عسير(زوايا) ناصر القحطاني:
"جرش" تفتقد الإهتمام (زوايا) |
آثار تغيب عن دائرة الاهتمام وتبحث عن تحرك رسمى وطنى انها جرش المدينة التاريخيه التى تبعد عن خميس مشيط قرابة ال15 كلم الى الجنوب من خميس مشيط قال عنها المؤرخين انها عبارة عن بقايا بلدة بقايا مبان ضخمة من الحجارة وأخرى من الطين ومعثورات يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام والفترات الإسلامية المتعاقبة حتى القرن الحادي عشر الميلادي كما كان يمر بها طريق الحج القادم من بلد اليمن واشتهرت بصناعاتها الجلدية والحربية فعرفت بصناعة المنجنيق والعرادات وما كان يعرف باسم الدبابات وكانت جرش ذائعة الصيت عند البعثة النبوية الشريفة بصفتها مركزاً تجارياً هاماً وأسلم أهل جرش في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصنفت جرش كواحدة من اهم المواقع الأثرية بمنطقة عسير وحول الاهمية التاريخية لجرش التاريخيه قال الدكتور غيثان ال جريس رئيس قسم التاريخ بجامعة الملك خالد في ابها والباحث التاريخي المعروف جرش جزء كبير من بلاد عسير افضل من دون عنها الحمدانى فى القرن الثالث الهجري وكان لها ذكر قبل الاسلام وكان فيها شعراء وجاء الاسلام وكان لها دور كبير فى الاسلام وفى بداية الامر صدت عن الاسلام ولكن بعدكر وفر مع بعض الصحابة رضوان الله عليهم الذين هم اصلا من جرش وفتحت جرش على ايدى بعضهم وارسل الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته للولاية عليها منهم سفيان بن ابى حرث والذى تولى ولايتها فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ثم عبد الله الأزدى فتشكلت اهميتها التاريخيه وحسبما ذكرت الكتب التاريخ واضاف انه ذكر ان لها اهمية بالصناعات الحربية وكان رجالات قريش يتدربون على رمى المنجنيق والدبابات وغيرها وقال ان الأمر فيه نوعا من المبالغة واستبعد ان يكون هناك نفق تحت جرش التاريخية وقال ان اول دراسة علمية عن جرش كانت دراسته وهناك طالب يحضر لرسالة الماجستير عن تاريخ المنطقة وقال من خلال بحثه الذى استمر قرابة الثمانية اشهر لم يجد ان هناك نفقا فى جرش التاريخيه وطالب من يردد ذلك ان يقدم مستند علمي وان ذكرت ان هناك من تعلم الصناعات الحربية البدائية فى عصور قبل الاسلام وهناك باحثين اعدوا دراسات عن آثار الجنوب ومنهم عبد الكريم الغامدى لم يشر الى تلك المعلومة ولكن للأسف أصبحت مثل هذه الآثار مهملة وجرش هامه تاريخيا مجيدا فى جنوب الجزيرة العربية
موقع (زوايا) قام بزيارة إلى مدينة جرش التاريخية التى تقع على مقربة من مدينة احد رفيده والتقينا بأحد كبار السن وهو سعيد بن جبعان 75 عاما تقريبا يسكن بجوار المدينة التاريخية التى تحولت الى أطلال ومجرد شباك وسياج حديديه تحيط بها ولايوجد على سطحها سوى بقايا آثار قال ابن جبعان أن المدينة كانت تشكل اهمية تاريخيه وقد عثر على بيوت مدفونة تحت تلك الأطلال وقامت بعثة تنقيب من الرياض بنقل بعض المعالم التاريخية فيها وقد ذاع صيت المدينة التاريخيه كونها ملتقى للتجاره وكانت هناك انفاق قد حفرت بأسفلها لغرض نقل البضائع فى قديم الزمان اما الآن فواقع تلك المدينة التاريخيه يؤكد الإهمال وعدم اهتمام الجهات المعنية بها رغم تلك الأهمية الا ان جرش كما شاهدها مراسل زوايا مجرد بقايا عانت من الإهمال والتجاهل وصار هناك زحف عمرانى عليها برغم وجود السياج العازل بل ان وجودها داخل منطقة سكنية افقدها أهميتها وقد اعد الباحث الشيخ هاشم بن سعيد النعمى رحمه الله بحثا تاريخيا حول مدينة جرش التاريخية جاء في بحثه أن جرش كانت في وجدان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك لشهرتها ومكانتها كمدينة صناعية ولموقعها الاستراتيجي ما بين اليمن والحجاز وكانت تضم في طيتها عدداً من الأصنام منها الصنم الشهير المعروف ب(يغوث) والوارد ذكره في القرآن الكريم في سورة (نوح)
محيط أسوار مدينة "جرش" |
وجاء في البحث كان من أهل مدينة جرش هدفه الأول لاحتضانهم العديد من الأصنام الشركية فزحف بمجموعة من المسلمين حتى طوق مدينتهم ولم يكن يخفى على أهل مدينة جرش زحف جيوش المسلمين عليهم فاتخذوا العدة لصد جيوش المسلمين عن المدينة وكانت مغلقة الأبواب حصينة الأسوار ،وقد طوقها جيش المسلمين من الجهات الأربع وأحكم الحصار عليها وقطع المؤن عنها ودام الحصار شهرا لم يتمكن المسلمون من التأثير الحاسم على المدينة لحصانتها وعندما رأى القائد المحنك صرد بن عبدالله أن المدينة عصية على جيش المسلمين رغم الحصار الشديد فاتخذ خدعة الانسحاب لكي يوهم أهل جرش أنه ولى منهزماً عنهم حتى إذا كان بسفح جبل شكر خرج أهل مدينة جرش وأحلافهم في طلب جيش المسلمين ظناً منهم أنهم إنما ولوا عنهم منهزمين حتى إذا كانوا على مقربة من جبل شكر ويُعرف في هذا الوقت (بالشكرات) و انقض عليهم جيش المسلمين في هجوم خاطف وتجاول الطرفان في معركة شعواء وتساقط القتلى من الطرفين وتعانق الفرسان في المعركة وأخيراً انهزم المشركون ، وغنم المسلمون من خيلهم عشرين فرساً وبعد استسلام جرش للجيش الفاتح شكل أهل مدينة جرش وفداً للذهاب إلى المدينة المنورة لمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام وكانت مدينة جرش عاصمة الإقليم الأولى التي ظهر عليها الإسلام وهي عامرة كانت مركزاً هاماً من مراكز الصناعة إذ هي المدينة الصناعية الوحيدة في الجزيرة العربية التي اشتهرت بصناعة الأسلحة الحربية كالدبابات والعرادات والضبور والمنجنيق وغير ذلك من صنع آلات الحرب المستعملة وقتئذ وكان ممن زار مدينة جرش لتعلم صنع الدبابات والأسلحة الحربية من زعماء العرب كل من غيلان بن سلمة وعروة بن مسعود من زعماء ثقيف أهل الطائف ذلك أنهما أدركا أن غزو الطائف بات وشيكا من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة وممن زار مدينة جرش أيضاً لتعلم صناعة الدبابات من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن سعيد القرشي - رضي الله عنه - والطفيل بن عمرو الدوسي الزهراني رضي الله عنه وقد اتجه خالد بن سعيد رضي الله عنه من مدينة جرش الصناعية إلى الطائف بدبابتين ومنجنيق
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم