الحياة ذخيرة
للهموم والأحزان فهناك العديد من الأشخاص يعيشون في بئر المعاناة والحرمان
,لكن قلوبهم لاتخلو من الأحلام
تقرير : أحلام الكفارنة - غزة :
الحياة ذخيرة
للهموم والأحزان فهناك العديد من الأشخاص يعيشون في بئر المعاناة والحرمان
,لكن قلوبهم لاتخلو من الأحلام , فمنهم من فقد معنى السعادة جراء مشاكل صحية أودت
بمستقبله الى الهلاك , لكن العجز لم يتملك ارادتهم ,فقد بحثوا عن أمور تكسبهم
الشعور الذاتي , والمعنوية العالية فقد آبوا نظرة الشفقه التي تجتاح أنظار
الأخرين وكان ذلك دافعا لنجاحهم .
فياسمين
السرحي 25 عاما من حي الزيتون شرق مدينة غزة والتي تحدت الاعاقة بعزيمتها القوية حيث حصلت على جوائز عدة في
بطولة الألعاب الأولمبية ,رغم الاعاقة الصحية اثر تعرضها لحادث سقوط أثناء طفولتها
و توفيت في شهر مايو الماضي .
بعيون
يملؤها الحزن والألم تروي والدتها " ياسمين كانت فتاة طيبة حنونة محبة
للآخرين ,
ومحبوبة
من الأخرين وكان لها مكانة عالية في قلبي فضلا عن باقي أخوتها "
وقالت
"ان ياسمين تعرضت للسقوط من شرفة المنزل حينما كانت في عامها الأول , وأصيبت
بشلل نصفي أدى الى اعاقة صحية في يدها وقدمها, وسعينا لعلاجها طويلا في مستشفيات
عدة منها اسرائيل ,بالاضافة الى العلاج الطبيعي الى أن أصبحت في سن العشرين وقد
عجز الطب عن علاجها "
كما أوضحت الأم ذات القلب المفطور والأعين الدامعة كانت تعاني كثيرا ومتعبة النفسية وتشعر بالنقص
دائما ذلك أثناء مرحلتها الدراسية , فقد تعرضت لاساءة المدرسات مما اجبرها على ترك
الدراسة في الصف الثامن , ومكتث في المنزل وبعد سنوات عاودت اكمال دراستها وحصلت
على الثانوية العامة من مدرسة الزهراء ثم لجأت للعمل في مراكز التجميل لتغير من
نفسيتها وتكون علاقات اجتماعية وكانت سعيدة بذلك
.
وفاتها
وواصلت
حديثها بصوت حزين " حلمت بالحج وتوفيت قبل أن تناله , ففي احدى الأيام كانت تفكر بشراء هدية
لصديقتها كي تبارك زفافها , لكن صحتها ساءت قبل يوم الزفاف حيث استيقظت في الصباح
التالي متعبة وتعاني من التقيؤ المستمر , وبقيت على هذا الحال عدة أيام لم يخطر
ببالنا اي شي سوى تعرضها للبرد , لكن
عندما زاد الأمر سوءا نقلناها الى المستشفى ,وأثناء الفحص الطبي ازرق جسدها ,
واصفرت قدماها وكانت مستيقظه , وشعرت بضيق تنفس, ثم نقلت للعناية المركزة , وماتت
على اثرها , ولم يتوصل الأطباء الى سبب لذلك , فقد قالو ان موتتها معجزة الهيه فقد
استمر الدم ينزف من فمها بعد موتها , وحين دفنها مثل الشهداء "
وقد
تابعت أختها أسراء 20 عاما حيثها قائلة " لقد كانت ياسمين فتاة طموحة ولديها
عدة أحلام منها النجاح في مجال الرياضة
حيث حصلت على العديد من الجوائز والميداليات الفضية والذهبية في بطولة
الأولمبياد ,كما حلمت بالسفر الى عدة دول للاشتراك في بطولة الأولمبياد , ومنها
مسابقة القدس ,التي تم قبولها للاشتراك بها
لكنها توفيت قبل ذلك , وبعد وفاتها سميت
المسابقة باسمها "مسابقة ياسمين " لشدة اعجاب المؤسسة بموهبتها .
كما ذكرت
أن ياسمين حصلت على عدة شهادات لعدة دورات ومنها دورة صيانة الكراسي المتحركة من
جمعية جاكو الألمانية , ومنحوها صندوقا للمعدات لكي تواصل تدريبها بالاضافة الى شهادات في دورات التجميل .
وأسردت
قولها بملامح يكسوها الحنين " ان قلبي يشتعل نارا لفراقها , فكلما أغمضت
أعيني أرى وجهها البشوش الحنون , وأتمنى رؤيتها حقيقة , فمازالت الذكريات تلاحقني
في كل ركن بالمنزل , فلم نكن نتوقع فراقها , وقد صدمنا كثيرا أنا واخوتي لوفاتها , ولم نكن نصدق ذلك "
مهارات رياضية
قالت المدربة هلا شقورة "بدأت ياسمين السرحي حياتها الرياضية
عندما أقامت اللجنة النسوية في اللجنة البارلمبية التابعة لنادي الجزيرة الرياضي
بطولة رياضية بعنوان ألعاب القوى الأولى للفتيات وذوي الاحتياجات الخاصة في 30من
سبتمبر 2011م "
كما أوضحت أن ياسمين شاركت في هذه
البطولة من خلال عدة مؤسسات, وهنا تم اكتشافها , وقد تميزت ياسمين عن الأخريات
بقدرات عالية , وعرض عليها أن تكون لاعبة دائمة في منتخب فلسطين لألعاب القوى
للفتيات وذوي الاحتياجات الخاصة في اللجنة البارلمبية , مشيرة الى أن ياسمين تميزت بنشاطها واتباعها التعليمات الموجهة لها
من قبل المدربة الخاصة بها , كمان لديها مهارات عدة , وأخلاق راقية في علاقاتها مع
الآخرين .
لقد رحلت ياسمين لتترك وراءها تاريخا
لامعا مبني على الارادة, والأمل, فهي لم تخضع للظروف القاسية التي فرضتها عليها
الحياة , وشقت طريقا مشوبا بالتحديات , والصعوبات, ونجحت بتميز, لتترك لنا ذكرى
خالده في قلوبنا وعقولنا ...
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم