض المحللين الإسرائيليين ممن طبلوا لنتنياهو وخطابه بالكونغرس الامريكى أن  نتنياهو نجح في التصدي لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية و كما واعتقد بعض المحللين المحسوبين على التطرف الصهيوني للأسف أن نتنياهو سحق أبو مازن لمجرد انه تحدث بلهجة حادة ومطالب لم يفهما احد سوي انه يعيش كابوس اسمه الوحدة الفلسطينية والتوجه للأمم  المتحدة .
لقد تحدث نتنياهو أمام الكونغرس وهو في حالة ارتباك شديد فاقت أي تصور لدرجة انه فقد توازنه السياسي  عندما دعا الرئيس أبو مازن أن يمزق المصالحة مع حركة حماس مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية , واعتقد انه يستطيع أن يغري الرئيس أبو مازن بقبول هذا العرض الأحمق لأنه لا يعرف أن الفلسطينيين لا يمكن أن يقبلوا بدولة مقابل  تخليهم عن وحدتهم ورص صفوفهم ,ولا يعرف أن الوحدة الفلسطينية هي المقدمة الأولى لدولة فلسطينية ثابتة وقوية, ومن ثم حاول أن يقدم إغراء أخر للرئيس أو مازن عندما عرض علية الاعتراف بالدولة  اليهودية مقابل اعتراف إسرائيل بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة , وعاد وكرر أن على أولئك الذين يدعون إلى السلام ويريدون نهاية لهذا الصراع.... عليهم معارضة مشروع الأمم المتحدة للدولة الفلسطينية لان الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تتم إلا بالتفاوض فقط  وعاد و قال أن المفاوضات مع الفلسطينيين مفاوضات عبثية وبدون فائدة  ,هذا كلام غير منطقي لان السلام عادة ما تقره الهيئات والمؤسسات الدولة والأممية و ليس دولة الاحتلال نفسها , وإن دل هذا على شيء فانه يدل على أن نتنياهو يخاف الأمم المتحدة بالرغم من وعود أمريكا بالوقوف بجانبه و في وجه الفلسطيني الذين يواجهوا بقوة سياسية لم تسبق من قبل .
لقد اخرج اللوبي الصهيوني الأمريكي وكافة اللجان الصهيونية تمثيلية الكونغرس الأمريكي بعناية فائقة وكان أعضاء الكونغرس لم يسمعوا نتنياهو يتحدث من قبل في السياسية ولا يعرفوا انه سياسي ماهر يستطيع أن يقنع الجميع بالعدول عن السلام في المنطقة و يبقي حالة التهويد و الاستيطان   هي الحالة الوحيدة التي تفرض السلام من منطق الاحتلال والقوة , وما يدلل أن أعضاء الكونغرس الأمريكي جميعا حفظوا الدور وصفقوا كثيرا لنتنياهو وبشدة للدرجة التي استغرب منها كافة المراقبين وكانت هي المرة الأولى في تاريخ أمريكا أن يصفق الكونغرس لحاكم يهودي إسرائيلي متطرف مثل نتنياهو وهذا ما يدلل أن أعضاء الكونغرس الأمريكي لا يردون لإسرائيل أن تخسر أكثر من ذلك عبر قيام دولة فلسطينية وإقرارها على حدود العام 1967 بقرار دولة ويريدوا إيقافها بأي شكل كان للدرجة التي استطاعوا أن يقنعوا نتنياهو بلا تراجع أن يستخدم الفيتو الأمريكي مرة أخري ليحبط مشروع القرار الاممى. 
يقولوا أن نتنياهو صعد على الشجرة ولم يستطيع اوباما ولا وزارة خارجيته أن يجبر نتنياهو على النزول بسهولة لمجرد الرغبة الأمريكية  في صنع سلام  بأقل سقف يقبله العالم العربي متناسين بذلك أن من حني الأكتاف ليركب عليها نتنياهو ويصل إلى الشجرة هم الأمريكان وهم أول من قاد نتنياهو وغيره من الساسة الإسرائيليين  إلى التطرف بالشرق الأوسط والتعامل بمبدأ أن هذه الدولة فوق الجميع و فوق القوانين هم الأمريكان ,ومن ساعد إسرائيل على التمادي في احتلالها للأرض العربية الفلسطينية هم الأمريكان , واليوم اثبت المصفقين من الكونغرس الأمريكي أنهم حنوا ظهورهم ليمتطيهم نتنياهو ويعرض مصالحهم في العالم العربي للخطر لان الشعوب العربية بالفعل تريد تغير واقع الصراع وتريد أن تنهي التحيز الأمريكي لصالح إسرائيل و تصل بالفلسطينيين  إلى السلام من خلال دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف و العودة لكافة اللاجئين والمهجرين والنازحين .
لقد فقد نتنياهو التوازن السياسي  عندما ربط السلام والدولة الفلسطينية بسحب الفلسطينيين  مشروع التقدم للأمم المتحدة للاعتراف بهم كدولة عضو وفي الأمم المتحدة لها الحق في تقرير المصير أسوة بالعديد من الشعوب التي أقرت الأمم المتحدة حقهم في تقرير مصيرهم , كما فقد نتنياهو توازنه السياسي عندما خير الفلسطينيين مرة أخري بين وحدتهم واعتراف الاحتلال بدولتهم , و فقد توازنه عندما دعا العالم المحب للسلام أن لا يعترف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة  , و فقد توازنه عندما عاد وخير الفلسطينيين باعترافه بدولتهم في الأمم المتحدة مقابل اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة إسرائيل , ويبدوا واضحا من هذا كله أن نتنياهو لا يعرف ما يريد ولا يوجد في جعبته سوي كابوس الدولة الفلسطينية والأمم المتحدة .    

---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الخيارات التي تنقذ اوباما...؟
استبق الرئيس اوباما نتنياهو بخطاب استعرض فيه السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط , والصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين فيما يخص استحقاق الدولة الفلسطينية القادمة  ,وأراد اوباما عبر هذا الخطاب أن يطمئن الفلسطينيين قليلا حول إقامة الدولة فلسطينية على حدود العام 1967 مع إمكانية  مبادلة أراضي بين الفلسطينيين والإسرائيليين دون التطرق لموضوع عاصمة الدولة الفلسطينية أو مستقبل القدس في ظل إقامة الدولة الفلسطينية أو حتى ادني إشارة للقضايا الوضع النهائي , وقد يكون الرئيس اوباما قصد هذا من خلال التعرض لفكرة الدولة الفلسطينية  فقط ليطمئن الفلسطينيين بأن الولايات المتحدة ليست ضد دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 و لكن على الفلسطينيين تقبل بعض الأمور التي تضمن  امن إسرائيل , ويبدوا الخطاب  مجرد رسالة تطمين للقيادة الفلسطينية لا أكثر ولا اقل وفي نفس الوقت عبارة بين قوسين لنتنياهو بأن يخفض من سياسة اللاءات التي يتبعها في التعامل مع الصراع و بالأخص قبل أن يلتقي الاثنان لتحديد مداخل السلام القادم, وتأتي رسالة التطمين هذه للفلسطينيين وهم بصدد الوصول إلى الأمم المتحدة  في أيلول القادم ولتفتح في نفس الوقت باب التفاوض بين الطرفين لتوفر الولايات المتحدة على نفسها سيناريوهات صعبة أمام الدولة الفلسطينية وبالتالي  تعتقد الولايات المتحدة أنها ستشرع من الآن فصاعدا بلعب دور أكثر ايجابية في الصراع عبر رعاية مفاوضات مكثفة تنتهي بدولة فلسطينية كما أعلن اوباما, لكن كيف  يتفاوض الفلسطينيين دون وقف للاستيطان ؟ و دون قبول نتنياهو بالموقف الفلسطيني الموحد ؟ و دون قبول نتنياهو بأفكار اوباما لحل الصراع؟
لقد عقد الفلسطينيين العزم على ألا تفاوض في ظل الاستيطان وبالتالي لن يتفاوض الفلسطينيين على خلفية التطمين الاوبامي الأخير دون وقف للاستيطان أو دون تعهد الأمريكيين بالسعي لكبح التطرف الاستيطاني الإسرائيلي قبل عملية التفاوض  و خاصة أن إسرائيل استبقت خطاب اوباما بالإعلان على قائد لسان  وزير الجيش بالشروع ببناء أكثر من  ألف وست مائة وحدة سكنية جديدة في الأحياء الاستيطانية، 'بسغات زئيف' وجبل أبو غنيم 'هار حوما' في القدس الشرقية, ولم يكن هذا الاستفزاز الإسرائيلي لسياسة أمريكا الداعية إلى وقف الاستيطان ليري السلام النور في المنطقة وإنما كعادتها حكومة التطرف الصهيوني تستبق أي لقاء أمريكي و كان الطرفين متفقين على هذا الاستفزاز لتبدوا أمريكا عاجزة عن الضغط المشروع لوقف الاستيطان الإسرائيلي بالقدس والضفة الغربية المحتلتين.
لن يغير نتنياهو تطرفه الحاد و معارضته الشروع في مفاوضات   بلا استيطان ,ولن يقبل بعودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم ,ولن يقبل بالقدس عاصمة الدولة الفلسطينية إلا بالقوة , وهذه للاءات من شأنها أن تمنع الفلسطينيين من التفاوض مع الإسرائيليين  تحت أي مسمي حتى لو كانت هذه رغبة الولايات المتحدة الأمريكية , لذا فان الدور الهام للإدارة الأمريكية دور صعب ومعقد يتطلب موقف أمريكي حاسم واستخدام ضغط غير معهود على إسرائيل لتقبل حكومة نتنياهو التفاوض بلا استيطان وتقبل التفاوض على أساس دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران و إلا فأن المنطقة ستدخل مرحلة معقدة من مراحل الصراع تكون فيها الكلمة للجماهير المنتفضة والتي ستدعم بتحركها التحرك الفلسطيني نحو الأمم المتحدة للحصول على استحقاق الدولة الفلسطينية في أيلول القادم وعندها لن تستطيع الولايات المتحدة راعية الديمقراطية والتغير الديمقراطي بالعالم العربي أن تعري نفسها أكثر من ذلك بالوقوف في وجه الدعم الدولي المتواصل للفلسطينيين لإقامة دولتهم , ومن هنا فأن اوباما بات يبحث عن مخرج بعد حالة التعنت الإسرائيلي وعدم قبولها المقترحات الأمريكية التي تبناها  ,وبعد إخفاق إدارة اوباما  في إقناع نتنياهو بأفضلية التفاوض مع الفلسطينيين على أساس المبادئ التي تبناها في خطابه قبل قدوم نتنياهو لواشنطن .
مع هذا التعقيد  في الموقف بين نتنياهو و اوباما كما هو متوقع بسبب عدم  تنازل نتنياهو عن بعض استحقاقات التفاوض  بحجة المصالحة الفلسطينية و خطورة القبول بالانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران 1967 وعدم الاقتناع بعودة اللاجئين  حسب تصور نتنياهو ,فان الدور الأمريكي يصبح غاية في التعقيد , ولم يبقي إلا ثلاث خيارات أمام اوباما أولها أن تسعي أمريكا لإسقاط حكومة نتنياهو وخاصة بعدما غضب اوباما وأحرجه من قبل نتنياهو في البيت الأبيض و بالتالي تسقط سياسة التطرف وتخلق قيادة إسرائيلية تقبل بمشروع الدولتين وتسارع في تحقيق السلام من خلال دولتين بالمنطقة و ,ثانيها أن تتوافق الولايات المتحدة مع العالم وتدعم قرار الأمم المتحدة باعتبار فلسطين عضو في الأمم المتحدة وبالتالي تعترف  بحقها في دولة شرعية على حدود معترف بها ضمن حدود العام 1967, و ثالثها أن يتراجع السيد اوباما عن تصريحاته و يعتبر أن السلام بالمنطقة كان أصعب من ما تتصوره إدارته و يؤجل حل الدولتين إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة .
 ---------------------------------------------------------------------------------
عندما يتغير النظام في اسرائيل
بعد يومين سيقف نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي ,أي الكنيست الثانية ليتحدث عن السلام الغير ممكن الذي ينوي عرضه على الفلسطينيين من خلال الولايات المتحدة الأمريكية دون أن يعرف إننا كفلسطينيين نعرف مسبقا خطته للسلام الغير ممكن والذي يعكس منظور قادة إسرائيل العنصريين لمصادرة ما تبقي من حقوق سياسية للشعب الفلسطيني وليبقوا الشعب الإسرائيلي رهينة حقدهم ومكرهم السياسي , فقبل أيام فقط مر على نكبة الشعب الفلسطيني ثلاث وستون عاما وبهذا يكون الشعب الإسرائيلي عاش أكثر من نصف قرن من الزمان بلا سلام مع الفلسطينيين  وبالتالي لن يعيش الاستقرار والأمن الذي ينشده دون أن يعيش الشعب الفلسطيني داخل دولة آمنة ومستقرة أيضا وهذا ما لا يرغب به قادة إسرائيل المجرمين.
إن الشعب الإسرائيلي لا ينقصه ديمقراطية ولا ينقصه حرية ولا ينقصه رغد العيش ولا ينقصه مسكن ولا راتب ولا وظيفة لأبنائه الجدد بقدر ما ينقصه امن واستقرار وبهذا فان الديمقراطية و الحرية دون الأمن والاستقرار تعتبر ديمقراطية فارغة عديمة الجدوى لا يستفيد منها الشعب بشيء  وهذا يعني أن الشعب الإسرائيلي رهينة  أفكار قادته العنصريين  الذين لن يكونوا قادة يرغبون في السلام  لأنهم مجرمي حرب لا يأبهون بأي مستقبل سلمي لأولادهم وبناتهم , وان كانت التغيرات بالعالم العربي أصبحت ضرورة ما لتحديث الشرق الأوسط وليعيش الشعوب العربية حقيقة الديمقراطية والأمن والاستقرار  فأن الشعب العربي نجح بالفعل في تغير بعض الأنظمة وخاصة الأنظمة القمعية  التي استخدمت  ثروات الشعب في أكثر من موقع لصالح الحكام وأبناؤهم والحاشية التي تدور في فلكهم و تركوا للشعب الفقر والعوز والحرمان . وان كنا نتيقن أن الشعوب العربية شاركت في تشكيل جديد للشرق الأوسط الذي يمكنه أن يخلق معادلة جديدة أمام تعنت إسرائيل وقادتها المعادين للسلام  فان إسرائيل لابد وان تقرأ هذا التغيير جيدا  وقراءتها للواقع جيدا يعني تغيير فكرها السياسي العنصري..! إن أرادت  إسرائيل أن تعيش بسلام داخل الشرق الأوسط الجديد ؟ فما عليها إلا تغيير فكرها السياسي  وخاصة انه لم يقدم لشعبها أي سلام حقيقي يضمن للشعبين الأمن والاستقرار الحقيقيين , وان كان شعب إسرائيل شعب كباقي شعوب الأرض يرغب بالعيش ضمن منظومة سلام  إقليمي شامل بالشرق الأوسط فان عليه أن يسقط الفكر الصهيوني الإرهابي الاستيطاني العنصري الذي يعشش في رؤوس الكثير من الساسة المتنفذين بإسرائيل والذين يتاجروا بدماء الشعب الإسرائيلي لصالح مراكز محددة من القيادة لهذا الحزب أو ذلك التكتل .
إن تغير نظام الحكم في إسرائيل لا يعني دورة انتخابات جديدة وإنما يعنى الكثير من القيم و المفاهيم الغائبة في السياسية الإسرائيلية وهي مفاهيم لا يمكن أن تصبح ممارسة على ارض الواقع دون وجود تكتلات شعبية وسياسية جديدة تأخذ بيدها فتح إستراتيجية سلام صادقة في المنطقة وتتخلي  بذلك عن سباق التفوق العسكري كضمان أحمق لبقاء إسرائيل على قيد الحياة , وان تغير نظام  الحكم العسكري في إسرائيل يعنى إيجاد قوي سياسية غير أيدلوجية تسعي لتغيير الفكر الصهيوني الداعي  للرفض القاطع للتعايش مع الفلسطينيين وبالتالي قبول الفلسطينيين كشعب يرغب بسلام حقيقي يضمن مستقبل أبنائه ويضمن حقوق جميع شعوب المنطقة بالتساوي و حقهم في التمدد والترابط والتعاون الاقتصادي والبيئي والعلمي والتربوي .
ان نظام الحكم في إسرائيل لم يتغير خلال الحقبة السياسية منذ السبعينيات بغض النظر عن حالة السلام الناقص والغير طبيعي مع كل من مصر والأردن , فلم تكن إسرائيل هي المبادرة في السلام وعقد المعاهدات في تلك الحالتين , ولم يعيش أي من الشعبين الفلسطيني أو الإسرائيلي سلام حقيقي مع هذه الاتفاقيات ولا حتى الشعوب العربية التي استغلت إسرائيل مرونة الأنظمة فيها واستطاعت الدخول إلى اقتصادها وحصلت على بعض أشكال التطبيع الغير علني على الأقل تجاريا , والسؤال الموجه لشعب إسرائيل اليوم,  هل ستمكثون ستون سنة أخري بلا امن واستقرار في المنطقة ,وهل سيبقي النظام السياسي بإسرائيل نظام عنصري مجرم يستخدم الدم لعقد صفقات لحساب قادته, وهل سيبقي النظام السياسي ينشر ثقافة العداء بين العرب مسلمين أو مسيحيين و شعب إسرائيل, وهل سيبقي شعب إسرائيل رهينة لساسة أكل الحقد العنصري كل دواليب السلام في مسيرتهم المزيفة والفاسدة ليعيق الفرصة للشعوب لتتعايش بأمن واستقرار في سلام ترعاه الشعوب وتشجعه كافة الحكومات لأنه سلام عادل وقابل للحياة ؟
إن كانت إجابة الأسئلة السابقة لا فان على الشعب الإسرائيلي التحرر من حقد الحكام و المتاجرة في يهودية هذا الشعب لان أحدا لن يسرق يهودية الشعب اليهودي واحدا لن يفكك إسرائيل غير قادتها و نظامها السياسي   الذي هو اكبر خطرا على إسرائيل من ما يتصور شعب إسرائيل ..! 

---------------------------------------------------------------------------------
Akkad_price@yahoo.com

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى