0


  •   بقلم : سعيد قديح


 لا شك أن التخلف بات يضرب بأطنابه قلب المجتمعات العربية، زارعاَ بذلك آفة تعتبر من أخطرا آفات الشعوب دافعةً بها إلى الجمود والانحطاط الفكري ، إذاً لكي نخرج من دائرة التخلف إلى مربع التنمية يُلزم علينا أن نعرف بعض الأسباب الرئيسية التي تقف وراء تخلف البلاد العربية بشكل عام وخصوصاَ فلسطين .

ومن أبرز تلك الأسباب / الاحتلال وسياساته التجهيلية / التي يمارسها اتجاه المواطن العربي عامة وشعب فلسطين خاصة والهادفة الى جعل البلاد قاطبةً تلهت خلف سراب المحتل باحثة عن أمر باقتحام عالم التنمية هذا إن حدث ، وجعلها بمعزل عن اللحاق بركب الرقي والتقدم ، فدائماَ يسعى المحتل إلى التميز والتفوق عن غيره منتهجاً بذلك أساليب جليةً وأخرى قليلة يستحسن أن أقول عليها خفية يستخدمها كأدوات في ممارسة (سياسة الخلفنة ) كما يقال إذن هذه سياسة المحتل التي تتجل صورها واضحةً في التضييف الإقتصادي والعسكري والسياسي على دول العالم العربي خاصةً فلسطين وما يضاف إلي هذه الطرق من محاولات لتخريب وسلب ونهب مقدرات وخيرات الشعوب العربية .



كل ذلك يمكن الجزم به ، إلا أن توريط المحتل ورمي حمل صنع التخلف عليه يعد أمر غير منطقي
فكما الاحتلال يتحمل مسئولية صنع التخلف ، فلنا دور أكبر منه في صنعه وتوسيع دائرته أقصد التخلف  وهذا أمر مؤكد في واقعنا فأهم الأسباب التي جنيناه بأنفسنا هي :


سياسة تكميم الأفواه وتقييد الحريات : إذ أنها سياسة محتل وسياسة حاكم غير عادلة في نفس الوقت
بحجة الأمن القومي أو ما شابه، إذ أنه من المعلوم يحرم مشاركة ذوي الكفاءات والخبرات والتجارب الحياتية من تقرير حال البلاد إلى أين ولو بنصيحة في طريق تقدمها ومنعها من الانزلاق في دائرة التخلف أكثر .


التعصب الديني والفئوي مقروناَ بسوء فهم : فالإسلام بتعاليمه ومنهاجه لم يدعو يوماَ قط إلى الجمود    والتضيق بل كان دوماَ يدعو الى شذ الهمم والتشمير عن الساعد من أجل بناء الحضارات والبلدان ، وبيان جلالها ونهضتها وعراقتها .

.إلا أن الكثيرين حولوا تلك الأفكار الى انطباعات شخصية فئوية ضيقة يمكن أن يقال عليها مؤامرات حيكت مستهدفةً تعجيز البلاد العربية وإرجاعها الى مستنقع التسويف وبؤرة اللانهضة ، فكيف إذاَ التقدم والنمو الحضاري لتلك الشعوب ، أضف الى ذلك تمييز فئوي تحاك خيوطه في قلب مجتمعات العرب على أساس القرابة الغير المنطقية .


العادات والأعراف المجتمعية : فالوطن العربي يضم بين جنباته مواطن كثيرة للطبقات والعشائر التي تتداخل بين أنسجتها خيوط العادات والتقاليد واضعةً بذلك عراقيل كثيرة في طريق التقدم من شأنها أن
تعثر قطار التنمية والرقي ، فكم من العادات تقيد عمل المرأة في المجتمع باعتباره يعود بالسلب عليها
نازعاً بذلك عنصر المساواة التي تتغنى به الشعوب والمجتمعات العربية .


انخفاض مستوى التعليم وطبيعته : فطبيعة التعليم في الوطن العربي باتت تعتمد على الحفظ والاستظهار لا     الفهم والتحليل ، ففي ظل عدم الاهتمام بالمتعلمين وصروح العلم في الآونة الأخيرة ، فتح ذلك الباب واسعاً أمام كثير من عقول الثقافة العربية إلى الهجرة نحو بلاد حظيت باللحاق بسفينة التنمية والنهضة ، حيث انه من المفروض أن تصبح البلاد العربية بلاد إنتاج فكر لا بلاد استيراد ثقافة وتزيين فكر .

ليترك ذلك وراءه علامة استفهام كبيرة ، أين ميزانيات البلاد العربية المؤمنة أصلاً للثقافة وتشجيع الفكر
أما أصبحت ميزانيات تشجيع تسلح وصفقات طيران وما شابه . 
ضعف الإعلام الموجه : فمن المعروف أن الإعلام وأخص بالذكر الإعلام الموجه يعد أساساً صلباً لقيام التنمية أضف إلى ذلك وجود الندوات والمعارض التثقيفية ، حيث يفتح ذلك طاقةً تشع منعا أفاقاَ تقود إلى طريق النهضة وصولاً لباب التنمية ، وما أحوج بلادنا العربية  اليوم لهذا ، أم أن ذلك أصبح حكراَ على بلاد الغرب .


     أسباب كثيرة تقف وراء التخلف ، وفي نفس الوقت تقف البلاد العربية بجانبها  عاجزة عن التغلب عليها لنتائج هذا التخلف الكبيرة والعصية عن التغلب عليها وخير الكلام ما قل ودل
    



  •   إعلامي فلسطيني

إرسال تعليق

جميع الردود تعبر عن رأي كاتبيها فقط ، وحرية النقد متاحة لجميع الأعضاء والقراء والقارئات الكرام بشرط ان لايكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من العبارات البذيئة وتذكر قول الله تعالى " مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم

 
الى الاعلى