تقرير: أسامة الكحلوت / غزة
لم
يتوقع المواطن ألغزي أن تصل الأزمة إلى تأخر رواتب موظفين سلطة رام الله,
بعد أن كانوا يتقاضونها في بداية كل شهر, الأمر الذي قلب حياتهم وغير
الكثير, فالأسر الغزية أصبحت مليئة بالقصص المخبأة, وانتشرت حكايات
المعاناة التي نكتشفها يوميا, حتى أن السوق ألغزي هو الآخر أصبح نائم في ظل
هذا الوضع الأمر الذي زاد من الطين بله, واشتدت المعاناة بين المواطنين.
السطور التالية تحكي قصص نماذج من عائلات غزية تضررت بسبب تأخر الرواتب وتسلط الضوء على هذا الوضع:
أبو محمد مواطن غزي يتقاضى راتبه من رام الله, هو نموذج حي لمن أقهرهم هذا القرار, فوجد نفسه ضحية والأمر الذي انعكس على و ضعه النفسي وحالته المادية, حيث يعيل تسعة أبناء براتبه, يتحدث عن حاله الجديد:" تأخر الرواتب قلب حياتي رأساً على عقب, أصبحت مدان لكل مراكز التموين الغذائية, لدرجة أنهم أصبحوا يرفضون مديني بحجة تأخر الرواتب وأن الأمر لا يتماشى معهم".
أبو محمد مواطن غزي يتقاضى راتبه من رام الله, هو نموذج حي لمن أقهرهم هذا القرار, فوجد نفسه ضحية والأمر الذي انعكس على و ضعه النفسي وحالته المادية, حيث يعيل تسعة أبناء براتبه, يتحدث عن حاله الجديد:" تأخر الرواتب قلب حياتي رأساً على عقب, أصبحت مدان لكل مراكز التموين الغذائية, لدرجة أنهم أصبحوا يرفضون مديني بحجة تأخر الرواتب وأن الأمر لا يتماشى معهم".
أبو محمد يمر بظروف صعبة, حيث تأخر الراتب حرم أسرته من لقمة عيشها, حدثنا عن موقف مؤلم حدث معه بسبب التأخر:" في الأسبوع الماضي وقت صلاة الجمعة في المسجد, قابلت أحد أصدقائي القدامى
, وسلمت عليه وأخبرني أنه مدعو إلى تناول طعام الغذاء في حفل زفاف, وعرض
علي الأمر وبصراحة ذهبت معه حيث كان بيتي يومها خالي من أي نوع من الطعام,
وكنت هارب من بكاء أطفالي وهذا الوضع".
"ربما
صديقي لاحظ وضعي وشعر بما أنا به, فأحضر لي أطباق من الطعام وقال لي هذا
لأسرتك, يومها شعرت بعزة نفسي التي جعلت من حولي يلاحظون وضعي, لكني اضطررت
إلى أخذ الطعام إلى أسرتي لعلي أسد قوتهم فأنا مسئول منهم وجوعهم أمانة في
رقبتي سأحاسب عليه".
لم يختلف الحال كثيراً عن المواطن مهدي الحلو فهو أيضاً يعيل ثمانية أطفال مع أمه المريضة, والذي حاول البحث عن عمل آخر لعله يسد حاجة أسرته, لكن مرضه كان عائق لذلك, طرقنا باب بيته واستقبلنا بصدر رحب وتحدثنا مع والدته تلك العجوز المريضة التي كان تأخر الراتب سبب لحرمانها من العلاج والتداوي حيث اشتكت من ألمها وكانت دمعاتها أسبق منها بالتعبير.
لم يختلف الحال كثيراً عن المواطن مهدي الحلو فهو أيضاً يعيل ثمانية أطفال مع أمه المريضة, والذي حاول البحث عن عمل آخر لعله يسد حاجة أسرته, لكن مرضه كان عائق لذلك, طرقنا باب بيته واستقبلنا بصدر رحب وتحدثنا مع والدته تلك العجوز المريضة التي كان تأخر الراتب سبب لحرمانها من العلاج والتداوي حيث اشتكت من ألمها وكانت دمعاتها أسبق منها بالتعبير.
الزوجة
المسكينة حاولت بكل جهودها أن تدير الأزمة, لكن متطلبات الحياة كانت أقوى
عليها, فاستسلمت لهذا الوضع , تقول:" بعد أن كنا مستورون وكنت لا أحرم
أطفالي مصروفهم, أصبحنا اليوم عاجزين عن هذا’ فكم يؤلمني الصباح الذي أعجز
فيه عن تلبية طلب أطفالي لمصروفهم المدرسي وأقول لهم "لما يقبض والدكم",
حتى أننا اضطررنا إلى توقف ابنتنا من الروضة لعجزنا عن دفع رسومها , أما
أبنائي الذين يدرسون بالجامعة فأصبحوا يذهبون إلى جامعاتهم مشياً على
الأقدام".
تتساءل
هذه الزوجة وهي حائرة لصعوبة حياة أسرتها:" من يتحمل مسئوليتنا ومن مثلنا,
طرقنا كل باب ولا مجيب, ماذا نفعل , ماذا أقول لكم ! أصبحنا عاجزين عن
إحضار البامبرز والدواء لوالدة زوجي المقعدة, توقفت كل أمور حياتنا, ماذا
نفعل في نصف راتب يتوفر كل ثلاثة شهور, أصبحت أتمنى الموت أرحم من أنني
أعيش عاجزة أمام أبنائي, لكن ماذا نقول؟ الأرزاق على الله لكن المصيبة
اشتدت علينا".
مراكز
التموين التجارية أصبحت ترفض مدين مثل هذه العائلات بسبب تأخر الرواتب,
وقد تحدثنا مع عدد من أصحابها ليروون لنا صورة الوضع معهم في ظل هذه
الأزمة, فأبا
عائد صاحب سوبر ماركت شرح الأمر بقوله:" نلاحظ ركود بشكل كبير في السوق
ألغزي, بعد تأخر رواتب موظفين رام الله, وقد لجأ الجميع إلى المدين, فارتفع
مدينهم من300شيكل إلى 1000شيكل بشكل شهري".
يضيف:" من
أين تسدد هذه المبالغ طالما هناك انقطاع مستمر في الراتب, وهذا أثر علينا
سلباً فالمواطن يأتي ويأخذ ما يريد ثم يقول سجل على الدفتر, وأصبحت أنتظر
التسديد دون جدوى فاضطررت إلى التوقف عن المدين لأنه بصراحة أعجز عن إحضار
بضائع للبيع".
لم
يؤثر تأخر الرواتب فقط على موظفين سلطة رام الله فحسب, بل لحق الأمر أصحاب
السوبر ماركت والمراكز التجارية, حيث أخبرنا أبا عائد أن هذا الأمر عاد
عليهم بخسائر فادحة, وأصبحت الأزمة واقع ولا بد من التعايش معه, موضحاً أنه يحاول التخفيف عنهم بما يستطيع حيث أن الذنب ليس ذنبهم بل هم ضحايا.
في
تلك الظروف وفي ظل غياب الراتب, تجولنا قليلاً في أحد أسواق الخضار الغزية
وكانت معاناة المواطنين واضحة في الحركة الركيكة التي شاهدناها, لم يتواجد
سوى 10 أشخاص , التقينا مع صاحب محل لحوم ودواجن حيث وصف الحال بالمعدوم
وتحت الصفر, يقول:" لقد وصلت نسبة الديون إلى 53 ألف شيكل وكل يوم تتزايد
وتتراكم, أستطيع أن أتحمل القليل لكن ليس الكل لأن التاجر الأساسي يطالبني
بتسديد ما علي في الأيام الماضية, فبعد أن كان يعطيني 20 قفص أصبح يعطيني
فقط 5 أقفاص من الدجاج يومياً, وأحيانا يقلل مطالباً بمستحقاته".
لم
يكن أمام المواطن سوى التوعد بسداد ما عليه سواء كان تاجراً, أم موظفاً,
يطالب المواطنون الغزيون بضرورة إيجاد حل لهذا قائلين:" الدول الأخرى حين
يتأخر الراتب على الموظف يوم واحد فقط تقوم الدنيا ولا تقعد, فما بالكم في
غزة تتأخر 3 شهور أو أكثر, دون شجب أو استنكار".
وذكرت الحكومة الفلسطينية في رام الله أنها
ستصرف نصف راتب يوم الأحد المقبل وذلك بعد جهود بذلتها وزارة المالية
الفلسطينية بالتعاون مع سلطة النقد للحصول على قرض من البنوك.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم