0
ناصر القحطاني - الرياض/ ابها 




مكتبات انفق عليها أموال طائلة وجهزت بقاعات مريحة تتميز بالخصوصية والهدوء، يغلب على أجوائها الصمت المطبق.. أرفف عليها كتب لم تتحرك منذ أشهر، فلم يعد الكتاب صديق الشباب في كثير من مكتبات السعودية العامة.

أصبحت المكتبات تعيش حالة عزله بعد انتشار "الكافيه نت" الذي يلبي كل رغبات الشباب والشابات للقراءة والاطلاع واللهو، هذا الحال جعل كثير من الشباب يقولون أن المكتبات العامة أصبحت "مجرد ديكور".

ففي مكتبة أبها العامة جنوب السعودية قاعات تخلوا من مرتاديها ما عادا القليل من الشباب منهم الشاب عبد الرحمن فايع عسيري ويقول:" أحرص على ارتياد المكتبة بعض الأيام للقراءة والاطلاع وقضاء وقتي بما يفيد ولكن وحشة المكان والصمت المطبق وعدم وجود أحد معي أحيانا يصيبني بالملل والرتابة ، أغلب الشباب اتجهوا إلى النت كافيه".


أما عائض لقحطاني فيضحك قائلا:"حينما أبلغ زملائي برغبتي بزيارة المكتبة أجد منهم ضحكات وتندر ويقولون لي النت أحسنلك"، لكن عائض يصر على موقفه ويقضى في الأسبوع يوم أو يومين في المكتبة للإطلاع.
ليسمحوا بالتدخين

أما عبد الله الخنفري فيجد أن المكتبات العامة تفتقد لروح المتعة التي تجذب الشباب ، ويتساءل لماذا لا يكون هناك ما يسمى بالقراءة في المكان الحر في الحدائق المجاورة لتلك المكتبات أو على الأقل تكون هناك قاعات أو صالات مفتوحة ؟".


وانقطع على العسيري (26 عاما) عن ارتياد المكتبة العامة بخميس مشيط منذ أكثر من عامين، وعن أسباب هذا الانقطاع قال:" وجدت إن جهاز الكمبيوتر الخاص بي يفي بالغرض ، فأنا أتصفح من خلاله النت والكتب التي أرغب بقراءتها فالكتاب الإلكتروني صار له قراء كثر عبر الشبكة".



ويشير محمد الشهري الطالب في السنة الثالثة بجامعة الملك خالد في أبها إلي ضرورة المكتبات العامة قائلا:" احتاج لعدة مراجع فيجب الذهاب إلى المكتبة العامة للبحث فتخيلوا ماذا كان سيفعل الطلبة لو لم يكن هناك مكتبات عامة".


ويؤكد الطالب بالمرحلة الثانوية علي العمري إن "ارتياد المكتبة يشكل أهمية خاصة أثناء عمل البحوث المدرسية بوجود المراجع الهامة التي تعين الطالب على البحث وزيادة المعرفة ويجب علينا كطلاب ارتياد المكتبة باستمرار".


ويعترف الشاب ممدوح الشهراني انه لا يريد زيارة المكتبة العامة في خميس مشيط فهو يريد الذهاب إلى مقهى انترنت مجاور لها لأنه سيعيش الجو هناك -حسب قوله- ، وهذا يفسر أنه لابد أن تكون مقار تلك المكتبات مفتوحة ومزودة بخدمات تجذب الطالب وأهمها السماح بالتدخين فيها".
الحل عند الفتيات

ولأن المكتبات العامة تعانى عزوف الرجال اتخذت وزارة الثقافة والإعلام عدة خطوات لإعادة بريق تلك المكتبات حيث سمحت الوزارة بدخول السعوديات للمرة الأولى، منذ إنشاء المكتبات العامة في السعودية قبل أكثر من 45 عاما.


ونفذت مكتبة الملك عبد العزيز العامة بجدة مشروع أطلقت عليه "الصلة بالكتاب" لتشجيع الجميع على دخول المكتبات العامة والقراءة.


وقال لزوايا أ فهد بن علي العليان مدير المشروع: "الهدف هو نشر الوعي بأهمية القراءة والتعريف بفوائدها على جميع المستويات وذلك من خلال توفير الكتب المناسبة في المكتبات العامة وأماكن الانتظار في جميع الأماكن وتفعيل دور الأندية والمؤسسات الاجتماعية والثقافية والتعليمة في مجال نشر القراءة".


وقال أحمد عسيري مدير المكتبة العامة في أبها أن المكتبة "من ضمن 45 مكتبه عامة في السعودية، وتقع على مساحة كبيرة جدا وجهزت بصالات وقاعات للقراءة ويوجد فيها موظفين على فترات ولكن تمر علينا فترات دون أن نرى أي زائر للمكتبة وان حدث فلا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد".


ويرى أن مشكلة عزوف الشباب عن القراءة تكمن في أنهم لم يتعودوا على القراءة منذ صغرهم، كما أن هناك "مغريات أبعدتهم عن المكتبات أهمها مقاهي النت". 

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى