أحمد العمودي - جدة :
حذرت ورقة علمية من غياب الاهتمام بالبحث العلمي في مجال العمل الخيري وذلك خلال ورقة عمل قدمها الدكتور خالد بن عبدالله السريحي المدير العام للمركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد" بعنوان "آفاق البحث العلمي في العمل الخيري" ضمن ورشة عمل القيادات المعرفية في العمل الخيري وتصميم وتنفيذ المشروعات والبرامج الاجتماعية والتي احتضنتها جامعة أم القرى بالعابدية لمدة يومين ونظمها كرسي البر للخدمات الإنسانية بجامعة أم القرى بالتعاون مع جمعية البر بمكة المكرمة والمركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد" بهدف توظيف أبحاث الدراسات العليا في الجامعات السعودية لتطوير مؤسسات العمل الخيري.
حيث أكد د. خالد السريحي بأن مركز مداد قام بتتبع الأبحاث والدراسات والكتب المنشورة باللغة العربية في مجال العمل الخيري ووجدها وللأسف قليلة جداً؛ لا تغطي احتياج العاملين في العمل الخيري ولا مؤسساته، مشيراً إلى أنه تم حصر أكثر من ستمائة موضوع يتعلق بالعمل الخيري أكثر من ثلثيها لم يؤلف ولم يكتب فيها.
وأشار د. السريحي إلى أن تسليط الضوء والعناية بأبحاث العمل الخيري سوف تسهم بإذن الله في تطويره وترشيد مسيرته المستقبلية، مبيناً بأن البحث العلمي يعتبر من أهم خصائص العقل المسلم، والذي يجب توظيفه في شتّى مجالات الحياة، والتي من أهمها مجال فعل الخير والإحسان إلى الناس.
واستعرض د. السريحي تصنيف مداد الموضوعي للعمل الخيري الذي حدد 9 مجالات رئيسية للعمل الخيري تحتوي على أكثر من 600 رأس موضوع، كما تناول الرسائل الجامعية في العمل الخيري مفيداً بأنه تم إحصاء 72 رسالة جامعية فقط متعلقة بالعمل الخيري من خلال فهرس مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات وقاعدة بيانات مكتبة الملك فهد حتى عام 1431 إلى جانب زيارة مكتبات الجامعات السعودية، مبيناً بأن عناوين الرسائل غطت 28 موضوعا من التصنيف وهي العمل التطوعي والعمل الخيري والتربية والخدمة الاجتماعية ومؤسسات العمل الخيري وتقييم أداء مؤسسات العمل الخيري والمرأة والعمل التطوعي والجمعيات النسائية إلى جانب على رسالتين أو رسالة في الكوارث، والموارد المالية، والتدريب المهني في الجمعيات، والعاملون في الجمعيات، ومجالس الإدارات في الجمعيات.
وتناول د. السريحي آفاق البحث العلمي في العمل الخيري عبر عدة مجالات حيث أكد على أهمية دراسة احتياج المجتمع من المشاريع الخيرية، ودور مؤسسات العمل الخيري في تغطية هذا الاحتياج، مبيناً بأن هذه بحوث متعددة تحتاج إلى تضافر في الجهود من لدن الباحثين والمتخصصين إلى جانب أهمية دراسة التأصيل الشرعي لمسائل العمل الخيري، وحكم استثمار أموال المؤسسات والجمعيات الخيرية والضوابط الشرعية للعلاقة بين مؤسسات العمل الخيري والمستفيد والعاملين والمانحين وضوابط التعامل مع المؤسسات غير الإسلامية، وتوضيح وبيان مقاصد الشريعة في تشريع عمل الخير، فضلاً عن دراسة علاقة العمل الخيري ببقية العلوم التي يرتبط بها مثل أثر العمل الخيري في العلاقات الدولية والعمل الخيري والإعلام والآثار الاجتماعية والنفسية للعمل الخيري على جميع فئات المجتمع والعلاقة بين السياسة والعمل الخيري.
واستعرض د. السريحي أهمية دراسة اقتصاديات العمل الخيري كإجراء دراسات تفصيلية عن المشروعات الاستثمارية المناسبة لمؤسسات العمل الخيري والتي تضمن لها الاستمرارية والاعتماد على الذات ودراسة سياسات الإنفاق في العمل الخيري الواقع وآليات التطوير والسبل التمويلية المتاحة حالياً للعمل الخيري وقياس حجم مساهمة المواطن السعودي في العمل الخيري مالياً وجهداً وبحث آليات جذب الداعمين للعمل الخيري، وكذلك قياس وحصر لحجم المعونات الحكومية للعمل الخيري وعمل خريطة تفصيلية للدعم الحكومي، ووضع آليات تنظيم حملات جمع التبرعات العينية والنقدية وبحث تسويق برامج العمل الخيري وذلك بوضع تصورات للخطط التسويقية والترويجية لأنشطة الجمعيات ومشروعاتها، وبحث طرائق جذب زكاة مستخرجات باطن الأرض لصالح العمل الخيري ودراسة انعكاسات اتفاقية التجارة الدولية على العمل الخيري في السعودية، فضلاً عن دراسة إدارة مؤسسات العمل الخيري وأنظمتها وذلك ثقافة التطوع والعمل الخيري لدي المجتمع وآليات تدعيمها وآليات التنسيق بين المؤسسات الخيرية وتأثيرات ثورة تكنولوجيا المعلومات على المؤسسات الخيرية وأخيراً العمل الخيري وتحديات عصر العولمة.
يشار إلى أن المركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد"، ومقره جدة، أنشئ تلبية للحاجة الماسة لتأسيس مركز بحثي رصين، يقوم على أسس موضوعية ومنهج علمي، ويعتني بدراسات العمل الخيري من كافة جوانبه؛ سعياً لرصد حجمه، وتقدير آثاره، وتطوير جهوده، وتقويم مساره، وتوجيهه نحو المزيد من العطاء والإنجاز، وقد تبنّت كوكبة من العلماء والأكاديميين ورجال الأعمال المعنيين بمسيرة العمل الخيري فكرة إنشاء المركز؛ ليكون أول مركز بحثي معني بدراسات العمل الخيري.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم